الاخوان المسلمون راضون مرة اخرى

حينما تلا القاضي احمد رفعت الحكم أمس في المحكمة في القاهرة كان واضحا ان الحديث عن حكم محسوب وسياسي.
بحثت المحكمة الخاصة لمحاكمة مبارك عن ارضاء الجميع، في ايام شديدة الحساسية في مصر بين جولتي انتخابات رئاسة. وأصبح الجميع غير راضين آخر الامر اذا استثنينا الاخوان المسلمين لأن كل شيء يحدث في مصر تقريبا منذ كانون الثاني 2011 يلائم مطامحهم ويدفع ببرنامج عملهم الى الأمام.
حصل المرشح للرئاسة محمد مرسي أمس على دفعة بجدية استعدادا للانتخابات في منتصف الشهر من جهاز القضاء خاصة المتأثر بالجيش. فلا عجب ان المجلس العسكري لم يُرد تلك المحاكمة منذ البدء. وفي كل حالة محتملة في مصر اليوم يحصل الاخوان المسلمون على الصندوق كله.

لكن حتى لو وجد ملايين من خائبي الأمل فانه كان أمس شخصا واحدا في قفص الاتهام يحمي نفسه بنظارتين شمسيتين قاتمتين أصيب بذبحة. فقد زجت دولة عربية الرئيس الذي كان قادرا على كل شيء الى أمس القريب بصورة لم يسبق لها مثيل، بالسجن الى آخر ايامه. ويمكن ان تُسهل ذبحة مبارك استمرار بقائه في مستشفى خمسة نجوم. ويريد الجمهور ان يراه مشنوقا، لكنه سيتلقاه معالجا في ظروف ترف.
وجد ان الرئيس مبارك يتحمل التبعة عن قتل مئات المتظاهرين لكنه لم يدان بالفساد وهذا عجيب. وفي المقابل بُريء ابناه علاء وجمال اللذان يكرههما الشارع كثيرا لكنهما سيبقيان في السجن لوجود لوائح اتهام اخرى لهما وهذا ايضا عجيب.
ووجد ان وزير الداخلية السابق حبيب العدلي مذنب هو ايضا وحكم عليه بالسجن المؤبد مثل مبارك لكن ستة القادة من اجهزة امن وزارته الذين حوكموا بُرئوا وهذا عجيب ايضا.

كان واضحا ان كل شيء ما عدا المشنقة سيخرج شباب التحرير الى الميدان مرة اخرى. فبعد ان اصبحوا غير ذوي صلة في انتخابات مجلس الشعب وفي انتخابات الرئاسة فان كل ما بقي لهم هو الشارع وحده للاحتجاج على وجود بطالة بنسبة 50 في المائة ولأن أكثر من 45 في المائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر. وقد أتاح لهم الاخوان المسلمون والجيش أمس التحرر من الغضب ويؤمنان عن تجربة بأن ذلك سيمر حتى الانتخابات.
بقي أمامنا لغز واحد فقط هو الجولة الثانية للرئاسة. ان احمد شفيق، آخر رئيس وزراء لمبارك، فاجأنا حينما بلغ الجولة الثانية. وهو يعد باعادة النظام الى مصر. أما محمد مرسي، مرشح الاخوان المسلمين، فوعد أمس باصلاح الجهاز القضائي بل ربما باعادة المحاكمة.
ما هو أشد الاشياء تأثيرا اليوم في الشعب المصري؟! هو كل شيء يشتم منه رائحة المشنقة والاسلام ايضا.  

السابق
الويل للمخلوعين
التالي
أكاديمية لاكتشاف المواهب الجديدة