15 ألفاً يركضون في نصف ماراتون في طرابلس

عند السابعة والنصف من صباح أمس أطلقت رصاصة «خلبية» في أجواء طرابلس معلنة دخول المدينة في تحدي إعادة الحياة الى أرجائها، وذلك بعد أن انتفضت على واقعها، فركض أبناء «الفيحاء» ومناطق الشمال ولبنان وزوارهم من دول عربية وأجنبية عدة بالآلاف، وقدموا صورة مشرقة عن العاصمة الثانية التي حاولت جاهدة قلب صفحة التوترات الأمنية التي عاشتها على مدار أسبوع كامل، الى صفحة جديدة من الفرح والانفتاح والعيش الواحد، عبرت عنها من خلال «نصف ماراتون»، طرابلس الدولي الذي نظمته جمعية «معا لبنان» برعاية «بنك ميد» بعنوان: «صحتك بيئتك لنركض معا»، في معرض رشيد كرامي الدولي.

مع ساعات الصباح الأولى ازدانت بعض شوارع طرابلس بالبالونات الملونة، وبشعارات «الماراتون»، أقفلت الطرق التي تدخل ضمن خطة سير العدائين، واتخذ عناصر قوى الأمن الداخلي تدابير أمنية فيها، كما انتشرت محطات توزيع المياه، وأخرى للصليب الأحمر اللبناني، فيما تقاطر المشاركون الذين بلغ عددهم بحسب كشوفات الجمعية المنظمة 15 ألف شخص، يتقدمهم وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، ورئيس نادي المتحد أحمد الصفدي ممثلا الوزير محمد الصفدي، والنائب روبير فاضل، والنائب السابق مصباح الاحدب، ورئيسة جمعية بيروت ماراتون مي الخليل، وقائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي ممثلا اللواء أشرف ريفي، ورئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر غزال، ومسؤولو «بنك ميد» راعي «الماراتون»، وعدد من رؤساء الجمعيات وهيئات المجتمع المدني، فيما غاب تيار المستقبل عن المشاركة تضامنا مع الشهداء الذين سقطوا خلال أحداث طرابلس.

وتحولت ساحات معرض رشيد كرامي الدولي الى أشبه بمهرجان صاخب، حيث انتشرت الفرق الفنية «الفولكلورية»، وألعاب الخفة، والدراجات الهوائية العملاقة، فضلا عن قيام عدد من الشبان بتجسيد شخصيات «والت ديزني»، على وقع الأغاني، والعروض المسرحية التي قدمتها بعض الفرق الطرابلسية واللبنانية، ما أعطى صورة معكوسة لما شهدته المناطق الساخنة في طرابلس وشوارعها خلال الأيام الماضية، وأكدت أن طرابلس مدينة تحب الحياة، وهي تستحق أن تعيش كسائر المناطق اللبناني بهدوء وأمن واستقرار.
وتوالت سباقات «الماراتون»، فاستهلت بسباق العدائين المحترفين لمسافة 21 كلم، وتلاه سباق الكراسي المتحركة، ومن ثم سباق العدائين لمسافة 5 كلم، وسباق الأطفال لمسافة 2 كلم، وبعد ذلك أعطى الوزير كرامي إشارة الانطلاق لسباق الفرح الذي شارك فيه الآلاف .

السابق
منزل مهدّد بالانهيار في حاصبيا
التالي
تشييع الشيخ عبد الواحد ومرافقه في مسجد البيرة الرابعة والنصف بعد الظهر