نهاية الامن الشخصي

لم يعد من شك: الامن الشخصي في شوارعنا ببساطة غير قائم. الرد الاولي لمعظمنا هو توجيه اصبع اتهام للشرطة، التي هي على اي حال العنوان الدائم لكل مشاكلنا واحباطاتنا. صحيح أنه لا يجب التقليل من مسؤولية الشرطة عن ضمان امننا الشخصي، ولكن هل ندع جانبا للحظة مسألة الشرطة التي بسبب اهمال القيادة الوطنية على مدى الزمن اصبحت صغيرة وضعيفة، وكذا نتجاهل للحظة أننا في مركز 100 وفي دوريات الشرطة التي يفترض برجالها ان يسيطروا على الشوارع ويقضوا على الجريمة يمكن أن نجد غير مرة بدلا من شرطة مهنيين، مجربين وبدوافع عالية، اطفال وطفلات خدمتهم العسكرية يجرونها في الشرطة وهم عديمو كل تجربة ومعرفة، ومتطوعين من الحرس المدني الذين مع كل الاحترام ليسوا شرطة حقا.

جدير أن نتسامى للحظة فوق العادة الدارجة في اتهام الشرطة في كل مشاكلنا ونتعاطى بشكل أكثر جدية مع الاسباب الحقيقية للوضع السيء للامن الشخصي في اسرائيل. يوجد بعض اسباب مركزية للعنف، ويجدر بنا ان نركز منها على ثلاثة. الاول هو الكراهية لدى عرب اسرائيل ولا سيما بين الشباب منهم، تجاه دولة اسرائيل ومواطنيها اليهود، والتي أصبحت منذ زمن بعيد حريقا هائلا. وخشية الا يتهم الناس بالعنصرية، فان حتى من يعرفون الحقائق الجافة جيدا يفضلون عدم الحديث صراحة عن المعطيات الاحصائية، ولكن الحقيقة حية وتركل. دور الوسط العربي في الجريمة وفي العنف عال جدا، والاحباط والكراهية هما وقود شديدة القوة. بؤس المعالجة الحكومية للمشكلة أثار علينا عنفا مهددا يتصاعد ويتسع. وكلما مر الوقت والدولة تقف جانبا ولا توافق على أن ترى بعيون مفتوحة بان ليس القنبلة الايرانية هي التهديد بل القنبلة الموقوتة التي توجد هنا هي الخطر فان هذا العنف ينال المزيد فالمزيد من القوة. أما سبب العنف الثاني: ليس من الشمال سيأتي الشر. فهو سيأتي من الجنوب، مع موجة هائلة من المتسللين من افريقيا ممن تسللوا ويواصلون الوصول الى داخل اسرائيل دون عراقيل، بينما زعماؤنا يتحدثون ويعدون. ولكن جنوب تل أبيب احتل، ايلات سقطت، وللاعداد المخيفة من المتسللين ممن لا يشعرون باي التزام لدولة اسرائيل وقوانينها توجد نتيجة. لا يمكن لاي سد ان يوقف طوفان العنف المتوقع لنا من الالاف الذين يعيشون هنا في ظروف غير انسانية، بينما قيادة الدولة تفضل بان تصدق بان المشكلة ستحل من تلقاء ذاتها.

اما مسبب العنف الثالث، الذي هو ايضا تطور دون عراقيل، فهو الكحول. ففي السنوات الاخيرة تطورت ثقافة احتساء الكحول في اسرائيل لتصل الى حجوم وحشية. كمية المتعاطين كبيرة، وأعمارهم آخذة في الهبوط. السكر اصبح وباء واسع الانتشار لدرجة أنه شديد وخطير اكثر حتى من ظاهرة تعاطي المخدرات. والدولة ترى وتسكت. لا توجد شبكة اعلام وطنية مهنية، لا يوجد فرض مناسب للقانون، لا توجد معالجة جذرية للمحلات التي تباع فيها الكحول والمخدرات لكل من يطلب.
إذن الان، بينما يوجد ائتلاف اتساعه يجعل مفهوم الديمقراطية الحقيقية مخروقا، حان الوقت للمعالجة الجدية لمسببي العنف بل وربما منح الشرطة الادوات لتعزيز صفوفها.

السابق
كم تساوي إسرائيل من دون أميركا؟
التالي
حوري: تيار المستقبل يرحب بأي حوار