من المستفيد من قرار المنع؟

هل هي احتكارات، شركات خاصة تابعة لسياسيين، ام مجرد خدمات متخصصة تسعى وزارة السياحة الى اعتمادها داخل مطار رفيق الحريري الدولي لتجويد نوعية الخدمة، وتنظيم وتوحيد اساليب استقبال السياح القادمين الى لبنان؟
كثر الحديث مؤخرا عن قرار إنشاء شركة خاصة داخل المطار، متخصصة باستقبال السياح وتوديعهم. منهم من قال انها تابعة لابنة وزير السياحة فادي عبود، والبعض الآخر قال إنها تخصّ وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، وسيناريو آخر افاد بأنها تابعة للطرفين معا.

ولكن بغض النظر عن الجهة التي تعتزم إنشاء هذه الشركة الخاصة، إن كانت تابعة لطرف سياسي أم لا، يبدو جليّا انها ستعتمد مبدأ الحصرية في تقديم خدمات الاستقبال والتوديع داخل مطار بيروت، وإلا لماذا تمّ منع مكاتب السفر والسياحة من ممارسة عملهم باستقبال وتوديع السياح منذ بداية العام؟

شكلت خدمة مساعدة السائح داخل حرم المطار ، أزمة لارباب السياحة الذين اعتادوا منذ العام 1972 تقديم هذا النوع من الخدمات. وقد أدّى تلكؤ وزارة السياحة عن إصدار بطاقات دخول مندوبي مكاتب السفر الى حرم المطار، الى فقدان هؤلاء لوظائفهم في ظلّ وضع اقتصادي معيشي متردّي أقحم البلاد في الركود.

في هذا الاطار، اكد جان عبود، رئيس نقابة اصحاب مكاتب السياحية والسفر لـ" الجمهورية" انه على رغم ان الوضع السياسي في البلاد لا يسمح بإثارة هذه القضية الآن، إلا "اننا سنلاحق الموضوع ولن نسكت"، مشيرا الى ان وزير السياحة فادي عبود اعرب له عن استيائه من الخطوة التي اقدم عليها اصحاب مكاتب السفر والسياحة عندما اعتصموا في المطار احتجاجا على منعهم من استقبال السياح.

وأبدى جان عبود إصراره على ان وزارتي السياحة والاشغال العامة تعطلان إصدار بطاقات دخول مندوبي المكاتب، لمصالح شخصية.

وشرح عبود انه منذ عامين، تمّ تأسيس شركة " يا مرحبا" لتقديم خدمات استقبال السياح، في ظلّ ظروف سياسية مختلفة عن القائمة حاليا، فاُثيرت ضجّة سياسية وإعلامية حولها آنذاك، كونها شركة خاصة تابعة لجهة سياسية، ولم يُسمح لها ببدء عملها رغم انها كانت مرخصة، وقد افتتحت مكتبا لها داخل المطار ما زال لغاية اليوم موجودا. ومع ذلك استمرت مكاتب السفر آنذاك بتقديم خدماتها.

واوضح عبود انه عندما تمّ منعهم من دخول المطار العام الماضي، جرى اتفاق بين مكاتب السفر ووزير السياحة فادي عبود تضمّن نقاطا عدّة، يجب الالتزام بها للحصول على بطاقات الدخول الى حرم المطار واستقبال السياح. ولفت الى ان مكاتب السفر لم تخلّ بهذه الاتفاقية اليوم، ومع ذلك، لم تصدر وزارة السياحة بطاقات الدخول هذا العام، على رغم ان المكاتب بعثت بالمستندات اللازمة الى وزارة السياحة في ايلول الماضي، ولم تحصل لغاية اليوم على التراخيص من دون اي سبب مبرّر او ذريعة.

وقال عبود ان وزير السياحة قدم الى مجلس الوزراء في كانون الثاني مشروع قرار ترخيص شركة خاصة لخدمة VIP لاستقبال وتوديع السياح، مشيرا الى انه لا مانع لديهم من ترخيص اكبر عدد من الشركات ولكن مقابل عدم اعتماد الحصرية، متسائلا عن سبب عدم اصدار بطاقات مكاتب السفر والسياحة في حال لم يكن هناك مآرب او نيّة لشركة خاصة حصرية.

ودعا عبود الى عدم حرمان مكاتب السفر والسياحة من خدمة استقبال السياح التي تؤمن فرص عمل لحوالي 300 موظف، يشكلون 300 عائلة، باتوا اليوم عاطلين عن العمل بسبب قرار وزارة السياحة. واشار الى ان استقبال السياح هو حق اكتسبته مكاتب السياحة والسفر منذ العام 1972.

من جهته، كان وزير السياحة فادي عبود قد اوضح في السابق أن قرار مجلس الوزراء الصادر في كانون الثاني الماضي، لم يعط حصرية لأي شركة معينة مسؤولية تأمين الخدمات في مطار رفيق الحريري الدولي، بل كلّف الوزارة وضع خطة لتحسين الخدمات في المطار .

واكد ان قرار مجلس الوزراء لم يمنح أي شركة خاصة مسؤولية تأمين الخدمات، وليس له علاقة بمنع دخول مندوبي مكاتب السفر والسياحة القاعات الداخلية في حرم المطار.

واوضح عبود ان تطوير الخدمات في المطار عبر اعتماد خدمات متخصصة لرجال الأعمال والعائلات وذوي الحاجات الخاصة، لا يستهدف مكاتب السياحة والسفر التي تقوم باستقبال المجموعات السياحية، مؤكدا ان وزارة السياحة وقعت على البطاقات الخاصة بالمكاتب.

السابق
الجميل:نصرالله لا قرار له بالسلاح
التالي
الحمصي بعد إطلاقه: أنا لست عميلاً !!