لماذا لا تُسقط 8 آذار الحكومة؟

السؤال الابرز في هذه المرحلة الحرجة هو ما يجب على قوى 8 آذار ان تطرحه على نفسها: ماذا افادت من الحكومة الحالية؟
اسقطت هذه القوى حكومة الرئيس سعد الحريري لاسباب عدة لم تنجح حتى اليوم في تخطي أي من عقباتها:

1 – اتهمت حكومة الحريري بانها فاسدة واستمرار للفساد، لكن الفساد استشرى أكثر وهو طاول فريق المقاومة والحلفاء جميعاً ولم يتمكن اي وزير من اصلاح شيء في وزارته، بل جل ما قام به الوزراء تحميل العهود السابقة المسؤولية، كأنهم يعيشون عقدة الماضي.
2 – أسقط الحريري لانه يؤيد المحكمة الخاصة بلبنان "الصهيونية" وفق وصف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، لكن حكومة 8 آذار مولت المحكمة وان بطريقة غير مباشرة، فاذا بها تدعم "الصهيونية"، ولم تتمكن من فتح ملف شهود الزور الذي طالما اعتبرته مادة للتهجم على قوى 14 آذار.
3 – هدفت قوى 8 آذار الى ازاحة المدعي العام سعيد ميرزا والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن والامين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي والمدير العام في "أوجيرو" عبد المنعم يوسف، فاذا برئيس الحكومة يوفر لهم الحماية الكاملة بالمظلة الطائفية التي توسعت في الاونة الاخيرة وصار معها التغيير مستحيلاً.
4 – أراد قادة 8 آذار أن يعينوا انصارهم في الادارة، فاذا بمعظم المواقع التي شغرت دخلت الفراغ المزمن، ولم يكن ممكنا للحلفاء ان يتفقوا على ملء الشواغر، بل استحكمت الخلافات في ما بينهم، وصارت الادارة مفككة وتضاعف شللها.
5 – اعتبر العماد ميشال عون ان الفريق الحريري يعطل لصهره الوزير جبران باسيل كل مشاريعه، فاذا بحكومة الحلفاء تتهمه بالصفقات والسمسرات وتعطل له مشاريع الكهرباء، وتصيب معه بالتهمة وزير المال محمد الصفدي فتفرق العشاق.
6 – أرادت الحكومة الحالية حماية سوريا من الخاصرة الرخوة اي لبنان، فاذا بالعلاقات مع سوريا تتدهور وتتهمنا دمشق في المنبر الاممي الابرز بالارهاب وتصدير السلاح، مما يضطر رئيس الدولة الى الرد والتكذيب، فيما كان الحريري سابقا تخلى عن بعض كرامته قاصداً عاصمة الامويين ليبيت فيها، محاولا ترميم العلاقة المتصدعة.
7 – كان الحريري وفريقه يطالبان بترسيم الحدود مع سوريا لمنع تسلل سوريين وارهابيين عبر الحدود الامر الذي اعتبره حلفاء دمشق مساً بالعلاقات الاخوية بين البلدين، فاذا بدمشق تتهم حكومة الحلفاء بعدم ضبط الحدود في الاتجاه المعاكس.
8 – اتهمت حكومة الرئيس الحريري بعدم تسوية ملف الموازنات للاعوام الماضية تغطية لما يسمونه تجاوزات حكومات الرئيس فؤاد السنيورة، فاذا بحكومة الحلفاء تعجز عن تسوية الملف ان بقطع الحساب أو بمحاسبة السنيورة أو حتى بالتسوية السياسية. ووجدت الحكومة نفسها عاجزة عن ايفاء المتوجب عليها.

هذا غيض من فيض، والحكومة الحالية لا تفيد مكوناتها على ابواب الانتخابات لان النقمة عليها صارت كبيرة، واذا كان مطلب قوى 14 آذار حكومة حيادية للحوار والانتخابات، فلماذا لا تستجيب 8 آذار خدمة للوطن؟

  

السابق
النهار: أزمة خطف اللبنانيين في حلب تذيب الجليد بين الأضداد
التالي
قلب لبنان يخفق على نبض مصير المخطوفين.. احتياطات في الضاحية تحسباً للأسوأ