ملصقات شبابية للتذكير بقضية المفقودين

ربما قتلت الأعوام الطويلة التي مرّت، الكثير من المشاعر التي تُذكّر هؤلاء الذين ما زالوا ينتظرون عودة أحبائهم في أنهم بشر، ولكنها تقف عاجزة أمام الحنين. تخفض رأسها بصمت نبيل أمام العذاب العميق الذي يعيشونه موتاً مُتكرّراً لم تتمكّن الأيام من ان تخفي طيفه القاسي الذي يتربّص خلف أحزانهم. ما أصعب الانتظار عندما نعرف سلفاً ان من ننتظرهم لن يعودوا.

رغبةً منها في إشراك الشباب في قضية المفقودين والمخفيين قسراً في لبنان، أطلقت جمعية ACT for the Disappeared التي تُعنى بحقوق الإنسان، في آذار المُنصرم، مُسابقة تصميم المُلصق بين طلاب التصميم الغرافيكي (Graphic Design) في مختلف الجامعات، اختتمت بإعلان الملصق الفائز في لقاء أقيم في Art Lounge (الكرنتينا)، رعاه السفير الهولندي هيرو دو بوير.
صوّر الملصق الفائز الذي صممه الطالب في الجامعة اللبنانية الدولية (LIU) أدهم أبي فرج، القضيّة الإنسانيّة المُلحّة وكأن المفقودين الـ 17 ألفاً أقرب إلى عملة نقدية، من حيث تعاملنا معهم، وطبع بعض الوجوه على الأوراق النقدية، مُرفقة بعبارة "17000 مش فراطة. إنضم معنا لدعم عائلات المفقودين في لبنان ولإيجاد حلول لإعادة أحبائهم إليهم".
وفي حديث معها على هامش اللقاء، قالت رئيسة الجمعية جوستين ديمايو (وهي فرنسية متأهلة من لبناني): "كانت مسألة مهمّة بالنسبة إلينا أن يُشارك الطلاب بطريقة أو أخرى في التعبير عن هذه القضية. وفي حين كان من المتوقع ان نتعامل مع طلاب العلوم السياسية أو أو علم الإجتماع، قررنا أن ننتوجّه إلى طلاب التصميم الغرافيكي، لنسلّط الضوء على القضية لدى أكبر عدد ممكن من الجمهور".
في المرحلة الأولى، أقامت الجمعية ندوات توعية في مختلف الجامعات، تلاها إطلاق المُسابقة "فدعينا الطلاب المهتمّين الى المشاركة من خلال تصميم مُلصق يُعالجون من خلاله القضية. ومن 120 طالباً تلقّوا الدعوة في مختلف الجامعات، شارك 39 منهم". أضافت: "لم يتمكن البعض من المشاركة لضيق الوقت او انهماكهم في المشاريع الأكاديمية، لكننا سُعداء بالـ 39 الذين قدّموا مُلصقاتهم".
قسمت مرحلة التقويم جزأين: في المرحلة الأولى تألفت لجنة التحكيم من المديرين الإبداعيين في مختلف وكالات الاعلان والتواصل في لبنان، اختار أعضاؤها 10 مُلصقات وفقاً لمعايير فنية وإبداعية"، قبل ان تتولى لجنة تحكيم ثانية مسؤولية اختيار المُلصقات الـ 3 الأولى، ومنها المُلصق الفائز "ضمت اللجنة الثانية مسؤولين في مختلف المنظمات والجمعيات التي تُعنى بحقوق الإنسان، وتم الإختيار استناداً الى وثاقة الصلة بالموضوع ودقّة المُعالجة ووإبتداع الطلاب طريقة جديدة في المُعالجة".
وتخلل اللقاء كلمات للسفير الهولندي ورئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين وداد حلواني أكدّت فيها أهمية إشراك الجيل الجديد في القضية، إلى رئيس جمعية "سوليد" غازي عاد الذي تولى إعلان المُلصقات الفائزة.   

السابق
إيران تنقل أسلحة إلى سوريا ولبنان عبر الطائرات المدنية
التالي
“فايسبوك” أثّر على حياة كثيرين… وقضى على آخرين!