افتتاح مبنى جديد لمركز المطالعة في بلدية بنت جبيل

افتتحت بلدية بنت جبيل، مبنى مركز المطالعة والتنشيط الثقافي الجديد، الذي شيّد في مكان السراي القديمة في سوق بنت جبيل. وأقيم للمناسبة حفل في باحة «مدرسة عبد اللطيف سعد» برعاية وزير الثقافة اللبناني غابي ليّون وحضوره، وحضور النائب حسن فضل الله، مدير دائرة الكتاب والمطالعة في وزارة الثقافة عماد هاشم، رئيس بلدية بنت جبيل المهندس عفيف بزي، المدير العام للاستثمار في وزارة الطاقة غسان بيضون، المغترب في البرازيل والمتبرع للمكتبة نعمة محمد حسن سعيد بزي، النائب علي بزي ممثلاً بسامي بزي، رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل المهندس عطا الله شعيتو، إمام مسجد «مجمّع أهل البيت» الشيخ أمين سعد، رئيس لجنة أوقاف بنت جبيل غسان داغر، رئيس مكتب بنت جبيل في أمن الدولة محمد حمود، المسؤولة عن المركز ريما شرارة، وفاعليات بلدية، تربوية، عسكرية، أمنية ، اختيارية ، حزبية ونقابية.
بداية النشيد الوطني، ثم كانت وصلة فنية إنشادية باللغتين الفرنسية والعربية لفرقة مدرسة البراعم – تبنين. فكلمة لعريف الاحتفال الدكتور مصطفى بزي الذي رحّب بالحضور وتوجّه بالشكر إلى كل من ساهم في إنجاز المكتبة، من وزارة الثقافة، والمجلس الاقليمي – فرنسا الذي قدّم 40 ألف يورو لإعادة تجهيز المركز بعد عدوان تموز، مؤسسة «كريك» الايطالية التي جهزت قاعة الكمبيوتر بتكلفة 30 ألف يورو، لجنة الاوقاف في بنت جبيل التي جهزت قاعة الدورات التدريبية وبعض المستلزمات الاخرى، والمغترب في البرازيل قاسم سلامة بزي الذي قدّم مكتبته الخاصة التي تحتوي آلاف الكتب أرسلها من البرازيل مع المساهمة بعشرين ألف دولار للتجهيز.
نعمة بزّي
وألقى المغترب نعمة سعيد بزي كلمة قال فيها: «أنتم الذين حضرتم إلى هذا المكان تنتصرون للكتاب وللثقافة والمطالعة، إن الكتاب لم يفارق لحظة الشهداء الابرار الذين ضحوا بأرواحهم، والكتب بين أيديهم، هم يعرفون لماذا يقاتلون وكيف يستشهدون، والمقاومون أيضاً يوازنون بين الكتاب الذي يتغذون من معينه والسلاح الذي بين أيديهم، التاريخ يشهد أن المحتلين كانوا يستهدفون تاريخنا وتراثنا ومكتباتنا ومدارسنا لأنه يعرف أننا شعب يطلب العلم من المهد إلى اللحد».
عفيف بزي
واعتبر رئيس البلدية عفيف بزّي في كلمته «إن هذا اللقاء على أرض عاصمة المقاومة والتحرير والانتصار، وفي ذكرى تحرير أرضنا الطاهرة من رجس الاحتلال الصهيوني البغيض، يكتسب أهمية كبيرة تتمثل بحضور وزير الثقافة إلى مدينة بنت جبيل لافتتاح المركز الجديد للمكتبة العامة. ولا شك أن هذا الحدث وهذا اللقاء المتميز يُعيدان لبنت جبيل موقعها ورونقها وماضي عزّها ومكانتها التاريخية لكونها مدينة العلم والشعر والأدب، فضلاً عن أنها مدينة المقاومة والمجاهدين الأحرار».
وشدّد بزي على أن قيمة المكتبة تكون حينما نراها في «خدمة الناشئة والأطفال والشباب، خصوصاً في هذا الزمن الرديء الذي تسوده الكثير من الشوائب والمشاكل. وتزداد قيمة المكتبة عندما نعلم أنها أُقيمت مكان السجن الذي كان في هذا المكان، وهذه مفارقة مهمة يجب التنبيه إليها». وختم شاكراً كل من ساهم في دعم المركز.
كما كانت كلمات للنائب حسن فضل الله، وللمغترب قاسم سلامة بزي عبر الهاتف من البرازيل. وللمتبرع نعمة محمد حسن سعيد بزي.
ليّون
من جهته، أشار ليّون إلى أن «الوقوف على هذا الجزء من أرض الوطن تحيط به هيبة من الجلال فيها تجليات من الفرح بالشهادة ورصانة الكلام عن الحرية ورونقة الغبطة بلون البطولة، وأنه يقرأ في حبيبات تراب هذا الوطن روائع البطولات ما لم تخطه بعد صفحات كتب التاريخ المدرسية التي أصبحت هرمة فصارت للنفي والتغيير بما يستعيد إلينا من غابرات الزمان وحواضره أسواراًَ لوحدتنا وتوقنا إلى المجد المعطى إلينا معاًَ منذ تأسس هذا الوطن على الخريطة، دولة سيدة مستقلة بحرية أبنائه».
وأضاف: «إن الوجود بينكم يجعل الفخر بالناس وبالبيوت الطالعة من رمادها مجاوراً للفخر بالوطن والبيارق الحاملة من أمثولات المقاومة وحماية الاوطان واستعادة الارض، ما يرسّخ حدود الدولة من تطلعات الاجيال الطامحة إلى عمق الانتماء إليها وصدق الولاء لوحدة الهوية».
وأكد «أنه إذا كانت المناسبة هذه افتتاح مكتبة، فإنني أشاهد في حناياها أبناؤكم يحملون في محفظاتهم أسرار فك القيود وتحطيمها، فيخرجون في قاعاتها إلى ساحات الوطن التي سوف تتسع بإرادتهم لتبلغ حدود الارض ، يحملون المضطهدين والمظلومين في أرجائها لعبةً لا يبقى للاعبيها أن يخسروا سوى قيودهم».
وتابع: «أيها الجنوبيون، عندما دخلت أرضكم نظرت إلى نفسي وإلى جميع أبناء جيلي متسائلاً كم سيبقى لنا من العمر لنحمل كل يوم نسائم جنوبية ننشرها في أصقاع الوطن الذي شارك شهداؤكم في بناء حجمه ودخلت أسماؤهم في حساب مساحته. وعندما دخلت هذا الصرح الثقافي الطالع من حطام الغدر ودخان الاحتلال، ونظرت إلى جميع أبناء الوطن متسائلاً كم سيبقى عليهم من الطلقات لتحطيمها من هذا الجنزير الطائفي الصدِء يلتف حول أقدام هذا الوطن؟».
ووعد بالاستمرار في العمل على تعزيز الشؤون الثقافية في المدينة، بالتعاون مع البلدية وجميع الخيّرين من أهلها، ومد المكتبة بما يتيسر من كتب ومراجع حسب ما تتيحه الموازنات على ضآلتها، «فبنت جبيل لها علينا وعلى جميع اللبنانيين الكثير الكثير».
واختتم الاحتفال بقصّ شريط المكتبة وبجولة مع المسؤولة عن المركز ريما شرارة، وحفل كوكتيل. فيما قدّم رئيس البلدية إلى ليّون كتاب «بنت جبيل ذكريات مصورة» الذي يحكي تاريخ مدينة بنت جبيل بالصورة.  

السابق
مقتل رحمة من فوضى الشارع الى قوة القانون
التالي
الأوروـ متوسطي يكشف استهداف العدو للصيادين في غزّة