نصرالله: لمؤتمر تأسيس وطني معين او منتخب يناقش كيف نبني دولة ووطنا

تحدث الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله في الاحتفال الذي اقامته سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية مساء اليوم في الاونيسكو، بالذكرى ال23 لرحيل الامام الخميني، عن الراحل وهزيمة حزيران العام 1967، واجتياح لبنان العام 1982 التي "اسماها العدو الاسرائيلي حرب لبنان الاولى، واطلق على حرب تموز 2006 تسمية حرب لبنان الثانية".

وقال: "المعركة مع العدو لم تنته بعد، وفلسطين ما تزال تحت الاحتلال، ومقدسات المسلمين والمسيحيين تنتهك، وهناك شعب مشرد وآلاف من الاسرى في سجون العدو".

وعن مشهد عودة رفات 91 شهيدا فلسطينيا من مقبرة الارقام، رأى انه "دلالة على وحشية هذا العدو ليمس من كرامة الشعب الفلسطيني، كما انه يضيء على مرحلة نضالية مقاومة من تاريخ الشعب الفلسطيني"، مطالبا برفات الشهداء اللبنانيين من مقبرة الارقام، وايضا المفقودين اللبنانيين، معتبرا ان "عودتهم من مسؤولية الدولة".

وتحدث عن شخصية الخميني مشيرا الى انه "فقية، مفكر اسلامي، مبدع، مجدد، وله مواصفات في موقع الفعل لجهة ما احدثه في حياة الامة، وما أسسه للمستقبل، وهو قائد الثورة الشعبية الجماهيرية التي انطلقت في ايران واسقطت نظام الشاه الطاغوتي شرطي الخليج وحليف اسرائيل وهو مؤسس النظام الاسلامي في ايران".

وذكر ان "الامام الخميني بدأ وحيدا في تحريك الثورة مطلع الستينات وانضم اليه صحبه واخوانه، وهو اول من تحمل تبعات ذلك في أمنه الشخصي وتم اعتقاله"، مؤكدا ان "الامام هو الذي اوصل الثورة الى الانتصار".

وأشار الى "اهمية الدور التأسيسي في المنطقة وفي حركات المقاومة وفي الصراع ضد اسرائيل"، مشددا على "أهمية بناء الدولة الاسلامية، هذا الاستحقاق الذي تواجهه بعض الشعوب العربية التي انجزت اسقاط انظمة وتنتظر تحدي بناء الدولة".

ولفت نصر الله الى "انجاز المؤسسات الدستورية والتشريعية والانتخابات خلال سنة ونصف سنة في عهد الامام الخميني في عملية بناء الدولة"، واصفا ذلك ب"عظمة الثورة بالرغم من الظروف الصعبة في تلك الفترة، اذ انه لم يلجأ الى قانون طوارىء ولم ينصب نفسه رئيسا مدى الحياة".

ودعا الى "دراسة نموذج الدولة الاسلامية الايرانية التي جمعت بين الاصالة والحداثة".

وتحدث عن اهتمام الخميني بفلسطين منذ ما قبل الثورة الى بناء الدولة الى ما بعد ذلك "رغم التهديدات الدولية، لكنه في مسألة فلسطين لم يبدل رأيه ولم يتغير".

وشدد على "التزام الامام بالوحدة الاسلامية"، وقال: "لو ان احدا غيره لقال ما علاقتي بفلسطين في ظل المواقف العربية التي شنت عليه وخصوصا في دعمهم لحرب صدام حسين خلال 8 سنوات".

وعن الوضع اللبناني قال: "نحن اليوم ميامون في السياسة". ودعا الى "الخروج من التفاصيل والتوقف لحظة تأمل ونسأل ما علينا فعله".

وقال: "ان القلق الذي انتاب اللبنانيين مؤخرا كان صحيحا، ولكن علينا الدخول في الاولويات".

وطالب بإجراء "استطلاع رأي لأولويات الناس"، وقال: "أرى ان الامن والسلم الاهلي نتيجة احداث سوريا والمنطقة وتراخي التعاطي الامني والقضائي والتحريض الطائفي والمذهبي، هي اولوية الناس".

ورأى ان "هناك اولوية الوضع المعيشي"، مؤكدا ان "الامن والسلم الداخلي هو نتاج عملية متكاملة فيها الثقافي والتربوي والقانوني والسياسي والاعلامي، اما العمل الامني لوحده فهو جزء من كل".
ودعا نصرالله الى "مؤتمر تأسيس وطني معين او منتخب ، يناقش كيف نبني دولة".
ورأى ان "الدولة فقط هي التي تملك هذه العناصر، ولا يمكن لأي طرف او جهة ان تقوم بهذه المهمة"، مشددا على "الحاجة الى الدولة العادلة والفاعلة". وقال: "ان تولي أي حزب الدور الامني في أي منطقة يؤدي الى عكسه".

ونفى وجود "ما يسمى اقتصاد منطقة لوحدها، او اقتصاد طوائفي"، وقال: "هناك اقتصاد للوطن، ودولة تستطيع ان تحل مشاكل الناس الاجتماعية والاقتصادية". ورأى ان "أي دولة لا يمكنها ان تكون قوية اذا لم تكن جزءا من تكامل اقليمي واقتصادي".  

السابق
قوى الامن الداخلي: تدابير لمواكبة مباراة لبنان – قطر الاحد
التالي
الشرق الأوسط: نصر الله للخاطفين: لا تتخذوا الأبرياء رهائن.. وإذا كانت مشكلتكم معي نحلّها بالسلم أو بالحرب