اللواء: الملك عبد الله يناشد سليمان التدخل لإنهاء الأزمة عبر طاولة الحوار والحريري يتصل ببري مستنكراً خطف الحجاج

على طريقة 6 و6 مكرر، وما ان انطفأت الحرائق في الشمال، مع اطلاق الشاب الطرابلسي شادي المولوي، حتى اندلعت الحرائق في مستديرة شاتيلا الى طريق المطار، ومنطقة مار مخايل، ومناطق اخرى من الضاحية الجنوبية، احتجاجاً على اعتراض حافلتين كانتا في طريق العودة من ايران الى لبنان في محافظة حلب السورية، قبل ان يظهر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله داعياً المحتجين الى مغادرة الشوارع والتوقف عن قطع الطرقات وعدم الحاق الاذى بأي سوري موجود في لبنان.
وفي غمرة الجهود لاطفاء الحرائق، في ما يشبه السباق بين التوتر والاستقرار، في ارجاء متعددة من لبنان، بدا بشكل قاطع ان المخاوف من ان تلقي الازمة السورية بظلالها على لبنان باتت حقيقة، وان "فيروس" اعمال العنف الذي تشهده سوريا كان يعتبر دائماً خطراً داهماً، في ظل تشابه الاختلافات الطائفية والعرقية في البلدين، على حد ما لاحظت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية.

رسالة الملك عبد الله
وازاء هذا الوضع الخطر، فتحت خطوط الاتصالات مجدداً بين القيادات اللبنانية، واحدثت الرسالة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الرئيس ميشال سليمان انعكاساً طيباً لدى مختلف الاوساط اللبنانية، حيث جدد الملك وقوف المملكة الى جانب لبنان ودعمه بدءاً من اتفاق الطائف وصولاً الى اتفاق الدوحة، علاوة على بذل المملكة ودول مجلس التعاون الجهود في سبيل دعم لبنان اقتصادياً لتحقيق انمائه وازدهاره.
وجاء في الرسالة انه "نظراً لخطورة الازمة وامكانية تشعبها لاحداث فتنة طائفية في لبنان، واعادته لا قدر الله الى شبح الحرب الاهلية، فإننا نتطلع الى حكمة فخامتكم، في محاولة التدخل لانهاء الازمة، وفي الاطار العام لرعايتكم الحوار الوطني اللبناني، ولابعاد الساحة اللبنانية عن الصراعات وخصوصاً الازمة السورية".
وكشف النقاب عن هذه الرسالة التي وصلت من الملك الرئيس سليمان بعد زيارة قام بها سفير المملكة الى بعبدا.
وشدّد الرئيس سليمان، خلال استقباله السفير عسيري على حرص لبنان على امن الأشقاء العرب الوافدين وكرامتهم، من خلال التوجيهات المعطاة بشكل دائم إلى المعنيين بحسن وفادتهم، مؤكداً أن لا قلق أو خشية تحول دون مجيئهم، كما العادة، إلى لبنان.
وذكرت معلومات أن الرئيس سليمان أمضى طيلة فترة ما بعد ظهر أمس، في اجراء سلسلة طويلة من الاتصالات الهاتفية مع معظم القيادات السياسية اللبنانية وسفراء دول عربية وغير عربية، في إطار التحوط من تداعيات أزمة احتجاز الرهائن اللبنانيين في منطقة حلب السورية، وكذلك مع رؤساء دول عربية وغير عربية، شارحاً لهم التطورات الراهنة في لبنان، والمخاطر التي باتت تحدق بالوضع اللبناني، الذي بات في عين العاصفة، إضافة إلى المساعي التي يقوم بها للتهدئة من خلال الحوار والذي لا سبيل للخلاص الا من خلاله.
ولم تستبعد المصادر في إطار هذه الاتصالات، أن يقوم الرئيس سليمان بجولة خليجية – عربية سريعة، تشمل المملكة العربية السعودية، ودول قطر والكويت والامارات التي نصحت رعاياها بعدم المجيء إلى لبنان.

رهائن حلب
وساهم حادث اختطاف اللبنانيين الـ13 في حلب من قبل معارضين سوريين، على حدّ تعبير وزير الخارجية عدنان منصور الذي تولى من جانبه اجراء اتصالات شملت وزير الخارجية السورية وليد المعلم ووزير الخارجية الكويتية صباح أحمد الصباح ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، كاشفاً عن وسطاء يعملون بشكل جدي لاطلاق سراحهم في اقرب فرصة ممكنة، وساهم الحادث في فتح قنوات الاتصال المقطوعة بين القيادات، فتلقى الرئيس نبيه برّي اتصالات من الرئيس سليمان ومن الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، كما اتصل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بالرئيس سليمان شاكراً باسم الأمين العام "لحزب الله" السيد حسن نصر الله اهتمامه الفوري بقضية الزوار اللبنانيين المختطفين في حلب والاتصالات التي إجراها لتأمين إطلاقهم.
وكان نصر الله، قد أطل مساء أمس، عبر تلفزيون "المنار" داعياً الأهالي إلى عدم قطع الطرقات، خشية أن يدخل أحد على الخط ويفتعل مشكلاً مع الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، محرّماً خطف رعايا سوريين في لبنان في مقابل اختطاف الزوار في حلب، فيما التقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار بعائلات المخطوفين الذين تجمعوا في مجمّع الإمام الكاظم معلناً بأن النساء والرجال هم الآن في مأمن وتحت رعاية السلطات الرسمية السورية وأخواننا في سوريا، مؤكداً بأن قيادتي حزب الله و"أمل" تتابعان هذه القضية على أعلى المستويات لحظة بلحظة، داعياً الحكومة اللبنانية بشخص الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية الى إجراء الاتصالات سريعاً، كما دعا الأهالي الى التروي والهدوء وعدم إتاحة الفرصة لمن يريد المساس بالاستقرار العام.
وعبّر الرئيس الحريري، خلال اتصاله بالرئيس بري، عن استنكاره الشديد لعملية الخطف، أياً كانت الجهة التي تقف وراءها، كما عبّر عن تضامنه الكامل مع عائلات وذوي المخطوفين، مؤكداً ضرورة بذل كل الجهود الممكنة والعمل يداً واحدة من أجل الافراج عنهم وعودتهم سالمين إلى عائلاتهم ووطنهم.

وقرابة منتصف الليل، حطت في مطار رفيق الحريري الدولي في مطار بيروت طائرة سورية حملت النسوة اللواتي كن في الحافلتين التي اختطفت منها اللبنانيون الرجال. وبلغ عدد هؤلاء والنسوة 55 امرأة توجهت بهن الطائرة مباشرة من حلب إلى بيروت من دون التوقف في مطار دمشق.

وكان في استقبال النسوة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والوزير غازي زعيتر ونواب اخرون من "امل" وحزب الله، وبدا على وجوه النسوة الخوف والتأثر الشديدين على مصير الشبان الذين ما زالوا مختطفين، لكن معلومات ترددت ليلا عن احتمال اطلاقهم اليوم اكدها رعد بقوله بأن لدى الحزب مؤشرات تبعث الامل في انهاء سريع لقضية المخطوفين.

السابق
الشرق الأوسط: القضاء اللبناني يطلق سراح شادي المولوي.. الذي أشعل اعتقاله شمال لبنان
التالي
14 آذار تستعد لاطلاق روزنامة واضحة لإسقاط الحكومة