الضاحية الجنوبية… وانتظار ثقيل لعودة المخطوفين

هبّة باردة وأخرى ساخنة. هكذا بدت الضاحية الجنوبية لبيروت امس التي عاشت ساعات طويلة قلبها على المخطوفين الـ 11 الذين اختطفوا في محافظة حلب السورية أثناء عودتهم في حافلات من زيارة لأماكن مقدسة في إيران، وعيناها على الاتصالات التي كانت تتمّ عبر الخطوط الساخنة بين لبنان ودول اقليمية وعربية لضمان العودة الآمنة للمخطوفين.

لسان حال الضاحية، لم يتغيّر عما كان عليه الامر بعيد شيوع خبر خطف الـ 11 خلال عودتهم مع نسوة في حافلتين سياحيتين تابعتين لحملة "بدر الكبرى" و "الامام الصدر" من زيارة العتبات المقدسة في ايران، عن طريق تركيا ثم سورية. فالاتهام، من بعض ذوي المخطوفين، المستند الى ما سمعته النسوة من الخاطفين قبل تسريحهنّ لا يزال موجهاً الى "الجيش السوري الحر" رغم نفي الاخير علاقته بالعملية وعدم توجيه الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله الاتهام الى هذا الجيش في النداء الذي وجّهه مساء الثلاثاء الى الاهالي الغاضبين ودعاهم لـ "ضبط النفس".

وكان له ذلك، حيث اختفى مشهد الاطارات المشتعلة التي تعوق حركة المرور في احياء عدة من الضاحية، رغم استمراره في بعض المناطق البقاعية. الا ان أهالي "من خُطفوا باسم الحرية" بدوا خلال تجمعهم في محلة بئر العبد يرصدون لحظة بلحظة المفاوضات الجارية لإطلاق المخطوفين من دون ان تُبرد قلوبهم بعودة النسوة الـ 55، فتراهم تارة يحملون سلاحهم الوحيد_ اشعال الدواليب لتفريغ عن غضبهم وامتعاضهم  وتارة تهدأ نفوسهم ويكبحون انفسهم.

وقد تميّز "نهار الانتظار" الثقيل بالتطورات الآتية:
• رصْد التضارب في الروايات بين الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" الرسمية، و"الجيش السوري الحر"، اذ أعلن محافظ حلب "أن مجموعة ارهابية مسلحة خطفت 11 لبنانيا وسائق الحافلة السوري من بين 52 شخصا كانوا في حافلتين عائدتين من ايران عبر تركيا في بلدة السلامة في ريف حلب".
أما "الجيش السوري الحر" فنفى كل علاقة له بعملية الخطف. كما ان المجلس الوطني دعا الخاطفين الى اطلاق سراح المحتجزين فورا من دون قيد او شرط ولم يستبعد تورط النظام في عملية الخطف لتحريض شارع "حزب الله" و"أمل" على النازحين السوريين والمواطنين اللبنانيين المتضامنين معهم.

• متابعة الاتصالات الديبلوماسية التي تولاها كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب ووزير الخارجية عدنان منصور، إضافة إلى مسؤولين من حزب الله، والتي شملت كلاً من تركيا وسورية والعراق وقطر والسعودية والكويت والجامعة العربية وموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان، بهدف إشراك هذه الأطراف في عملية إطلاق سراح المخطوفين.

السابق
الاسعد: قطّاع طرق خطفوا اللبنانيين
التالي
حزب الله.. و60 ألف قذيفة صاروخية موجهة نحو اسرائيل !!