اعتصام المغرّدين عبر التويتر

صحيح أن المسافة بين اعتصام “غاضب من الجيش” واعتصام “المغردين عبر التويتر” لا تتعدى عشرات الامتار، لكن الفارق شاسع وشاسع جداً بين الاعتصامين المتزامنين على عقارب السادسة من مساء أمس في وسط
بيروت.
الاعتصام قرب ساحة الشهداء كان هادئاً الى حد السكون العميق. سكون يحتاجه وطن محاصر بالنار ولهيب الاطارات المشتعلة في عكار والشمال، والتي لفح لهيبها بيروت والبقاع.
ولهذه الأسباب وغيرها تداعى عدد من “المغردين على موقع التواصل الاجتماعي “التويتر” لترجمة الغضب والسخط مما آلت اليه الأوضاع في لبنان الى وقفة حضارية تدعو لوقف العنف والركون الى السلم.
الاعتصام جاء بحسب الزميل ماريو غريب بمبادرة فردية مع الناشطة في المجتمع المدني جيسيكا عبيد وبعد مدة قصيرة من التواصل عبر “التويتر” كانت خلاصة نقاش مع عدد من الرافضين للحرب التجمع في ساحة الشهداء.
ولبى الدعوة عدد من الأجانب المقيمين في لبنان وحضروا مع لافتاتهم (no war) للوقوف الى جانب من تجري “بروفات الحرب على أراضيهم”.
الاعتصام لم يشغل الأجهزة الأمنية ولا عناصر الجيش المنهكة هذه الأيام ولا عناصر قوى الأمن الداخلي، فحضرت باعداد قليلة. ولعل أفضل ما يعبر عن هدوء ذلك الاعتصام ضابط رفيع بلباسه المدني حضر مستعجلاً للمشاركة في الاعتصام بعد أدائه واجبه في “تجمع الجماعة الاسلامية” الصاخب قبالة السرايا الحكومية، وكان يتمتم “كم هو الفارق كبير بين التجمعين، وكم نحن الآن في حاجة الى مثل هذه الأصوات التي تصدح هنا بالصمت الأقوى من الصراخ”.

السابق
فضيحة نقل نعش وردة
التالي
مكي: التصريحات المذهبية لا تؤسس لوطن