الناتو يقترح الشراكة الاستراتيجية مع روسيا

عشية أعلان قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأحد الماضي، أن درع حماية الدول الأوروبية من الهجمات الصاروخية أصبحت تعمل بشكل جزئي. وذلك كخطوة أولى نحو إكمال عمل الدرع الصاروخية بحلول عام 2020. والتي وضعت في مواجهة مع روسيا التي تصر – رغم الضمانات بأن هذا النظام الدفاعي لا يستهدف أراضيها – على الحصول على ضمانات ملزمة قانونا لهذا الغرض.
ويتجه «الناتو» لتبادل الأفكار مع روسيا حول تعزيز الثقة بهدف ايجاد تفهم أفضل لمواقف الطرفين حول الاسلحة النووية غير الاستراتيجية في اوروبا ووضع مقترحات تفصيلية بهذا الشأن.
واكد الحلف استعداده للنظر في تقليص احتياجاته الى الاسلحة النووية غير الاستراتيجية، في حال قيام روسيا بخطوات جوابية، علما بانها تمتلك ترسانة أكبر من هذه الاسلحة في المنطقة الاوروبية الاطلسية.
كما اكد «الناتو» تمسكه بالرقابة على الاسلحة التقليدية. واشار الى ان القرارات التي اتخذها في تشرين الثاني الماضي بشأن التخل عن مراعاة عدد من بنود المعاهدة حول القوات المسلحة التقليدية في اوروبا التي علقت روسيا تنفيذها في عام 2007، قد تتم اعادة النظر فيها في حال عادت موسكو الى الالتزام بالمعاهدة.
وكان قد جاء في البيان الختامي لحلف «الناتو» الذي صدر عن قمة الحلف في مدينة شيكاغو الاميركية أول من أمس، ان «الناتو» على استعداد لاقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية مع روسيا رغم الخلافات القائمة بينهما.
وقد جاء في البيان ان «التعاون بين روسيا و»الناتو» يتسم باهمية استراتيجية بالنسبة الى السلام والاستقرار والامن العام. ونحن كالسابق على استعداد لاحلال السلام الطويل الامد على الساحة الاوروبية الاطلسية بشكل مشترك مع روسيا. ونود ان نرى شركة استراتيجية حقيقية بين روسيا والحلف».

واشار بيان القمة الى ان روسيا و«الناتو» لهما مصالح مشتركة في مجال الامن، وانهما يواجهان تحديات مشتركة ايضا. وورد في البيان: «نحن نثمن كل التثمين الدور المهم الذي يلعبه اليوم مجلس روسيا – «الناتو» باعتباره منتدى لحوار سياسي صادق ونزيه، بما في ذلك حول تلك القضايا التي لا تزال خلافات قائمة بشأنها، ولتطوير تعاوننا».
وتعتقد بلدان «الناتو» ان التعاون مع روسيا حول افغانستان، وخاصة الاتفاقية بشأن ترانزيت الحمولات المخصصة للقوات الدولية في هذا البلد، والتدريب المشترك لهيئات مكافحة المخدرات من افغانستان والدول الاخرى في آسيا الوسطى وباكستان، والصندوق للمساعدة على اعداد الكوادر الفنية وتوريد قطع الغيار للحوامات، فإن كل ذلك يدل على استعداد الطرفين لاحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
واشير في البيان الى الخبرة الناجحة للتعاون بين بلدان الحلف وروسيا في مجال مكافحة الارهاب والقرصنة في منطقة القرن الافريقي، وغير ذلك. ومع ذلك اكد البيان بقاء بعض الخلافات بين الطرفين بشأن مختلف القضايا. وجرى التشديد فيه على «ضرورة تعزيز الثقة والشفافية المتبادلة والقابلية للتنبؤ لكي نتمكن من تحقيق كل ما هو بمقدور مجلس روسيا – «الناتو».

السابق
النائب الخليل يُكرم الكاتب سليقا في حاصبيا
التالي
قضمت لسانه وكادت تقطعه