السفير: سليمان للمعارضة: ليعد الحريري .. والحوار في حزيران

يحتفل لبنان اليوم بالذكرى الثانية عشرة لاول انتصار عربي للمقاومة على العدو الاسرائيلي ودحره عن الجنوب اللبناني ذليلا بلا أي شروط.
وما ينغص هذه الذكرى، أنها تأتي في ظل مناخ الانقسام والتباعد السياسيين، ومسلسل الأمن المتفلت في معظم المناطق اللبنانية، باستثناء الجنوب الذي صار بشهادة «الدول»، المنطقة الأكثر أمنا واستقرارا في لبنان.
واذا كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قد اختار هذه المناسبة التي تصادف أيضا الذكرى الرابعة لتوليه سدة الرئاسة الأولى، من أجل الاطلالة على اللبنانيين، بخطاب وطني جامع، تمسك فيه بالحوار، داعيا الى المشاركة فيه من دون أي شروط، معلنا أنه سيوجه الدعوات الخطية لأقطاب الحوار في النصف الثاني من الشهر المقبل، فإن الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله سيواكب المناسبة ومواقف رئاسة الجمهورية، بكلمة يلقيها في الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي تشهده عاصمة التحرير مدينة بنت جبيل اليوم.
ومن المتوقع أن يعلن نصر الله سلسلة مواقف يؤكد فيها استراتيجية المعركة مع العدو الاسرائيلي، والجهوزية الدائمة لمواجهته بالوعي والتحدي، ومراكمة عناصر القوة والوحدة الداخلية وقدرات الردع لمنع العدو من تكرار عدوانه، مجددا التأكيد على موقف «حزب الله» الداعي للحوار بين اللبنانيين والى الخروج من خلف المتاريس، والالتقاء حول كل ما من شأنه ان يؤدي الى الانقاذ الوطني.
ومن غير المستبعد أن يتطرق نصر الله للحوادث الأمنية الأخيرة، ومن خلالها الى حادثة خطف الزوار اللبنانيين العائدين من زيارة العتبات المقدسة في ايران، على ايدي مجموعات سورية مسلحة، علما بأن أي جديد ملموس لم يطرأ حيال هذه القضية، باستثناء تأكيد وزير الخارجية عدنان منصور ان المخطوفين ما زالوا احياء، وأن الاتصالات تتمحور حول كيفية اطلاق سراحهم.

14 آذار: حوار حول كل السلاح
سياسيا، تابعت «قوى 14 آذار» هجومها العنيف على الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي حيث اتهمت، بعد اجتماع موسع عقدته على مستوى القيادات في دارة الرئيس سعد الحريري، امس، الحكومة بالتواطؤ في تخريب لبنان.
وأعلنت «قوى 14 آذار» أنها ستتوجه في القريب العاجل الى رئيس الجمهورية بمبادرة للتصدي للمؤامرة على لبنان، قائمة على الأسس التالية: «أولا، تمسك اللبنانيين بمشروع الدولة والمؤسسات الشرعية وبميثاق الطائف والدستور. ثانياً، حكومة انقاذية حيادية. ثالثاً، استكمال الحوار الوطني بشأن السلاح، كل السلاح الخارج عن سلاح القوى الشرعية النظامية في لبنان. رابعاً، التأكيد على دور الجيش بصفته المؤسسة الضامنة للوحدة الوطنية. وخامسا، ابعاد لبنان عن سياسة المحاور الاقليمية والدولية».
وسارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الرد على بيان «قوى 14 آذار»، وقال لـ«السفير» ان الانقاذ الحقيقي «يكون بحوار صريح وواضح ومن دون شروط بين جميع اللبنانيين».
وفي السياق ذاته، نقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه استغرابه مضمون بيان «قوى 14 آذار»، وعلق بالقول «قبل ان تطالبوا بحكومة حيادية، تفضلوا شاركوا بالحوار».
وقالت أوساط النائب وليد جنبلاط لـ«السفير» انه يرحب بمبادرة رئاسة الجمهورية بالدعوة الى الحوار، ورفضت هذه الاوساط وضع أي شروط، وشددت على أهمية بقاء الحكومة في هذه المرحلة من أجل حماية الاستقرار في لبنان.

 

السابق
الصفحة المشرقة
التالي
الحياة: تعدد الروايات والمداخلات في قضية خطف اللبنانيين في سورية