الحص: صحيح اننا التزمنا دعم المقاومة إلا ان فضل التحرير لها وحدها

كرمت "اللجنة التحضيرية لتكريم المناضل محمد صفا" عصر اليوم في قصر الاونيسكو، بحفل في ذكرى اقفال معتقلي الخيام وانصار، حضره الرئيس الدكتور سليم الحص، ممثل وزير الداخلية والبلديات العقيد زياد قائد بيه، ممثل النائب العماد ميشال عون ماهر باسيلا، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي العقيد عاصم حمادة، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد ريمون أيوب، الوزير السابق عصام نعمان، المحامي سليمان فرنجية ممثلا تيار "المرده"، عميد الاسرى المحررين سمير القنطار، رئيس دائرة الاسرى في حركة "أمل" عباس قبلان، ممثلون عن الاحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية وأهالي الاسرى المحررين والمفقودين.

بعد النشيد الوطني، تقديم لحسيب عبد الحميد توجه فيه الى المكرم بالقول: "لقد عرفك كل لبنان من خلال نشاطك الاستثنائي والحيوي والبطولي، فقد كنت ماردا تجوب شوارع بيروت سيرا على الاقدام ورحالة تتنقل من منطقة الى اخرى تستطلع اوضاع ذوي الاسرى والمعتقلين".

الحص
ثم القى الحص كلمة قال فيها: "أعتز بأن يوم التحرير حل في 25 أيار 2000 وأنا على رأس الحكومة. لم يكن لي فضل في الإنجاز الذي تحقق، وهو إنجاز كبير، بإعتبار أن إسرائيل هي في المقابل، وهي المعروفة بظلمها وعنتها وتماديها في العدوان على جيرانها، وكان للبنان نصيب وازن من إعتداءاتها المتواصلة منذ أن وجد هذا الكيان الصهيوني الغاصب".

أضاف: "في 25 أيار عام 2000 خرج آخر جندي صهيوني من لبنان، باستثناء مزارع شبعا. فكانت المرة الأولى التي تتحرر فيها أرض عربية من الاحتلال الإسرائيلي من دون قيد أو شرط ومن دون التفريط إطلاقا في أي من الحقوق العربية. الفضل في الإنجاز اللبناني يعود بالطبع إلى المقاومة وتضحياتها. وواجب الإنصاف يقتضينا التنويه بأن المقاومة الفلسطينية كان لها فضل السبق في التصدي للإحتلال، ولكنها لم توفق إلى تحرير الأرض إلى أن اضطر الإسرائيلي، بفضل عناد المقاومة الفلسطينية وصمودها وبسالتها، إلى الانسحاب عام 2006 من قطاع غزة بعد احتلال طويل من دون أية تنازلات. ثم جاءت ملحمة غزة مؤخرا، لتثبت للعالم أن إرادة الشعوب المقهورة أقوى من جبروت التسلط والأرهاب الصهيوني".

وتابع: "لقد شكل يوم 25 أيار 2000 مفصلا في سياق الصراع العربي الإسرائيلي بما كان له من أصداء وتداعيات. أهمها تغليب منطق المقاومة على منطق الحرب التقليدية. وجاءت حرب إسرائيل على لبنان في تموز عام 2006 في السياق عينه، أي تغليب منطق المقاومة. أما اليوم فنحن نعيش حالة قلق على المستقبل من جراء ما نشهد من حالة انقسام وطني يتجلى في اصطفافات مذهبية وفئوية، نتمنى أن تزول مع الاستحقاق الانتخابي، ليتم التفرغ لتحصين الوحدة الوطنية المستهدفة من المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة العربية برمتها. وما كشف الشبكات الصهيونية على يد الأجهزة الأمنية والعسكرية مشكورة إلا دليل على عمق الاستهداف الصهيوني للنسيج اللبناني".

وختم: "صحيح أن الحكومة اللبنانية التي كنت على رأسها في عام 2000 ساعة التحرير التزمت نهج الدعم المطلق للمقاومة وطنيا وسياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا، إلا أن فضل التحرير يعود للمقاومة وحدها بما أظهرت من بسالة وبذلت من تضحيات وأظهرت من كفاءة. فتحية خالصة لها. عسى أن تكون المقاومة هي النهج الذي يعتمد في المواجهة مع العدو الصهيوني الغاشم".

عياش
والقى أحمد عياش كلمة اللجنة فقال: "المناضل الجالس بيننا اليوم كان المبادر الاول لرفع لواء حرية الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية منذ اطلاقه لجنة التضامن مع معتقلي انصار، اضافة لاطلاقه كتابه "مائة يوم في معتقل انصار" تحت اسم مستعار هو سعدون حسين، كان ذلك في أواخر سنة 1982 اذ كانت الدبابات الاسرائيلية ما تزال جاثمة عند اسوار سيدة العواصم بيروت ولم تكن السلطة آنذاك صديقة للمقاومين".

أضاف: "في سنة 1982 اعتقل محمد مع ثلاثة من اشقائه على يد ما يسمى الجيش الاسرائيلي ليودعوا في معتقل انصار بتهمة مخربين من اجل لبنان وفلسطين لتبدأ رحلة الكفاح من اجل الاسرى، كل الاسرى، رحلة توجها محمد صفا بانتصارات وانجازات اعلامية واجتماعية وقانونية مع ثلة من الرفاق، ولكنه كان الرمز المؤسس والمنظم، فقضية المعتقلين هي محطة في مسيرة نضالية طويلة تبدأ بالتغيير السياسي والاجتماعي ولا تنتهي".

نعمان
بدوره، قال نعمان: "يخطىء من يظن ان تكريم المناضل اعلان بإحالته على التقاعد، المناضلون لا يتقاعدون واذا كان المناضل مقاوما محترفا كمحمد صفا فإن تكريمه لا يعدو كونه استراحة محارب يغتنمها لشحن العقل والقلب والحواس بطاقات جديدة".

أضاف: "كان محمد صفا يكرم نفسه بنفسه على مدى سنوات النضال الطويلة، يكرم نفسه بمزيد من النضال ضد كل صنوف الاستبداد والقهر والاعتقال وامتهان الكرامة ومصادرة الحريات، محمد صفا يناصل ويتجدد بالنضال والمقاومة".

وتابع: "لا أبالغ اذا قلت ان محمد صفا طليع مؤسسي ثقافة المقاومة في بلادنا، ففي موازاة المقاومة بالسلاح التي ولدت في حمأة مواجهة جيش الاحتلال، بث محمد صفا رسالة المقاومة بالفكر والثقافة ملتزما مع فريق ناشط من طرازه وبعض السياسيين الجادين في الحقل العام، مهمة رصد وتحري وتوثيق جرائم اسرائيل وانتهاكاتها لحقوق الانسان وفضحها محليا وعربيا وامميا، وتنظيم حملات حقوقية واعلامية لادانتها وإنزال العقوبات العادلة بمسؤوليها".

وقال: "كان لمحمد صفا دور اساس في تكريس تشريعات رسمية لتطوير التقديمات الاجتماعية للاسرى المحررين، وفي توظيف 75 اسيرا محررا في هيئة اوجيرو وفي استحداث طابع بريدي باسم الاسير اللبناني وفي اقرار القانون 364".

قاسم صفا
ووجه قاسم صفا ابن المحتفى به كلمة من مقر دراسته في فرنسا عبر الهاتف، اعرب فيها عن فخره بوالده و"القيم التي ورثها عنه".

زين
ثم القى رئيس اتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين كلمة قال فيها: "لقد فاتهم عندما اعتقلوك انك عاشق للثورة ولم يهزموك". أضاف: "لأنك الوفي لعهودك كان الاعتقال حافزا لك للمضي في درب البطولات".

ولمناسبة عيد التحرير والمقاومة، أشار الى "سلوك العدو الصهيوني الذي لا يخضع لعقاب او حساب من المجتمع الدولي".

وأشاد بصفات محمد صفا الذي "سار على الدرب المؤسسي لا الفردي"، وقال: "لقد أسسنا معه لجنة متابعة الاسرى التي قامت بعملها بعزيمة".

وتحدث عن "اصرار محمد صفا على الوصول الى مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة وله صولات في المطالبة بحقوق الاسرى ومعاقبة العدو"، مطالبا ب"دعم قضايا الاسرى في سجون العدو الصهيوني"، مؤكدا ان "المقاومة وثقافة المقاومة هي الطريق نحو التحرير".

واعلن ان "اتحاد المحامين العرب سيكرم صفا وعددا من الاسرى في احتفال سيقام هذا العام".
مرعي
من جهتها، قالت رئيسة التجمع النسائي الديمقراطي مديرة المعهد العربي لحقوق الانسان – مكتب بيروت جمانة مرعي نصار: "محمد صفا حول معاناة أسره وأسر رفاقه الى قضية عامة، قضة حقوق وكرامة انسانية وقضية وطنية، وأعطى معاني نضالية للمدافعة عن حقوق الانسان فهو من ناحية اصر كل الاصرار على العمل مع الاسرى ومع اسرهم لمواجهة كل التهميش لقضيتهم، وتوجه الى المنابر الدولية والامم المتحدة فاضحا انتهاكات حقوق الانسان التي مارستها اسرائيل بحق الشعب اللبناني وسيادة دولته، مطالبا بالحرية للاسرى وبحق تقرير المصير للشعوب وحقها في مواجهة الظلم والطغيان. وأعطى بعدا مختلفا للنضال بجمعه النضال الى جانب الاسرى والمعتقلين للضغط والمطالبة بالحقوق وباستخدام الاليات الدولية لانتزاع حريتهم وحقوقهم".

عينا
أما مؤسس "بيت اطفال الصمود" قاسم عينا فقال: "ان الحديث عن محمد صالح صفا، هذا الجنوبي اللبناني الفلسطيني العربي، هو حديث عن الوطن والوطنية والانتماء القومي للامة، انه حديث عن الثورة والمقاومة، انه حديث عن جميع اشكال النضال ضد العدو وظلمه وقهره ومعتقلاته، انه النضال الذي قام به في مختلف المجالات والمحافل الاقليمية والدولية، وكذلك هو حديث عن الدور الذي لعبه في الدفاع عن الطبقة العاملة في الحقل الزراعي وعن جميع فئات العمال والكادحين والفقراء في الجنوب والوطن وامثالهم من ابناء امته العربية".

وتوجه الى المكرم بالقول: "لقد ناضلت ايها الاخ المكرم من اجل فلسطين، فلسطين الارض والشعب والقضية، فلسطين الماضي والحاضر والمستقبل، ودافعت عن حركة الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، وتنوعت وتعددت اساليب الدفاع عنهم في مختلف المجالات والمحافل الدولية ومنظمات حقوق الانسان، وحققت من خلال ما قدمت من تقارير وشهادات الانتصار تلو الانتصار، حتى اصبحت رمزا من رموز الدفاع عن الحرية والعدل ومحاربة الظلم والاضطهاد على المستوى العربي والاقليمي والدولي".

درع
ثم قدم الحص درع التكريم الى صفا، يحيط به عدد من الاسرى المحررين.

صفا
واخيرا، قال صفا: "هذا التكريم ليس تكريما لشخص محمد صفا بل اهميته تكمن في الجهة المكرمة". أضاف: "شرف لي ان اكرم من مقاومين ابطال وليس من سفارات وغيرها، ان هذا الدرع درع الاسرى المحررين هو اغلى ما املك في حياتي".

وتابع: "أنتم تكرمون تجربة نضالية اعلامية وسياسية واجتماعية، المقاومة بدأت بكتابة شعارات على الجدران وهي تتكامل مع المقاومة المسلحة".  

السابق
قطع طريق المطار بالاطارات المشتعلة استنكارا لمقتل الزوار اللبنانيين في العراق
التالي
حسين الموسوي:سلاح المجاهدين وسيلة لدفع العدوان