الناقورة المنسية على هامش اليونيفيل

قبل الوصول إلى وسط الناقورة، عليك الالتفات إلى ميناء الصيادين المحطم، وفتح ناظريك إلى بحرها الساحر وخضرة زرعها، ثم التحديق ملياً بجاراتها في فلسطين البصة ونهاريا وسواهما، حيث الهواء المتبادل من خلف الشريط الشائك.
وعند اجتياز وصلة قصيرة من الطريق المعبد حديثاً، تطالعك على مقربة من نقطة للجيش اللبناني لوحة ترشدك نحو فلسطين، مرفوعة على مجسم لقبة «مسجد الأقصى»، وعلى يمين هذا المجسم حائط اسمنتي كبير، يظلل جنود القبــعات الزرق «اليونيفيل» الذين يزيد عددهم عن سكان البلدة المقيمين .

فالتلازم بين الجنود الأمميين، الذين يمثلون 36 دولة، وأبناء الناقورة قائم منذ العام 1978، تاريخ أول اجتياح إسرائيلي للجنوب، قد فرض معادلة اقتصادية واجتماعية، نتج منها في مراحل سابقة حالات زواج وتفاعل مع أبناء المنطقة عموما.
وفي ذكرى تحريرها مع سائر بلدات القطاع الغربي، تتنفس الناقورة التي تبسط حدودها على نحو ثلاثين مليون متر مربع الصعداء، منطلقة نحو حياة أخرى، بعيداً من الاحتلال وحجز حريات أبنائها ونهب ثرواتها من رمول والافادة من مرفئها البحري المعطل في وقتنا الراهن.

لا تخفي السعادة والطمأنينة، اللتين حصلتا بعد التحرير، وتحولت بفعلهما البلدة الساحلية، إلى عنصر جذب للمستثمرين، لا تخفيا واقع تراكم جملة من المشاكل الحياتية، التي تعيشها البلدة، بعد انقضاء 12 عاماً على التحرير.
بالنسبة إلى محمود عطوي، الذي ينهمك في ترتيب شباك الصيد، فإن التحرير الذي تم نتيجة الفعل المقاوم وإرادة الناس، هو انجاز كبير، نقل الناس من ظروف فرضها الاحتلال وعملائها إلى حياة حرة وكريمة. وعلى الرغم من ذلك يتحسّر عطوي على مهنته في صيد السمك، إذ «كان يعود الصيادون بغلة وافرة من السمك، لم تعد موجودة اليوم».

السابق
غرائب عون
التالي
توافق لبناني فلسطيني على درء الفتنة في صيدا