الأنوار : الهيئات الاقتصادية تدق ناقوس الخطر: القطاع الخاص مهدد بالافلاس

فيما تتراكم الازمات امام الحكومة دون ان تنجح في معالجة اي منها، جاءت الاعتصامات التي شهدتها بيروت ومختلف مناطق الشمال والجنوب والجبل والبقاع وما رافقها من حرائق واقفال طرق لتشكل مؤشرا على مدى الاختناق الذي بلغه الوضع والذي يهدد بالتفاقم.
وقد دفع هذا التردي في الاوضاع الامنية والمعيشية الهيئات الاقتصادية الى عقد مؤتمر عام بعد ظهر الاثنين المقبل في فندق فينيسيا لاطلاق صرخة تحذير مدوية تحت عنوان كي يبقى لنا اقتصاد.
وقال رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير ان الوضع لم يعد يحتمل، والوطن كله بات في خطر، والوضع الاقتصادي بلغ دركا خطيراً تثبته الارقام والوقائع.
واضاف: خلال 10 أيام تراجع استهلاك البنزين 25 في المئة، وهذا لم يحصل في أي بلد في العالم. وفي المدة ذاتها تراجعت الحركة التجارية 75 في المئة، كذلك انخفض إشغال المطاعم بنسبة 80 في المئة ثم عاد وارتفع بعض الشيء. وخسر أحد الفنادق الكبرى 750 ألف دولار أميركي في فترة 10 أيام أيضاً.
وتابع: هذه الأرقام مؤثرة وتنذر بخطورة الوضع. هل نرى أنفسنا ذاهبين إلى ما يشبه أزمة اليونان؟ القطاع الخاص لم يعد قادراً على الإستمرار في ظل المصاريف التي يتكبدّها، إذ سيصل إلى مرحلة إما يُشهر فيها إفلاسه أو يتوقف عن دفع الرواتب والأجور.
وأمل شقير في أن يعي الجميع دقة الوضع وقال: نعوّل قليلاً على طاولة الحوار، متمنين أن يرحموا الشعب والاقتصاد، لأن لا أحد لديه مصلحة في أن يحكم بلداً منهاراً اقتصادياً ولا شعباً يخور جوعاً.
تحركات عمال الكهرباء
وعلى وقع المشاكل الاجتماعية، سلك ملف مياومي شركة الكهرباء مسارا تصادميا امس وجرى اقفال طرق في بيروت وصيدا وصور وطرابلس وعكار وبعقلين والبقاع الغربي وبعلبك والهرمل. وقد ناقش مجلس الوزراء في جلسته امس الموضوع وقرر امام ظاهرة تنامي اقدام بعض الأشخاص على قطع الطرقات الرئيسية لأي سبب كان، التشدد في الأمن وبسط سلطة الدولة بشكل حاسم ودائم وإعادة هيبة الدولة على مساحة الوطن، وتوقيف من تسول له نفسه التطاول على القانون، وتطبيق أقصى العقوبات القانونية بحقه.
ملف المخطوفين
أما ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا المترنح منذ اكثر من اسبوع عند عتبة المفاوضات الاقليمية الامنية والسياسية، فشهد تحركاً جديداً امس تمثل في توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزيري الداخلية مروان شربل وعدنان منصور الى تركيا، لمتابعة ملف المخطوفين مع السلطات التركية.
وقالت مصادر وزارية ان المخابرات التركية دخلت مرحلة جديدة من التفاوض المباشر مع الخاطفين من داخل سوريا بعد انتقال عناصر منها الى الاراضي السورية. واضافت ان الجهة الخاطفة وزعت المخطوفين على مجموعات تخضع كل منها للتحقيق.
اجتماع الحوار
الى ذلك، وقبل 12 يوماً على الموعد المحدد لاجتماع هيئة الحوار الوطني، برزت من معراب أول ملامح عدم تلبية الدعوة عبّر عنها الدكتور سمير جعجع بالتأكيد ان الحوار راهناً مضيعة كبيرة للوقت ويحوّل الانتباه والتركيز عن مجموعة المشاكل التي نعانيها والممارسات التي ترتكبها الحكومة الى مكان آخر ليس هو بيت القصيد.
وقال: يعزّ عليّ جداً ألا نستطيع تلبية الدعوة الى الحوار الذي دعا اليه الرئيس سليمان والذي أكنّ لشخصه كل الاحترام.
وفي سياق متصل، أكد مصدر نيابي في قوى 14 آذار ان الحوار في المبدأ هو أرقى درجات التعاطي بين القوى السياسية، غير أن حوار اليوم لا يكتسب أهمية من زاوية الوضع الحالي والتشنج القائم ورفض حزب الله اي بحث في سلاحه الذي يشكل، اساس المشكلة.
على صعيد آخر، قالت الوكالة الوطنية للاعلام أن خمسة مسلحين من الجانب السوري أقدموا على خطف المواطنين محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان من بلدة العبودية الحدودية في عكار، أثناء قيامهما بجمع محصول الموسم الزراعي، وساقوهما إلى الجانب السوري.
وعلى الفور، سادت البلبلة في صفوف الأهالي الذين عمدوا إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين، مؤكدين عدم فتحها إلا بعد معرفة مصير المخطوفين.
وتحدثت الوكالة في نبأ آخر عن اطلاق نار من الجانب السوري على بلدة الهيشة في منطقة وادي خالد مما ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص من التابعية السورية، امرأة ورجلين، يقطنون في الهيشة.  

السابق
الديار : من يتحمّل مسؤولية الغياب وإفشال الحوار وما هي مخاطر ما بعد الفشل؟
التالي
اللواء: غليان لدى أهالي المخطوفين في حلب