هل تعود الحرب الأهلية بلبنان؟

اعتبر الكاتب الصحفي البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك أن مقتل الشيخ اللبناني عبد الواحد على يد جندي يثير المخاوف من امتداد نفوذ النظام السوري عبر الحدود.

واعتبر المقال إن العامل المخيف في جنازة عبد الواحد أنه لم يُرفع أي علم لبناني، خلافا للكثير من اللافتات التي رفعتها حركة الرابع عشر من آذار (السنية) والأعلام السورية القديمة (أخضر وأبيض وأسود).

وبينما لا يستطيع أحد أن يفسر إقدام الجندي اللبناني على قتل الشيخ عبد الواحد الذي كان متجها إلى شمال البلاد، أفاد مصدر عسكري إن الجندي كان مصابا إثر طلق ناري، "فهل كان الحارس الشخصي للشيخ هو من أطلق النار أولا؟".

ويُطرح سؤال آخر وصفه فيسك بأنه مخيف وهو: ما هو الانتماء الديني للجنود الذين استوقفوا الشيخ عند الحاجز شمال طرابلس؟ ويضيف "نعم هناك لجنة ستشكل للتحقيق في الحادث، ونعم سيكون هناك تحقيق للشرطة، وتحقيق آخر للجيش للتغطية". ولكن لا أحد يستطيع أن يحد من طرح أسئلة لا مفر منها مثل: هل الحرب في سوريا تنزلق عبر الحدود إلى لبنان؟ هل يسعى الرئيس السوري بشار الأسد إلى إشعال الرماد الذي ينفث دخانه من تحت لبنان منذ مغادرة القوات السورية عام 2005؟ وهل هذه عودة إلى حرب أهلية؟

غير أن الكاتب يحاول أن يدحض احتمالات الحرب الأهلية في لبنان مدللا على ذلك بوقوع حالات قتل واشتباكات متعددة بين السنة والطائفة العلوية المؤيدة للنظام السوري خلال العام الماضي.

ويقول إن أكثر من ثمانين لبنانيا قتلوا خلال الأعوام الأربعة الماضية في اشتباكات بين حزب الله المؤيد لسوريا ومسلحين سنة تابعين لحركة 14 آذار.

ويرى فيسك أن المشكلة تكمن في أن سوريا تهيمن على لبنان كما كانت تفعل عندما كان الآلاف من جنودها يسيطرون على البلاد، مشيرا إلى أن الترديد المتكرر لمصطلحات "الموالي لسوريا"، و"المناهض لسوريا" تكشف أن الانقسام في الساحة اللبنانية عصيّ على الحل.

ولكنه يستدرك قائلا: في كل مرة يتعرض اللبنانيون لاحتمال حرب أهلية يتمكنون من إخمادها، ولا سيما أن الشباب من الجنسين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج فيما بين 1975 و1990 لا يميلون إلى الخوض في صراع جديد، ويمقتون السياسات الطائفية التي جاءت بها السلطات الفرنسية قبل مائة عام.

ويلفت فيسك إلى أنه لا أحد ينسى الطرف الوحيد الذي كسب في الحرب الأهلية اللبنانية وهو سوريا التي احتل جنودها لبنان، وأمنوا دكتاتورية لا يمكن أن تعاني من انشقاق داخلي.

السابق
ماذا بعد إطلاق المولوي؟
التالي
مساعٍ لعقد لقاء وطني في صيدا وبري يوصي بعدم قطع طريق الجنوب