مصر بانتظار الطعون.. هل يتنازل مرسي لصباحي في الجولة الثانية؟

كشفت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية عن وجود ثلاث كتل انتخابية على الأقل. تضم إحداها مناصرين للمشروع الإسلامي انتخبوا محمد مرسي. والثانية تضم رموز النظام السابق الذين انتخبوا أحمد شفيق، وتضم الثالثة من يمكن تسميتهم بأنصار الثورة الذين منحوا أصواتهم إلى حمدين صباحي.
تؤكد هذه النتائج بما لا يدع مجالاً للشك انه لا يمكن لكتلة واحدة أو فصيل واحد الانفراد بحكم مصر أو تقرير مستقبلها أو رسم صورة الدولة بعد الثورة، كما حاولت بعض القوى الاشارة إليه من خلال الدعوة للإعادة بين مرسي وشفيق مستبقة بذلك قرار اللجنة الانتخابية، لإن المنافسة من الممكن ان تجري بين مرسي وصباحي.

والمعلوم أن مرسي حصل على أكبر عدد من الأصوات لكنه لم يتمكن من أن يحقق الفوز الحاسم بـ 50% زائدا واحد من الجولة الأولى. فالمصريون لا يزالون يتذكرون صدامه مع الكثير من القوى الثورية، لأنه لا يعتبر أن ما حدث في مصر هو ثورة، ويعتبر انها مجرد انتفاضة أطاحت رأس النظام ولم تطح النظام ككل.

وفي ضوء ذلك، دعا العديد من القوى الثورية إلى أن يتنازل مرسي كحل سريع، لكي يدور الانتخاب في الجولة الثانية بين صباحي ورمز الرئيس المخلوع شفيق الذي استطاع أن يحصل على المركز الثاني ويلاحق مرسي بدعم من قوى خفية. في حين استطاع صباحي ان يجمع حوله كل الشعب المصري. وفي تفاصيل انتخابات الرئاسة المصرية، تسارعت وتيرة الحملات السياسية وتصاعدت حدة التنافس على جذب أصوات الناخبين قبل الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئاسية في مصر, بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي, والفريق أحمد شفيق الذي حل ثانيا في الجولة الأولى, وفق النتائج غير الرسمية.
وسعى الجانبان عبر تحالفات سياسية ووعود انتخابية لتوسيع قاعدة تأييدهما عبر الحديث عن التمسك بأهداف ثورة 25 يناير والتحدث باسمها, استعدادا للجولة الثانية من الانتخابات في 16 و17 حزيران المقبل.
وفي هذا السياق, سعى شفيق, وهو آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى تصحيح صورته باعتباره من "فلول" النظام السابق, وتعهد في أول مؤتمر صحافي بعد الجولة الأولى عن بدء عصر جديد "لا عودة فيه الى الوراء ولا عودة الى إنتاج النظام السابق". وكان مرسي قد دعا المرشحين الذين خرجوا من المنافسة في الجولة الأولى إلى الاجتماع مساء أول من أمس للاتفاق على "إنقاذ الثورة" من عودة نظام مبارك. وقد غاب المرشحان الرئاسيان، عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي عن هذا الاجتماع.

من جهته، أعلن المنسق العام لحركة شباب 6 أبريل أحمد ماهر ان الحركة لن تدعم المرشح أحمد شفيق في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة. وأضاف ماهر ان الحركة تتفاوض مع جماعة الإخوان المسلمين للاتفاق على موقع الثوار وحقوق الأقباط، في حال نجاح مرشح الجماعة.
وكان ياسر علي المسؤول في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان قد قال إن المحادثات لإقناع المنافسين بالانضمام الى جبهة ضد شفيق ستتطرق الى منصب نائب الرئيس وتشكيل حكومة ائتلافية جديدة.
على صعيد آخر, يعتزم المرشح الناصري القومي حمدين صباحي، رفع شكوى إلى اللجنة الانتخابية لحصول تجاوزات يقول إنها أثرت على نتائج الجولة الأولى بالنسبة له. وتحدث منظمو حملة صباحي عن ضياع آلاف الأصوات قالوا إنها كانت لمرشحهم.
وقال صباحي خلال خطاب ألقاه أمام أنصاره المتجمعين في مقر حملته في القاهرة إن عدد الاصوات التي نالها يؤكد أن "المستقبل مفتوح أمامنا وسنواصل الثورة حتى النصر".

في نفس السياق, أنهت لجنة الانتخابات الرئاسية كل عمليات تجميع وفحص محاضر اللجان الانتخابية العامة التي تتضمن أصوات الناخبين التي حصل عليها كل مرشح في الجولة الأولى للانتخابات.
في غضون ذلك, تظاهر العشرات في ميدان التحرير بالقاهرة للتنديد بأحمد شفيق, وحذر متظاهرون من أن "ثورة أخرى ستندلع إذا فاز بالانتخابات، وأن الشعب لن يقبل رئاسته". كما يرى معارضون ومنتقدون لمرسي أن ولاءه سيكون للجماعة ولمرشدها وليس لمصلحة البلد. ويطالب المعارضون الإخوان بضمانات على هذا الصعيد خلال الفترة المقبلة.  

السابق
شفيق..هل يصبح رئيساً لمصر ؟
التالي
النهار: أزمة خطف اللبنانيين في حلب تذيب الجليد بين الأضداد