لبنان أحيا اليوم الوطني للتراث والمتاحف تفتح اليوم مجاناً للجميع

للسنة الخامسة عشرة على التوالي يحيي لبنان "اليوم الوطني للتراث" الذي اطلقته "المؤسسة الوطنية للتراث" في عام 1997 بالتعاون مع وزارة الثقافة، بهدف توعية اللبنانيين عموما والتلامذة خصوصا على اهمية تراث بلدهم وغناه، وضرورة حمايته من الزوال، ودوره في حفظ ذاكرة الوطن التاريخية واستمرارها. ورغم الازمات السياسية والامنية التي تعصف بالبلد، لم يشذ يوم امس عن الاعوام السابقة. فمنذ الصباح الباكر تجمع مئات التلامذة من المدارس الرسمية والخاصة واساتذتهم، آتين من مختلف المناطق، عند درج المتحف الوطني، لحضور الاحتفال الرسمي باطلاق هذا اليوم الكبير بالاشتراك مع وزراء: الثقافة غابي ليون، والتربية والتعليم العالي حسان دياب، والاعلام وليد الداعوق. كما حضرت النائبة بهية الحريري، ورئيسة "المؤسسة الوطنية للتراث" منى الهراوي وأعضاء المؤسسة، ورئيسة اللجنة الوطنية للاونيسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور. وكانت مناسبة ايضا للاحتفال بمرور 70 عاما على تأسيس المتحف الوطني.

ليون
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى الوزير ليون كلمة توجه خلالها الى تلامذة لبنان، اعتبر فيها ان "الاحتفال بالتراث هو احتفال بمقوم وطني اساسي. الشعب والارض والمؤسسات تصنع بلدا، ولكن لكي يكون عندنا وطن يجب ان يكون عندنا ارض وشعب وعلاقة عاطفية ومادية بين الارض وهذه المنطقة الجغرافية، والرابط المتين الذي لا يمكن ان ينقطع عبر التاريخ وعلى مدى السنوات نسميه التراث"، واوصاهم بـ"المحافظة على مقومات الوطن الثلاثة: أرضه وشعبه وتراثه، ونبذ المظاهر الغريبة والبشعة عن اصالتنا من عنف وظلامية (…)".

دياب
واعتبر الوزير دياب، ان "رقي الشعوب يقاس بمدى حفاظها على تراثها وذاكرتها الوطنية، فلا شك في أن إحياء هذا التراث لا يكون بمجرد التغني والتباهي به، بل إن ذلك يتطلب وعيا وإدراكا وعلما وثقافة كونه يعني الإرث الذي خلفته لنا الأجيال السالفة، وهو ما إنبرت له مؤسسة التراث الوطني بالتعاون مع الجهات الرسمية المختصة، ولهذه الغاية ادرجت وزارة التربية في مناهج التعليم مادة التراث الوطني الذي يشمل الآثار والمواقع الطبيعية والمحميات وغيرها، فضلا عن تشجيع تلامذة المدارس على زيارة المتحف الوطني وغيره من المتاحف المتناثرة هنا وهناك، للإطلاع على محتوياتها الثمينة والإستماع إلى شرح المتخصصين، اضافة إلى تشجيعهم على زيارة معالم لبنان الأثرية".

الهراوي
رئيسة مؤسسة التراث منى الهراوي حيت التلامذة وحضتهم على الطلب الى "اهاليهم واساتذتهم ووزاراتهم ان تأتوا وتزوروا هذا المتحف وبقية الاماكن الاثرية لتعرفوا قيمة بلدكم لبنان العظيم، لبنان المحبة والعطاء، لبنان الالفة والوفاء، لبنان الوحدة الوطنية. واليوم نحن امام وحدة وطنية، وهي اهم شيء بالنسبة الينا، والمؤسسة الوطنية للتراث تجسد هذه الوحدة. وتمنت على وسائل الاعلام المرئية ان تظهر حضارة لبنان والمتحف الوطني، وان تسأل تلامذة لبنان، لا المسؤولين فقط، عن اهمية التراث لانهم واجهة لبنان ومستقبله".
وبعدها توجه التلامذة الى زيارة المتحف الوطني وانطلقوا منه الى بقية المواقع الاثرية التي فتحت مجانا امام الجميع في كل المناطق.

معرض صور
وكان هذا اليوم مناسبة للاحتفال بمرور 70 عاما على تأسيس المتحف الوطني الذي دشن في 27 ايار عام 1941 في عهد الرئيس الفرد نقاش وافتتح في عام 1942، فأقامت "مؤسسة التراث" في الحديقة الخلفية للمتحف معرض صور وقصاصات صحافية، تروي المراحل التي مر فيها هذا الصرح على مدى سبعين عاما، منذ تدشينه مرورا بالحرب التي مرت عليه وحولته مسرحا للقتال والدمار وفندقا للمقاتلين، وصارت ساحته ودرجه سوقا للخضر، الى تعليب القطع الاثرية لحمايتها على يد موريس شهاب، وصولا الى ورش الترميم التي اقامتها المؤسسة لاعادة احيائه وافتتاحه في المرحلة الاولى في عام 1997 في عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، ثم المرحلة الثانية عام 1999 ايام الرئيس اميل لحود، وصولا الى حادثة الطوفان التي تعرض لها الطابق السفلي من المتحف اخيرا، وتحول درجه منبرا لطرح المسائل الوطنية.
وابرزت المقابلة الوحيدة التي اعطتها "حارسة المتحف" اولغا موريس شهاب لـ"النهار" قبل ثلاثة اشهر من وفاتها في حزيران 1999، وروت فيها اسرار وذكريات المتحف الصعبة.

صيدا
وتلبية للدعوة التي اطلقتها النائبة بهية الحريري الى اوسع مشاركة تربوية في يوم التراث نظم عدد من مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار زيارات لتلامذتها الى مواقع ومعالم اثرية وتاريخية وتراثية في المدينة وفي عدد من المناطق الأخرى. واليوم ايضا، يحتقل لبنان بـ"اليوم العالمي للمتاحف" الذي اعلنه "المجلس الدولي للمتاحف" (ايكوم) هذه السنة بعنوان "المتاحف في عالم متغير، تحديات والهامات جديدة".
واعلنت "اللجنة الوطنية للمتاحف" أن المتاحف المنتسبة الى (الإيكوم) سوف تفتح أبوابها مجانا أمام الجمهور في هذا اليوم، إضافة الى نشاطات مختلفة يقيمها كل متحف على حدة.

السابق
على جدار سليم اللوزي
التالي
استـراتيجيـة عشـريـة لـلمـرأة فـي لبنـان