الاخبار: ظهور المخطوفين: اعتذار نصر الله قبل التفاوض

وسط الانهماك الرسمي في قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا، برز تطور على هذا الصعيد بإعلان مجموعة سورية غير معروفة مسؤوليتها عن عملية الخطف. وفيما كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مجتمعاً بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول للبحث في القضية، أعلنت جماعة مسلحة في حلب أن المخطوفين في «ضيافتها» وهم بصحة جيدة. جاء ذلك في بيان باسم تنظيم «ثوار سوريا ــــ ريف حلب» أذاعته قناة «الجزيرة»، وورد فيه: «إن اللبنانيين في ضيافتنا وبصحة جيدة». وإذ رأى البيان أن المفاوضات لإطلاقهم «ممكنة بعد اعتذار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن خطابه الأخير»، أكد أن «مشكلتنا ليست مع أي طائفة، بل مع من يشارك في قمع الثورة السورية».
وفي اتصال مع القناة نفسها قال الناطق باسم «المجلس الثوري في حلب وريفها» أبو عبد الله الحلبي إن المخطوفين «لا يزالون قيد الاحتجاز بعد أن تبيّن أن عناصر منهم مشاركون في قمع الشعب السوري». وأضاف: «من هم بريئون من أي ارتكاب بعد انتهاء التحقيق سيتم الإفراج عنهم، أما المتورطون فلهم عقابهم».
ومن المقرر أن يلقي نصر الله كلمة اليوم في ذكرى رحيل الإمام الخميني يتوقع أن يتطرق فيها إلى المستجدات على صعيد هذه القضية.

لقاء ميقاتي ــ أردوغان

وكان ميقاتي بحث قضية المخطوفين مع أردوغان. وعقب اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات، صدر بيان مشترك أوضح أن الجانبين تناولا «موضوع أسر 11 لبنانياً في سوريا، وأكد أردوغان أن تركيا ستستمر ببذل جهود مكثفة من أجل إنقاذهم. وعبّر ميقاتي عن دعم استعجال هذا الموضوع، مطالباً تركيا بمواصلة جهودها في هذا المجال».
وسبق الاجتماع لقاء بين ميقاتي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الموجود في إسطنبول، أعقبه اجتماع بين ميقاتي ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو. وشدد ميقاتي لبان على «ضرورة استخدام كل الإمكانات لإطلاق المخطوفين، نظراً لحساسية الأمر وتداعياته على الساحة اللبنانية».

محادثات أنان في بيروت

في غضون ذلك، وصل إلى بيروت أمس الأمين العام السابق للامم المتحدة كوفي أنان، حيث التقى الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري. وأوضحت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أن أنان سأل سليمان عن تهريب السلاح والمقاتلين من لبنان إلى سوريا، فردّ سليمان بأن الجيش يقوم بواجبه، مذكّراً بقضية الباخرة «لطف الله ــــ ٢». كذلك سأل أنان سليمان عن رأي لبنان في معالجة الأزمة السورية، فردّ رئيس الجمهورية مشدداً على ضرورة إيجاد حل سلمي، مقترحاً الاتفاق مع الرئيس بشار الأسد على إجراء تغيير بعد انتهاء ولايته عام ٢٠١٤. بدوره سأل سليمان أنان عن المخطوفين اللبنانيين، فأجاب الأخير بأن المراقبين الدوليين في سوريا لم يتابعوا القضية.
وعرض أنان لبري دوره ومهمته في سوريا ورغبته في استطلاع تأثير ما يحصل على لبنان والوضع على الحدود. وأوضحت مصادر معنية لـ«الأخبار» أن أنان لم يحمل ملفاً محدداً أو رسالة معينة، بل سأل عن بعض التفاصيل المتعلقة بالوضع اللبناني، وكان الكلام عاماً.
من جهة أخرى، رأى سليمان «أن تكاثر أعمال الخطف والقتل في الأيام الأخيرة على الحدود مع سوريا أمر مثير للقلق ومرفوض، ويجب إجراء التحقيقات اللازمة في الموضوع من الجانبين اللبناني والسوري لمنع تكرار مثل هذه الخروق». ويزور سليمان اليوم السعودية لإجراء محادثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز.

اجتماع للأكثرية الحكومية

في الملف الحكومي، حال الانشغال بمتابعة زيارة أنان وموضوع المخطوفين دون متابعة الاتصالات بعد جلسة مجلس الوزراء. وعلمت «الأخبار» أن مكوّنات الحكومة من «قوى 8 آذار» وحلفائها سيعقدون اجتماعاً في الساعات المقبلة لتنسيق المواقف تمهيداً لجلسة الاربعاء المقبل.
إلى ذلك، صدر عن المكتب الإعلامي لميقاتي البيان الآتي: «نشرت صحيفة «الأخبار» (أمس) كلاماً منسوباً إلى زوار رئيس الحكومة يتناول الوضع العام في لبنان والموضوع الحكومي. إن هذا الكلام غير صحيح ولم يدل به الرئيس ميقاتي أمام زواره، علماً بأن موقف دولة الرئيس هو الدعوة إلى تفعيل العمل الحكومي، وأي موقف آخر يحدده الرئيس ميقاتي بنفسه بعيداً من أي ضغط محلي أو خارجي».

دعم بريطاني فرنسي للحوار

من جهة أخرى، أكدت لندن وباريس دعمهما للحوار. ورأى السفير البريطاني طوم فليتشر، بعد لقائه النائب سليمان فرنجية في بنشعي، «أن على القادة اللبنانيين التحاور في ما بينهم ومناقشة ما هو لمصلحة لبنان». فيما أشار بيان للعلاقات الإعلامية في حزب الله، بعد زيارة السفير الفرنسي، باتريس باولي، مسؤول العلاقات الدولية في الحزب، عمار الموسوي، الى أن الجانبين أكدا «أهمية انعقاد طاولة الحوار بعد الدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية إلى الأطراف السياسية، و«خصوصاً في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة».

اعتصام العبودية

أمنياً، ألقيت ليل أمس قنابل في حي البقّار وأطلقت رشقات نارية بين جبل محسن وباب التبانة ما أدى الى تشديد الجيش إجراءاته الأمنية، فيما سادت أجواء التوتر منطقتَي العبودية والعريضة على الحدود الشمالية، حيث اعتصم أهالي العبودية ورفعوا سواتر ترابية وأشعلوا الإطارات وقطعوا الطريق الدولية بين لبنان وسوريا، احتجاجاً على خطف اثنين من أبناء البلدة، أول من أمس، هما: محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان، ملوّحين بسلسلة تحركات تصاعدية في حال عدم الإفراج عن المخطوفين.
وحضر إلى الخيمة النائبان معين المرعبي ونضال طعمة، فتمنى الأول على الرئيس ميشال سليمان «دعوة مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع وإصدار قرار تحت الفصل السابع لنشر قوات أممية على الحدود مع سوريا، لأن الجيش والضباط العونيين لا يريدون أن يأخذوا دورهم».

إطلاق الحمصي

وفي سياق آخر، عمّت الاحتفالات بلدة سعدنايل البقاعية (عفيف دياب) احتفاءً بقرار المحكمة العسكرية الإفراج عن رئيس بلدية البلدة السابق زياد الحمصي. وكان الحمصي قد أوقف قبل 3 سنوات و10 أيام بتهمة التعامل مع إسرائيل، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات مع الأشغال الشاقة، الى أن قررت محكمة التمييز العسكرية أمس الإفراج عنه والاكتفاء بمدة توقيفه.
وكان الحمصي قد بدأ منذ أيام عدة بإرسال رسائل من داخل سجنه الى عدد من المواطنين في البقاع، طالباً منهم الاعتذار، مهدداً بأنه سينتقم من كل شخص «ظلمه» مهما علا شأنه.

السابق
وفاة النائب فريد حبيب
التالي
شُحنات السلاح بدأت الدخول عبر الحدود التركية