مساجد مصر تتحوّل إلى مراكز دعاية لمرشحي الرئاسة

لم تعد معظم المساجد في مصر للصلاة والخطب الدينية فقط، بل حوّلها عدد من الأئمة إلى مقار سياسية وأوقات حشد لمناصرة مرشحي الرئاسة، خصوصا المحسوبين على التيار الإسلامي، وهو ما حرك وزير الأوقاف مرات عدة ليصدر بيانات متتالية لرفض هذا الأمر، وأيضا حذر الأزهر من استخدام دور العبادة في الدعاية الانتخابية.

ورصدنا، إمام مسجد الحكمة في منطقة فيصل في محافظة الجيزة، بعد إقامة صلاة الجمعة ودروس المساء، أن اللقاءات تتحول إلى الحديث عن «أمجاد» المرشح عبد المنعم أبوالفتوح.
إمام المسجد ويدعى عبد الرحمن قال «إن الأمة الإسلامية في خطر من التيار العلماني الذي يريد إباحة المحظورات تحت مظلة الحرية، ويريدون ترسيخ فكر الغرب ومعتقداته وتقاليده في بلد إسلامي أراد الله أن يفوق من الغيبوبة التي عاش بها منذ عهد الملك فاروق مرورا بالعصور التي أتت من بعده».

وأضاف ان «أبوالفتوح هو أفضل المرشحين للرئاسة، خصوصا أنه عمل تحت مظلة جماعة الإخوان وتشبع بفكرها الإسلامي الذي يحمي البلاد من الفتنة والمحافظة على نسائنا اللائي أصبحن يطالبن بالمساواة مع الرجل، وهو ما أعتبره خير دليل على أن المجتمع المصري يحتاج إلى يقظة تعرفه بقيمة الإسلام بالفعل وليس فقط أن يضع في خانة الديانة على بطاقته الشخصية مسلم».
في المقابل، كان للإمام مسجد الفردوس في منطقة إمبابة الشعبية الشيخ أحمد البروجي موقف آخر، فرأى أن مرشح «الإخوان» محمد مرسي «هو المرشح الوحيد الإسلامي، خصوصا أنه يعمل على طاعة مرشد ولا يخرج عن حدوده مثلما فعل أبوالفتوح».

الغريب في الأمر أن البروجي لم يكن يقول هذا الكلام في خطبة الجمعة فقط، بل اعتاد الحديث بينه وبين المصلين كل يوم عقب صلاة العشاء، حيث يجتمع بالناس ويشرح لهم البرنامج الانتخابي.
من جانبه، استنكر وكيل الأزهر السابق محمود عاشور في تصريحات لـ «الراي» ما يحدث في المساجد، «خصوصا أنها مكان للعبادة فقط ولا يمكن أن يستغلها الأئمة للحديث عن شخص مثله مثل بقية البشر»، معتبرا أن «الحكم النهائي في هذا الأمر هو الصناديق الانتخابية».

وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية محمود إمبابي «إن الحراك السياسي في مصر ملتهب للغاية لكن لا دخل للمساجد في هذا الأمر، ولا يصح أن تتحول الى أماكن لمناقشات سياسية وتكوين جبهات مضادة لجبهات أخرى وتضليل الناس لتحقيق مصالح بعينها»، مؤكدا «أنها أفعال بعيدة كل البعد عن الاسلام».

السابق
الاخبار: سليمان: توقيع الـ8900 مليار مع إقرار الـ 4900
التالي
مصادر في الكونغرس: لا حرب أهلية في لبنان