رجسٌ من عمل الشيطان!

هناك طريقتان لغش العسل؛ فإما أن تزيد عليه السكر وهذا سيكشفُه أصحابُ الخبرة في هذا الجانب، أو يمكنك أن تغشَّ النحلة فتضطَّرها إلى تناول السكريات والحلوى بعيداً عن الزهور لِتُنتج لكَ عسلاً صافياً نقياً غير مغشوش ولكن هذا العسل خرج من نحلة مُشبعَةٍ بالغش وتغذَّتْ بالغِشِّ! وهذه هي الانتخابات في أميركا.
هناك في أميركا يتم التحضير للانتخابات بأموال اليهود والمتنفذين من أصحاب رؤوس الأموال، ويُروَّج للهدف المنشود قبل سنوات ليصب الأمر في مصلحة إسرائيل، وتوضَعُ الخطط لسنوات، لِيَتمَّ غِشُّ النحلة حسب الأصول! وبشكل مبكر، لكننا جدلاً موافقون على الطريقة الأميركية في الانتخابات هناك ونَعُدُّه شأناً داخلياً، ولكن السيدة أميركا طالبتنا في الشرق بإحلال الديموقراطية وأحيانا قامت بذلك بنفسها كما فعلت في أفغانستان والعراق والصومال والحمد لله هذه الدول الثلاثة أصبحت بفضل أميركا من أفضل دول العالم في الأمن والنشاط التجاري والعمران!! وأحياناً كانت أميركا تطلب من الدول احترام حقوق الإنسان وتفعيل الديموقراطية كما فعلت مع الفلسطينيين، وبالفعل استجاب الفلسطينيون وأجروا انتخاباتهم اليتيمة ونجحت حماس وشكلت حكومة، ولكن السيدة أميركا قاطعت حماس وأخذت بالضغط على السلطة، واعتبرت حرب إسرائيل على غزة حرباً على الإرهاب! ولأن حماس التي كانت في أحضان سورية نجحت في الانتخابات كَفَرَتْ أميركا بتلك الديموقراطية التي أتت بحماس إلى الحكم! ولكن الأمر سهل وحماس لها حل ويمكن التفاهم معها حين تنسى سورية، ولكن ماذا عن الديموقراطية في مصر؟
نحن لا نستغربُ تعدد المكاييلَ التي تستخدمها أميركا، ولا نعجب من أيِّ انحياز أو تقلُّب في السياسات الأميركية تجاه دول المنطقة فهي تبحث عن مصالحها، ولا نعتب على رجل يتبنى علمانية الدولة مثلاً كأنور السادات رحمه الله حين قال: (لا سياسة في الدين، ولا دين في السياسة). ولكن العجبَ العُجاب يظهر في مواقف إخوان مصر حين صرح المتحدث باسمهم محمود غزلان في قوله: (لا يمكنني تصور فوز أحمد شفيق بالرئاسة فالشعب ضحى بالشهداء من أجل التغيير). طيِّب إذا الشعب اختار أحمد شفيق ماذا نفعل؟ نرمي الشعب المصري في البحر! وما الفرق في هذا الجانب بين الإخوان وأميركا؟! يعني الديموقراطية عند السادة الإخوان المسلمين هي التي تأتي بهم إلى الحكم! أما إذا أتت بغيرهم فبُعداً لها، وسُحقاً لها، ولعنةُ الله عليها وهي رجسٌ من عمل الشيطان!  

السابق
حال الأمة: مصر تنتخب… سورية تنتحب
التالي
ربيع ولو في الصين