الشرق الأوسط : نائب في كتلة حزب الله: مسؤولو الحزب لديهم تعليمات بعدم سلوك سوريا برا

بعدما كان رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، قد أرجأ زيارته التي كانت مقررة إلى تركيا الأسبوع الماضي، نتيجة اللغط الذي حصل حول الإفراج عن اللبنانيين المختطفين في سوريا، وصل إلى تركيا مساء أمس برفقة وزير الخارجية، عدنان منصور، للتباحث مع المسؤولين الأتراك في المفاوضات الحاصلة مع الخاطفين، ولدفع الأمور باتجاه تحريرهم سريعا مع تعاظم النقمة في الشارع اللبناني، واتهام الحكومة اللبنانية بالتقصير في هذا المجال.
وفي هذا السياق أكدت مصادر مواكبة لزيارة الرئيس ميقاتي، لـ"الشرق الأوسط"، أن "لا مستجدات استدعت التوجه إلى تركيا"، واضعة إياها في سياق "الوقوف عن كثب على التطورات والمساعي التي تقوم بها الدولة التركية لتحرير المختطفين".
بدوره، توقع النائب في كتلة حزب الله النيابية، كامل الرفاعي، أن تأخذ المفاوضات الجارية لتحرير المختطفين أسبوعا إضافيا، مشددا على أن عمليات مماثلة لا تحل في 48 ساعة، وقال لـ"الشرق الأوسط": "في بادئ الأمر تم التعاطي مع الملف على الطريقة اللبنانية من خلال همروجة وسائل الإعلام، ما شكل صدمة وإحباطا في الشارع اللبناني.. إن العملية التي تمت عملية مدروسة وليس ابنة ساعتها، إذ تم التخطيط لها بشكل دقيق، علما بأن لها أهدافا محددة، وبالتالي التعاطي معها يجب أن يتم بجدية وبقدر كبير من المسؤولية".
وأكد الرفاعي أن "تطمينات حديثة وصلت من الجانب التركي تفيد بأن المخطوفين بخير ولا يزالون بالجانب السوري"، مشددا على أن "الطريق سالكة لتحريرهم"، وقال: "هناك تعاون إيراني – تركي – لبناني لتحريرهم، والرئيس ميقاتي لا شك سيصل في زيارته إلى تركيا إلى نتائج إيجابية في هذا الملف".
وعما يحكى من أن مسؤولين في حزب الله هم في صفوف المختطفين، جزم الرفاعي بالعكس، كاشفا عن "تعليمات أعطاها الحزب للمسؤولين فيه بعدم سلوك سوريا برا منذ نحو عام تقريبا".
في هذا الوقت دعا النقيب المظلي المنشق، أمين سر المجلس العسكري وقائد كتيبة الأبابيل في حلب، عمار الواوي، النظام السوري "لسحب أسلحته ودباباته من منطقة أعزاز ليتمكن الجيش السوري الحر من الدخول للمنطقة للسعي لفك أسر المختطفين من قبل عصابات تابعة لنظام الأسد"، وقال لـ"الشرق الأوسط": "النظام يقف وراء اختطافهم لأنه يسعى لتصدير أزمته إلى لبنان، وبالتالي على أمين عام حزب الله حسن نصر الله أن لا يؤجج نار الفتنة، وأن لا يشكر بشار الأسد؛ بل الشعب السوري الذي آوى اللبنانيين في حرب تموز".
وكان كبير مستشاري الرئيس التركي، إرشاد هرموزلو، أكد أن لا جديد في موضوع المخطوفين اللبنانيين، وقال: "نحن لم نكن طرفا فيما يسمى مفاوضات، نحن كنا نقوم بما يمكن تسميته مساعي خيرة".
أما في الجانب اللبناني، فبحث مجلس الوزراء الملف، واعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان "أن غموضا يلف هذه القضية"، مؤكدا على "المتابعة المتواصلة بعيدا عن الإعلام لهذه القضية".
من جانبه، أشار وزير الصحة العامة، علي حسن خليل، إلى أن الاتصالات تسارعت في الساعات الأخيرة، وبرزت جدية في التعاطي مع ملف المخطوفين، لافتا إلى أن حركة السفير التركي أول من أمس تركت انطباعا جديا وتقدما في الملف.
يذكر أن السفير التركي في لبنان كان قد زار رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ورئيس كتلة حزب الله النيابية، محمد رعد، أول من أمس الثلاثاء، لوضعهما في الجهود التي تبذلها الدولة التركية لتحرير المخطوفين اللبنانيين.  

السابق
الحياة : خطف لبنانييّن من عكار إلى سورية وميقاتي في تركيا لمتابعة ملف الـ11
التالي
البلد: لبنان اسير الخطف المزدوج من حلب الى العبودية