الشرق: المختطفون في سوريا: خيبة امل وصدمة وغموض

لم تؤد اتصالات المسؤولين بالجانب التركي خلال الأيام الثلاثة الأخيرة الى النهايات السعيدة في قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في الاراضي السورية والذين كانوا عائدين من تركيا بعد رحلة الى العتبات الشيعية المقدسة في إيران. وأشاعت تطمينات الرئيس سعد الحريري أجواء ايجابية في البلاد في حين لم تنقطع الاتصالات بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأقلعت طائرة الحريري من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت عند السادسة والدقيقة 36 من مساء الجمعة متوجهة الى مطار أضنة التركي لتعود بالزوار الى بيروت.

وكان الرئيس بري تلقى اتصالاً من الحريري بعد الظهر أبلغه فيه بأن كل المخطوفين اللبنانيين في سوريا، بخير وأصبحوا في تركيا وهم في طريقهم الى بيروت.

كذلك تلقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اتصالاً في اليوم عينه من وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أكد فيه أن «اللبنانيين الذين كانوا مخطوفين في سوريا بخير وفي طريقهم الى بيروت

وزير الخارجية
ولم يكتف رئيس المجلس بما سمعه من الحريري. فعند السادسة مساء (الجمعة) حضر الوزير منصور الى عين التينة وأبلغه الآتي: «تلقيت اتصالاً من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، قال لي فيه ان المخطوفين في صحة جيدة وسيعودون الى بيروت.
ولم ينس اوغلو في سلسلة الاتصالات التي دارت بينه وبين منصور ان يبعث بتحياته الى «الصديق الرئيس بري.

متابعة عراقية
وفي المعلومات أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري كان يتابع تفاصيل عملية الخطف وما يرافقها من اتصالات من خلال قنوات بغداد مع زعماء في المعارضة السورية نقلوا الى زيباري ان المخطوفين في وضع جيد وسينقلون الى تركيا تمهيداً لاطلاقهم.
في الاثناء تبلغ بري من الحريري ان طائرته لم تستطع التوجه مباشرة الى اضنه ولأنها كانت متوقفة في مطار نيقوسيا والاتراك يرفضون استقبال الطائرات الآتية مباشرة من قبرص اليونانية الى مطاراتهم، الامر الذي اضطر طاقم الطائرة الى التوجه بها الى بيروت ومنها الى اضنه.

اتصالات بري والحريري
على رغم التأخير الطارئ بقيت الاجواء السعيدة تخيم على صالون عين التينة. وعلم من مصادر ديبلوماسية في الخارجية اللبنانية ان شخصية عربية ابلغت الى الوزير منصور ان قياديا في المعارضة السورية قال بالحرف الواحد: «تورطنا"، في اشارة الى عملية الخطف التي اساءت الى صورة المعارضة المطالبة باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد. وكانت حصيلة عدد الاتصالات بين بري والحريري ثمانية، وحمل الرقم 7 الاتصال الذي جرى بينهما قبل الثامنة مساء الجمعة.

العودة الى نقطة الصفر
وأوضح بري بعد ذلك الاتصال ان «الرئيس الحريري يقوم بدور مهم في هذه القضية ولا يسعني الا ان اشكره على الجهود التي يقوم بها، وفي المناسبة. فإن بيانه في ذكرى عيد التحرير والمقاومة جيد.
ولكن قبيل منتصف ليل الجمعة انعدمت فرص عودة المخطوفين، وكان الاهالي محتشدين في محيط المطار. وحصل اتصال بين بري والحريري في هذا الوقت محوره العودة الى نقطة الصفر التي اطاحت بكل الامنيات التي كانت تشير الى الافراج عن المخطوفين. وبدأ بري نهاره بتلقي معلومات شتى عن مصير المخطوفين، وتشاور مع قيادة «حزب الله
في هذه القضية ومن مختلف جوانبها.
زاره الرئيس ميقاتي وتناولا موضوع المخطوفين. وعلم ان رئيس مجلس الوزراء تلقى نصيحة من رئيس المجلس بارجاء زيارته لاسطنبول إذا لم تسفر عن عودة المخطوفين وتحريرهم. ونصحه بأن يلتقي المسؤولين الاتراك إذا حصل على معلومات مؤكدة تثبت اطلاق المخطوفين، وإلا ما نفع هذه الزيارة إذا لم تثمر عن حصول هذا الامر. وبدت على وجه بري مساء امس علامات الحزن والاستياء.

شائعات
وقد عاشت الضاحية الجنوبية على فوهة شائعات ارهقت عائلات المخطوفين الـ11 من دون أن تصل الى ذويهم أي تطمينات من اي جهة موثوق بها. الاهالي تجمعوا طوال أول من أمس امام مكتب «حملة بدر الكبرى في بئر العبد وكذلك في حي السلم وانظارهم شاخصة الى وسائل الاعلام علهم يحصلون على ما يثلج قلوبهم. وسط فيض من التصريحات والتصريحات المضادة أمضى الأهالي يومهم الخامس بعد ليل طويل في مطار رفيق الحريري الدولي بدأ مع تواتر الاخبار عن قرب عودة المحتجزين الى بيروت في طائرة خاصة للرئيس سعد الحريري. ساعات الانتظار الطويلة في المطار وعلى طول الطرق المؤدية اليه لم تسجل خلالها معلومات وازنة تفيد بقرب هبوط الطائرة الجاثمة على ارض مطار قاعدة هاتاي.

ضبط النفس
وأخطر الشائعات ما تناقلته بعض الوكالات الاجنبية عن احتمال مقتل بعض المخطوفين، وقد انتشرت كالنار في الهشيم الى ان وردت تطمينات مؤكدة لعدم صحة ما تردد فعادت الامور الى الانتظار المشوب بالحذر وسط دعوات «حزب الله
وحركة «امل الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء تلك الأقاويل. وواكبت عناصر امنية حزبية دعوات الحركة والحزب الى ضمان استقرار الاوضاع ميدانياً ولوحظ وجود عدد من السيارات التابعة لـاللجنة الامنية قرب كنيسة مار مخايل في الشياح، وكذلك قرب مستديرة الطيونة وغيرهما من المناطق التي شهدت حركات احتجاج وقطع طرق.

بيان الأهالي
وأصدر اهالي وعائلات المخطوفين في سوريا بيانا حملوا فيه «الدولة التركية المسؤولية عن عدم عودتهم الى لبنان سالمين وفي اسرع وقت، واكدوا «ثقتهم التامة والكاملة بدولة رئيس مجلس النواب نبيه بري و الامين العام لـ
حزب الله السيد حسن نصرالله. وطالبوا «المجتمع الدولي بجميع هيئاته السياسية والانسانية والاجتماعية القيام بدورهم لانهاء هذه القضية الانسانية البحتة.
ورفض الاهالي التحدث الى وسائل الاعلام لانهم لا يجدون ما يقولونه عندما تعجز الدولة عن تطمينهم بحسب ما قالت شقيقة احد المخطوفين.
وطوال يوم أمس تواصلت الإتصالات الرسمية على أعلى المستويات مع الجانب التركي ومن خلاله مع المعارضة السورية للإفراج عن المخطوفين، من دون أن تثمر عن أي جديد باستثناء تمرير تطمينات عن تمتع المخطوفين بصحة جيدة، وسط تناقض في تصريحات قادة المعارضة في سوريا عن الجهة الخاطفة والمكان المتواجد فيه المخطوفون حالياً.

نفي حزب الله
بدوره نفى «حزب الله، في بيان امس، أن يكون ابن شقيقة أمينه العام السيد حسن نصرالله أو أي من أقاربه في عداد المخطوفين اللبنانيين".
  

السابق
الشرق الاوسط: غليون يدعو لمعركة التحرير وأوباما يبحث السيناريو اليمني لسوريا تواصل الإدانات الدولية لمجزرة الحولة..
التالي
اللواء: الحريري يواصل مساعيه لتحرير المحتجزين وجلستان لمجلس الوزراء غداً