الأنوار: حوادث متفرقة في طرابلس… وتحذير امني من طابور خامس

الهدوء الحذر الذي شهدته طرابلس بعد انتشار الجيش وقوى الأمن الداخلي في مناطق التوتر أمس، خرقته ليلا أحداث متفرقة تراوحت بين إلقاء قنبلة وتكسير محلات ورصاص قنص أوقع جرحى. وقد عبّرت مختلف الكتل السياسية عن تخوّفها من ان يكون وقف النار هدنة تمهيدا لجولة جديدة من العنف.
وكانت الاشتباكات التي بدأت ليل يوم الجمعة قد تواصلت حتى صباح أمس، وأوقعت 14 قتيلا وحوالى 50 جريحا، وألحقت أضرارا كبيرة وحرائق في الأبنية والمحلات. وقد دعت فعاليات طرابلس الى يوم حداد واضراب اليوم للمطالبة بنزع السلاح من المدينة.

وقبيل بدء عمليات الانتشار للجيش وقوى الأمن صباح أمس، شهدت المدينة اشتباكات عنيفة استمرت من الثانية فجرا حتى الخامسة صباحا وتخطت قذائفها المحاور التقليدية الى مناطق بعيدة في المدينة.
وقد أعلنت قيادة الجيش بعد ظهر أمس ان وحدات الجيش أكملت ظهرا انتشارها في جميع أحياء منطقة التبانة وجبل محسن، بالاضافة الى شارع سوريا، فيما تستعد وحدات أخرى تابعة لقوى الأمن الداخلي للانتشار لاحقا في هذه المناطق.
وأعلنت القيادة ان قوى الجيش تستمر في تعزيز اجراءاتها الأمنية، بما في ذلك ملاحقة المسلحين ورصد أي مكان قد تطلق منه النيران، لمعالجته فورا وبالشكل المناسب.

انتشار قوى الامن
في الوقت ذاته أكد قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي، في مؤتمر صحافي، أن الوضع الأمني في المدينة بحالة جيدة، وقال: دخلنا إلى منطقتي التبانة وجبل محسن كقوى أمن داخلي لمؤازرة الجيش اللبناني الذي إنتشر في المنطقتين ايضا، ونحن في تنسيق تام وتعاون مع الجيش، وقد إختفى الظهور المسلح حاليا من المنطقتين وعاد الهدوء التام على جميع المحاور، ونتمنى أن يستمر هذا الوضع الذي نحن فيه.
أضاف: أؤكد أننا سنرد على أي مصدر لإطلاق النار وسنتعامل مع أي خلل أمني بجدية وقساوة، فالبلد لا يحتمل إنتهاكات أمنية، ودورياتنا منتشرة في كل انحاء المدينة وتقيم حواجز ثابتة ونقالة، وأدعو الجميع إلى التعاون لتجنيب المدينة الخسائر والأضرار ونأسف لسقوط الضحايا.

وسئل إذا كان إلقاء القنابل ليلا سيتوقف بين المنطقتين، أجاب: لا شيء يمنع أن يكون هناك طابور خامس كما يقال، يعمل على توتير الأجواء بين المنطقتين، وإنعدام الثقة بين الفريقين قد يساعد على توتير الوضع.
وبالفعل فقد شهد الليل الفائت احداثا متفرقة، اذ القيت قنبلة على محل في شارع عزمي مما ادى الى اندلاع النيران بداخله، وجرى تكسير مطعم في محلة التبانة، وتسبب رصاص قنص في اصابة الدركي محمد السحمراني بينما كان يعبر جسر مشاة على اوتوستراد التبانة.

استقرار ام هدنة؟
وسط هذه الاجواء طرحت مصادر سياسية واعلامية اسئلة حول صمود وقف النار، وهل هي هدنة ام استعداد لجولة جديدة؟
فقد سألت مصادر الرئيس نبيه بري عبر قناة NBN: هل هذه الجولة اخيرة في احداث الشمال ام ان تأجيج النار تحت الرماد قائم في اي لحظة، القرار السياسي رفع الغطاء عن اي مخل بالامن والخطة الامنية حاضرة للرد على كل مصدر للنار بقوة وجدية، لكن من يضبط الخيار الغرائزي؟
وقالت مصادر حزب الله: هدأت شمالا بعد انتشار الجيش اللبناني وتأمين الغطاء السياسي، لكن القلق بقي ساريا طالما ان الخطوتين حصلتا سابقا ولم تصمدا طويلا. والتطورات الانية في طرابلس وان كانت بلبوس محلي، الا ان بصماتها الاقليمية مدموغة في الشوارع والازقة.
ولم تخرج مصادر التيار الحر عن هذا الاطار، وقالت: انتهت موقعة باب التبانة من حيث بدأت، اي لا شيء تحت سقف سياسي لها، بل رقم جديد لضحايا من الجانبين ومن الاهالي، وعلامة جديدة من علامات ازمنة الدولة المنزوعة الهيبة في احياء طرابلس.

اعادة المخطوفين
على صعيد آخر، اعيد مساء امس المخطوفان اللبنانيان محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان اللذان كانا خطفا من منطقة العبودية الى داخل الاراضي السورية.
وقال بيان للجيش ان مديرية المخابرات في محلة المصنع تسلمتهما من مكتب التعاون والتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، وتم اخلاء سبيلهما بعد اجراء المقتضى القانوني.
وقد لقي العائدان استقبالا شعبيا حارا.
الى ذلك، اوردت قناة LBC ان آلاف العمال السوريين غادروا امس لبنان من طريق المصنع دفعة واحدة باتجاه سوريا، وقالت ان الارقام الرسمية تشير الى مغادرة 7 الاف سوري الاراضي اللبنانية عند نقطة المصنع امس الاحد بعدما كان سبقه مغادرة 20 الفا. واوضح بعض هؤلاء السوريين ان هناك ضغوطا يتعرضون لها يوميا ولا سيما بعد الشائعات التي سرت والصور التي وزعت على الهواتف والانترنت والتي قيل انها تعود لسوري قتل ذبحا في لبنان.
من جهته، اكد مصدر دبلوماسي سوري في بيروت انه ليس هناك تعليمات سورية لهؤلاء العمال بالمغادرة.
امنيا ايضا، قالت الوكالة الوطنية للاعلام ان اشكالا وقع في بلدة الخضر – قضاء بعلبك بين علي حمزة حمزة وع. ع. بسبب خلافات قديمة، تطور الى اطلاق نار بين الاثنين، ما ادى الى مقتل الاول ونقل الى مستشفى دار الامل، فيما اصيب الثاني بجروح نقل على اثرها الى مستشفى رياق.
  

السابق
الحياة: مخاوف من هدنة هشة في طرابلس وصعوبات ترميم الوضع
التالي
الشرق الأوسط: طرابلس: هدوء حذر بعد ليلة هي الأشرس منذ الثمانينات