اللواء: غليان لدى أهالي المخطوفين في حلب

مع وصول الرئيس نجيب ميقاتي الى اسطنبول لمتابعة موضوع المخطوفين اللبنانيين في سوريا، يكون الاهتمام الرسمي بلغ مرحلة متقدمة، وسط امال مرتفعة بإمكان الكشف عن مصير المخطوفين لدى فصيل سوري مسلح، او في اقل تقدير دفع عملية المفاوضات خطوات الى الامام، وحتى لا تبقى القضية تدار عبر مفاوضات يختلط فيها الدبلوماسي بالامني، ومن بعيد، في وقت كان فيه الحوار الداخلي يحدث حراكاً بين القوى السياسية، وبحثاً حول مفاضلة المشاركة او التأخير او المقاطعة، اذ انضم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى الرئيس سعد الحريري الى الاعراب عن عدم جدوى الحوار، معلناً عدم رغبته بتلبية دعوة الرئيس ميشال سليمان.
في هذا الوقت، فشل مجلس الوزراء – بذريعة الامور الطارئة من خارج جدول الاعمال – في مقاربة مشروع موازنة العام 2012 رغم الاهمية الملحة لاقراره، لمواجهة ازمة الانفاق وكيفية تشريعه، لتغطية النفقات المستجدة، بعدما ضاقت الهيئات الاقتصادية ذرعاً من الكساد الذي يمر فيه الاقتصاد اللبناني، فلا سياحة ولا اصطياف ولا حجوزات في الفنادق ولا تحريك للدورة الاقتصادية، وبالتالي "حتى يبقى لنا اقتصاد"، تداعت الهيئات الاقتصادية الى مؤتمر عام تعقده في "الفينيسيا" يوم الاثنين المقبل.
واضيف عنصر جديد على مجموع الازمات التي تحتاج البلاد، يتعلق هذه المرة بملف المياومين وجباة الاكراء في مؤسسة كهرباء لبنان الذي سلك مساراً جديداً في ضوء تفاعله على المستوى الامني، الامر الذي حمل وزير الطاقة الى التهديد بقطع التيار الكهربائي عن كامل لبنان، بعدما "انتفض" المياوميون في وجهه امس، ونفذوا مجموعة اعتصامات من صور والنبطية الى عكار وطرابلس وبعلبك مروراً ببيروت، مما حمل نقل الملف إلى مجلس الوزراء الذي كلف وزير الداخلية مروان شربل التحرّك سريعاً لضمان أمن مؤسسة الكهرباء، بعدما اقتحم المياومون صباحاً حرم المؤسسة متخطين الطابع السلمي لتحركهم، وقرّر المجلس توقيف كل من تسول له نفسه التطاول على القانون بعد كثرة إغلاق الطرقات في الفترة الأخيرة، مؤكداً التشدّد في الامن".
وطلب المجلس من وزير العدل شكيب قرطباوي التحرّك في اتجاه تسطير استنابات قضائية في حق المخالفين من المياومين.
مجلس الوزراء
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الوزراء الذي انعقد قبل الظهر في بعبدا برئاسة الرئيس سليمان، لم يدخل في تفاصيل مشروع الموازنة، مكتفياً ببحث بعض الأمور العائدة إلى الانفاق العام، مخصصاً مبلغ 150 مليار ليرة لمدينة طرابلس لصرفها على احتياجات إنمائية، وكأن الحكومة ارادت بهذا القرار التعويض على منطقة تعد من أكثر المناطق حرماناً.
وفُهم من مصادر وزارية أن الموازنة التي ستدرس مجدداً في جلسة الأربعاء المقبل في بعبدا، ستشهد مناقشات حول بعض الملاحظات والاقتراحات، وما طرأ على مشروع الموازنة من زيادات تتعلق برفع الضريبة على القيمة المضافة نقطتين.
وأفادت المصادر أن المجلس توقف لوقت قصير عند قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا، مشيرة إلى أن الرئيسين سليمان وميقاتي تحدثا عن اتصالات تجري بعيداً عن الإعلام بهدف معالجة هذا الملف، وأن تركيا تلعب دوراً اساسياً في هذا الموضوع.
وفي هذا السياق، لفت وزير الصحة علي حسن خليل إلى أن تحرك السفير التركي يعطي إشارات إلى وجود تحرك ما في هذا الملف.
وفي أثناء الجلسة تبلغ الوزراء بقرار الرئيس ميقاتي السفر إلى تركيا لمتابعة هذا الموضوع، ومعه الوزيران عدنان منصور ومروان شربل، كما أبلغ الرئيس سليمان عزمه السفير إلى الكويت يوم الأحد بهدف معالجة موضوع تحذير الرعايا من المجيء إلى لبنان، مشيراً إلى أنه سيزور عواصم خليجية أخرى عندما تكون الظروف مؤاتية لذلك ويصار إلى ترتيب المواعيد.
ميقاتي في تركيا
وقبل مغادرته إلى اسطنبول، حيث لم يستقبله في مطار أتاتورك سوى السفير التركي في بيروت والقائم بالأعمال اللبناني، أمل الرئيس ميقاتي أن تفضي المساعي القائمة إلى إنهاء هذا الملف الإنساني وطمأنة الأهالي إلى مصير المختطفين وعودتهم سالمين إلى لبنان، في حين كشف الوزير منصور أنه سيكون هناك جولة من المفاوضات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داوود أوغلو وكبار المسؤولين اليوم، وقال إن لبنان يولي أهمية كبرى لهذه المسألة الوطنية لمعرفة مصير المخطوفين.
وعلمت "اللواء" أن السبب الأساسي لمسارعة الرئيس ميقاتي للسفر إلى تركيا، بعدما كانت المعلومات تشير إلى أن هذه الزيارة ستتم غداً الخميس، تعود إلى رغبة في حضور مؤتمر عالمي حول صراع الحضارات سيعقد اليوم في أنقرة، ويشارك فيه إلى جانب أردوغان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس وزراء قطر وآخرون.
وذكرت المعلومات أن الرئيس ميقاتي سيلتقي أردوغان بعد الظهر على هامش المؤتمر، وربما يعقدان بعد ذلك جلسة محادثات رسمية.
أما الجانب التركي فقد نفى علمه بأي تطور ايجابي في ملف المخطوفين يستدعي انتقال الرئيس ميقاتي إلى انقرة، واكد كبير مستشاري الرئيس التركي رموز اوغلو ان المخطوفين لا يزالون داخل الاراضي السورية، وان تركيا لم تكن طرفا في ما يسمى مفاوضات. وهي تقوم بمساعي خيرة، وان تحركها على خط المفاوضات جاء بطلب من الحكومة اللبنانية.
وسط ذلك، يعيش ذوو المخطوفين في الضاحية الجنوبية حالة من الغليان لم يخرج بعد إلى الاعلام، نتيجة القلق الذي بدأ يعتور نفوسهم والخوف على حياة ابنائهم، واحتمال ان لا يتم الافراج عنهم قريباً.
ولاحظ القريبون من مجلس ذوي المخطوفين الذي ينعقد بشكل دائم بأن هناك عتباً على الرئيس سعد الحريري بسبب غيابه عن الاتصالات التي كان يجريها، وهم يتساءلون عن حقيقة ما يقال عن انسحابه من هذه الاتصالات، إلا ان هؤلاء يقولون، انهم لن يقوموا بأي خطوة في الشارع قد تحرج "حزب الله".
الحوار
اما بالنسبة إلى الحوار، فعدا عن خطوة جعجع التي اعتبر فيها الحوار راهناً مضيعة للوقت. واعلانه عدم استطاعته تلبية دعوة الرئيس سليمان، لم يطرأ اي تطور جديد، باستثناء التأكيد بأن وفد قوى 14 آذار، سيزور قصر بعبدا الاثنين المقبل لتسليم الرئيس سليمان مذكرة هذه القوى، في شأن المبادرة التي كانت طرحتها في اجتماع لبيت الوسط قبل ايام.
وكانت قيادات 14 آذار عقدت اجتماعاً في "بيت الوسط" مساء امس الاول، حيث تمت مناقشة موضوع الحوار واحتمالات المشاركة او المقاطعة، مع مناقشة ابعاد كل موقف، وتقرر بنتيجة الاجتماع الذي غاب عنه مندوبو "القوات اللبنانية" توصية مذكرة لرئيس الجمهورية حول رؤية 14 آذار لآفاق الحوار والخطوات التي تساعد على انجاحه، وفي مقدمها تشكيل حكومة إنقاذ حيادية.
وقالت مصادر المجتمعين أن أي قرار لم يتخذ في شأن الحوار قبل الاجتماع الذي سيتم مع سليمان الاثنين، الا أن رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون أبلغ "اللواء" أن الاتجاه العام يميل إلى عدم المشاركة إذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة، معتبراً ان المشاركة تعني حالياً تعويم حكومة اللون الواحد، مع احترامنا لنوايا رئيس الجمهورية الطيبة، لكن النوايا شيء والواقع على الأرض شيء آخر.
إلى ذلك، كشفت معلومات خاصة ب"اللواء" عن بروز عقدة جديدة تتعلق بتمثيل الارثوذكس في طاولة الحوار، إذ يميل الرئيس سليمان إلى أن يكون نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ممثلاً للطائفة، بدلاً من النائب ميشال المرّ، في حين يعترض نائب رئيس المجلس فريد مكاري على ذلك، معتبراً أن مقبل لا يملك حيثية شعبية كتلك التي يمثلها المرّ.  

السابق
الأنوار : الهيئات الاقتصادية تدق ناقوس الخطر: القطاع الخاص مهدد بالافلاس
التالي
الأخبار : الحكومة نحو الانهيار خلال أسبوع!