الأنوار: عكار تشيع شهيديها… ولقاء دار الفتوى يرفض الاتهامات السورية

في اجواء من الغضب، شيعت عكار امس شهيديها الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه الشيخ محمد مرعب بمشاركة حشود من المواطنين من مختلف المناطق، وسط مطالبات بمعاقبة المرتكبين ودعوات الى ضبط النفس وانتظار نتائج التحقيق. وفي حين استمر اقفال الطرق بالاطارات المشتعلة في مختلف المناطق تعبيرا عن استنكار الجريمة، عاد الهدوء الى منطقة الطريق الجديدة في بيروت بعد اشتباكات اوقعت قتيلين و18 جريحا وانتهت باحراق مكتب حزب التيار العربي.
وينتظر ان يتضح اليوم مسار الامور في الشمال مع صدور القرار القضائي المتعلق بالموقوف شادي المولوي، اذ على اساس تركه او ابقائه موقوفا يتحدد اتجاه الوضع الامني.
وقد شددت الكلمات التي القيت في التشييع على ضرورة محاكمة مرتكبي جريمة عكار والوصول بالتحقيقات الى النهاية، خاصة وان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر امر بتوقيف ثلاثة ضباط و19 عسكريا كانوا عند حاجز الكويخات حيث قتل الشيخان عبد الواحد ومرعب.

اجتماع دار الفتوى
وقد سبق التشييع اجتماع لمجلس المفتين وللمجلس الشرعي الاعلى عقد في دار الفتوى في بيروت بمشاركة الرئيس نجيب ميقاتي وغياب الرئيس فؤاد السنيورة الذي اعترض على عدم التطرق الى بعض المواضيع التي كانت مغيبة في مسودة البيان.
وقد صدر عن الاجتماع بيان شدد على ان الاجهزة الامنية يجب ان تعمل تحت اشراف السلطة السياسية المسؤولة دستوريا عن الامن والتي يجب ان تحاسب وتضبط الخلل الذي يبدو انه استفحل.
واكد البيان ضرورة احالة قضية اغتيال الشيخين الشهيدين احمد عبد الواحد ومحمد حسين مرعب على المجلس العدلي، نظرا الى خطورة الجريمة وخلفيتها وأثرها على السلم الاهلي وامن الدولة. ودعا أهلنا في عكار وفي كل ارجاء لبنان الى ضبط النفس والتعالي عن الجروح لإفشال المخططات المشبوهة التي تحاول النيل من وحدة الجيش والوطن وإحداث الشرخ بين اهلنا في عكار والجيش اللبناني.
وقال البيان: إن لبنان يعاني في هذه الفترة انعكاسات التطورات المحيطة به، وخصوصا ما يجري في سوريا، وقد ظهر ذلك عبر الرسالة السورية المستغربة إلى الأمين العام للأمم المتحدة على لسان السفير السوري بشار الجعفري من أن طرابلس وعكار هما بؤرة للارهاب والقاعدة، وبالتالي فإن المجتمعين يعتبرون أن ما جاء في الرسالة السورية إلى الامم المتحدة مرفوض ومستنكر جملة وتفصيلا، وينبغي أن يدفع السلطات اللبنانية لأخذه في الحساب عند التصدي للإخلال بالأمن والفتنة.
في هذا الوقت تجدد اقفال الطرق بالاطارات المشتعلة في عكار والعبدة والبداوي، وشتورا وجب جنين، وقب الياس والناعمة.
الطريق الجديدة
اما الوضع في منطقة الطريق الجديدة في بيروت فقد عاد الى طبيعته امس بعد ليلة من الاشتباكات حصدت قتيلين واوقعت 18 جريحا.
وقد تفقد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي دوريات قوى الأمن الداخلي المنتشرة في منطقة طريق الجديدة ومحيط الجامعة العربية، وأعطى توجيهاته الى الضباط والعناصر كافة بضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة والتدابير الميدانية بالتنسيق مع الجيش اللبناني والتي من شأنها ان توفر الأمن والإستقرار والسلامة للمواطنين، وأكد أن قوى الامن على جهوزية تامة ولن يكون هناك أي جيش على الاراضي اللبنانية غير الجيش اللبناني.

في هذا الوقت اجتمع نواب بيروت امس واذاعوا بيانا طالبوا فيه باستقالة رئيس الحكومة التي زعمت انها حكومة الاستقرار، فاذا بها تتحول الى حكومة تسهيل عودة الحرب الاهلية الى لبنان بعيدا عن الحفاظ على امن المواطنين وسلمهم الاهلي.
وقد رد ميقاتي ببيان تحدث فيه عن جهوده لاطفاء النار، وقال ان مطلب الاستقالة بات لازمة مرادفة لكل تصاريح نواب المستقبل، وهو يعكس رغبة دفينة في استرداد ما اعتبروه حقا مكتسبا.
اما الوضع في طرابلس فبعد هدوء طيلة يوم امس، سقطت 3 قذائف اينرغا مساء في جبل محسن، بعد سقوط قذيفتين في باب التبانة.

قلق اميركي
هذا، وفي واشنطن، اعربت الولايات المتحدة امس عن قلقها بشأن الوضع الامني في لبنان بعد مقتل رجلي دين، وتسجيل اعمال عنف.
ورحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر بقرار السلطات اللبنانية التحقيق في الحادث ودعا جميع الاطراف الى ضبط النفس. وقال تونر نحن قلقون بشأن الوضع الامني في لبنان بعد مقتل الشيخ احمد عبد الواحد والشيخ محمد حسين المرعب بالقرب من حاجز للجيش اللبناني في منطقة عكار الشمالية.

وقال تونر ان الولايات المتحدة تعرب عن احر التعازي لمقتل الشيخين.
واضاف نرحب بالتزام الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني باجراء تحقيق سريع وشفاف في حادث اطلاق النار .. وندعو جميع الاطراف الى ضبط النفس واحترام امن واستقرار لبنان.
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس عن قلقه حيال التوترات في لبنان ودعا جميع الاطراف الى القيام بكل ما يمكن من اجل اعادة الهدوء.
وجاء في بيان للامم المتحدة ان الامين العام يشير الى ضرورة الابقاء على استقرار لبنان، ويدعو جميع الاطراف اللبنانيين الى مضاعفة الجهود في هذا الاتجاه.
واوضح البيان ان المنسق الخاص للامم المتحدة من اجل لبنان ديريك بلومبلي ينشط على الارض ويشجع جميع الاطراف المعنيين على العمل من اجل تأمين الهدوء والاستقرار في البلاد.

السابق
عن حكومة ميقاتي والبيئة السياسية الزائلة
التالي
الشرق الأوسط: لبنان يهتز أمنيا.. والسفارات تحذر مواطنيها السفير السعودي : القرار بشأن الرعايا يتحدد في ضوء الوقائع الميدانية