… من "شكراً قطر" التي أطلقها كل اللبنانيين على خلفية الدور الذي لعبته في إعادة إعمار "بلاد الأرز" في أعقاب حرب تموز 2006، الى الخوف على قطر في قلب بيروت التي باتت ارتدادات الازمة السورية عليها تتخذ منحى صار يضع العلاقات مع دول عدة في دائرة الخطر.
ففيما كان لبنان يستعد لمواكبة الربيع الكروي الذي تعيشه كرة القدم اللبنانية التي تقف للمرة الاولى في تاريخها على مشارف "مونديال" 2014، جاءت المفاجأة الصادمة للجمهور ولكن "المفهومة" في قاموس الدوائر السياسية، باتخاذ الحكومة اللبنانية قرار منع الجمهور من حضور مباراة "منتخب الأرز" امام نظيره القطري والمقررة على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت بعد غد ضمن المرحلة الاولى من الدور الرابع الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في البرازيل.
واتصل وزير الداخلية اللبناني مروان شربل برئيس اتحاد كرة القدم هاشم حيدر وأبلغ اليه قرار مجلس الوزراء القاضي بمنع الجمهور "بسبب الظروف الامنية غير المستقرة في البلاد"، وسط تقارير ردّت هذا القرار الى تلقي الجهات الرسمية والأمنية معلومات عن إمكان إطلاق هتافات مسيئة لعلاقة البلدين في ضوء موقف قطر من الأزمة السورية.
وفيما أوقف الاتحاد اللبناني بيع البطاقات بعد تبليغه القرار الحكومي، أكد حيدر لـ "فرانس برس" ان "المفاوضات مع الحكومة لا تزال جارية وعلى كل المستويات"، مشيرا الى أن "المنتخب كان قد وحد الاطياف اللبنانية كلها خلفه في الدور الثالث والجمهور هو اللاعب الاساسي في الدور الرابع من أجل تحقيق المفاجأة والوصول الى النهائيات".
وما ان تم التداول بالقرار، حتى ساد مواقع التواصل الالكتروني "غضبة" عارمة خشية ان يؤدي الامر الى التأثير على حظوظ لبنان بتحقيق سابقة الانتقال الى نهائيات المونديال، فيما ذهب البعض وعلى الطريقة اللبنانية الى الردّ على هذا التطور بسخرية معهودة وبعبارات مثل "لبنان بطل العالم في التسجيل بمرماه … وكاسك يا وطن".
