الشرق الأوسط: تفاعل ظاهرة خطف اللبنانيين في سوريا سياسيا وشعبيا والخاطفون يطلبون اعتذار حزب الله قبل الإفراج عنهم

تحولت حوادث اختطاف مواطنين لبنانيين على يد الجيش السوري من داخل الأراضي اللبنانية إلى ظاهرة مقلقة جدا، لأبناء القرى والبلدات الواقعة على الحدود مع سوريا، وجاء في جديد هذه القضية إقدام الجيش السوري ظهر أمس على خطف المواطن يحيى محمد الفليطي من منطقة خربة داود في خراج بلدة عرسال البقاعية، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من خطف الشابين اللبنانيين محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان خلال قيامهما بقطف محصولهما الزراعي من حقولهما في بلدة العبودية الحدودية في شمال لبنان، من دون أن يعرف شيء عن مصيرهما.
وجاء هذان الحادثان بعد يومين فقط من إقدام الجيش السوري على قتل شاب وجرح خمسة آخرين في أحد المزارع في بلدة عرسال. وردا على خطف المرعبي وحمدان، واصل أهالي بلدة العبودية قطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا، مهددين برفع سقف تحركاتهم ما لم يطلق سراح المخطوفين بأسرع ما يمكن.

وفي هذا الإطار، دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان "السلطات السورية إلى إطلاق سراح الشابين من أبناء العبودية". ورأى أن "تكاثر أعمال الخطف والقتل في الأيام الأخيرة على الحدود مع سوريا أمر مثير للقلق ومرفوض، ويجب بالتالي إجراء التحقيقات اللازمة في الموضوع من الجانبين اللبناني والسوري لتوضيح صورة ما حصل وتفاصيله لمنع تكرار مثل هذه الخروقات، علما بأن احترام سيادة لبنان وسوريا هو في مصلحة أمن البلدين وسلمهما".
وفي تطور لافت، نقلت قناة "الجزيرة" التلفزيونية أمس عن معارضين سوريين في محافظة حلب قولهم إنهم يحتجزون الرهائن اللبنانيين وإنهم بصحة جيدة. وأضاف أحد الخاطفين أن المفاوضات من أجل الإفراج عنهم لن تبدأ قبل اعتذار الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حليف الرئيس السوري بشار الأسد عن خطاب قال فيه للخاطفين إن حادث الخطف لن يغير موقف الحزب من أحداث سوريا.

أما عضو كتلة المستقبل ونائب منطقة عكار خالد ضاهر، فاعتبر أن "الحكومة اللبنانية فاقدة للمسؤولية الوطنية والواجب الوطني، وهي عاجزة عن حماية مواطنيها". وطالب ضاهر في حديث لـ"الشرق الأوسط"، الأمم المتحدة بـ"إرسال قوات دولية وقوات عربية ونشرها على الحدود اللبنانية السورية لتتولى حماية اللبنانيين من همجية وإجرام النظام السوري". وقال ضاهر "بعد مسلسل التعديات الذي خلّف نحو 15 شهيدا لبنانيا في وادي خالد والقاع وعرسال، وبعد انتهاك السيادة اللبنانية عشرات المرات من قتل قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد وجيشه وشبيحته وخطف واعتداء على عشرات اللبنانيين، وبعد أن بحّ صوتنا ونحن نطالب هذه الحكومة بإرسال الجيش إلى الحدود، لم نلق من هذه السلطة العميلة لنظام الأسد أي تجاوب، وأمام هذا الواقع لم يعد أمامنا من خيار إلا أن نرفع الصوت ونطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بنشر قوات دولية وعربية على الحدود مع سوريا لحمايتنا وحماية شعبنا".

ورأى أنه "لو كان النظام السوري وجد في لبنان حكومة وسلطة حقيقية ترفع الصوت في وجهه عند حصول تعدٍّ لما تمادى في كل هذه الاعتداءات، وللأسف عندما يقوم رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) بدحض ادعاءات (السفير السوري لدى الأمم المتحدة) بشار الجعفري حول وجود (القاعدة) في لبنان، ثم يطل السفير السوري (علي عبد الكريم علي) من على منبر وزارة الخارجية اللبنانية ليكذّب رئيس الجمهورية من دون أن ينبري وزير الداخلية (اللبناني عدنان منصور) ويرد عليه، فإننا نتأكد أكثر وأكثر من أن هذه السلطة ليست إلا أداة في يد النظام السوري ومخابراته".
إلى ذلك، أعلن مصدر في الجيش اللبناني أن "السلطات اللبنانية بدأت إجراء الاتصالات اللازمة مع الجانب السوري لمعرفة مصير اللبنانيين اللذين خطفا من وادي خالد والمواطن الذي خطف من عرسال". وقال المصدر لـ"الشرق الأوسط": "صحيح أن ظروف خطف هؤلاء المواطنين لم تتضح بعد، وليست لدينا معلومات من أي نقطة خطفوا، لكن بالنسبة للدولة اللبنانية نعتبر أن هناك لبنانيين فقدوا أو خطفوا أو ضلّوا الطريق، ونطالب باستعادتهم فورا أيا كانت الظروف والأسباب".
وأكد المصدر أنه "بالمفهوم السيادي نعتبر أن هناك لبنانيين باتوا في عهدة السلطات السورية، فإذا كان الجيش السوري دخل الأراضي اللبنانية واقتادهم منها، فهذا خرق للسيادة وخطف واعتداء على مواطنين لبنانيين، أما إذا كانوا في رحلة صيد قرب الحدود ودخلوا الأراضي السورية عن طريق الخطأ أو كانوا في موضع شبهة فإننا نريد استعادتهم ونعمل على ذلك من خلال الاتصالات القائمة مع الجانب السوري".
وفي سياق متصل، نقلت فرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني، من محلة مشاريع القاع، ثلاثة جرحى سوريين بعد أن أحضروا ليلا من داخل الأراضي السورية إلى أحد المساجد في محلة المشاريع، إلى مستشفى دار الأمل الجامعي لخطورة إصابتهم.

السابق
الأنوار: سليمان يلتقي انان وميقاتي يجتمع مع اردوغان مصير الحكومة يتحدد الاربعاء بعد انفجار الخلافات داخلها
التالي
العثور على جثة سيدة حامل محترقة داخل شقة في حي فرحات