الحياة: الجيش عزز انتشاره في المدينة مع أوامر بمنع المظاهر المسلحة بعد خرق التهدئة وسقوط 8 جرحى

تجدد الخرق الأمني للتهدئة في طرابلس أمس وسقط 8 جرحى، بينهم عنصران من الجيش وطفل، نتيجة حصول أعمال قنص وإطلاق نار بالرشاشات والقذائف، ما استدعى مزيداً من الانتشار للقوى الأمنية والجيش في المدينة ومحيط منطقتي التوتر الأساسيتين باب التبانة وجبل محسن. وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عاصمة الشمال، بعد زيارة وزير الداخلية مروان شربل، أول من أمس. وتسبب الخرق الأمني، قبل عودة الهدوء بعد الظهر، بتسميم أجواء المدينة فأقفلت بعض المدارس فيها.
وترأس ميقاتي اجتماعاً في منزله في طرابلس في حضور بعض الوزراء والنواب من المدينة وقادة أمنيين لتأكيد قرار انتشار الجيش والقوى الأمنية في المدينة والتشديد على التبرؤ من أي عمل عسكري. وأجريت اتصالات مع المسؤول السياسي لـ «الحزب العربي الديموقراطي "رفعت عيد للاستفسار منه عن سبب تصريحه أول من أمس بأن التهدئة هي «استراحة المحارب ".
وازدادت التحذيرات من قبل بعض حلفاء سورية من اتساع رقعة الصدامات لتشمل غير طرابلس بسبب التأزم الذي تعيشه البلاد على خلفية الانقسام في شأن الأزمة السورية. وقال رئيس البرلمان نبيه بري الذي اجتمع مع السفير السعودي علي عواض عسيري، إنه بحث معه ما يجري في عاصمة الشمال «وهو ينذر بعواقب وخيمة ليس فقط على الشمال بل على كل لبنان والمنطقة . وقال بري إنه بحث مع عسيري في دعوة أقطاب الحوار لاجتماع برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان «يخصص على الأقل لهذا الموضوع ، وإن السفير السعودي «كان إيجابياً للغاية وسيجري اتصالاته مع المعنيين . والتقى عسيري رئيس «جبهة النضال الوطني "النيابية وليد جنبلاط.
وعلّقت مصادر وزارية على اقتراح بري بالقول: «هل يمكن عقد اجتماع لأقطاب الحوار لبحث الوضع في طرابلس من دون أن يبحث القادة اللبنانيون عنوان الاستراتيجية الدفاعية وسلاح «حزب الله " في ظل هذه الأجواء المتوترة التي تعيشها البلاد ؟
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد أن ما يحدث في شمال لبنان ينذر بتداعيات خطيرة على مستقبل وضع لبنان كله وليس على مستوى الشمال فقط، ودعا «أهلنا لتلمّس الحيطة والحذر واليقظة في التعاطي مع تلك الأحداث المؤسفة والمحزنة التي تعصف بعاصمة الشمال ، وشدد رعد على «أن النأي بلبنان عن تداعيات الأزمات التي تحدث حوله ليس لمصلحة فئة من اللبنانيين دون أخرى، بل هو لمصلحة جميع اللبنانيين، وأن توريط لبنان في الفتن والأزمات يذهب باستقراره .
وطلب الرئيسان سليمان وميقاتي من القوى الأمنية التشدد بمنع المظاهر المسلحة. وقال الوزير شربل إنه «إذا بقي الوضع على حاله من التوتر والاحتقان فستكون طرابلس المنطلق لأكبر فتنة في تاريخ لبنان .
وأعاد القضاء العسكري أمس استجواب الموقوف شادي المولوي الذي أطلق توقيفه من جهاز الأمن العام شرارة الأحداث في المدينة، وذلك وفق الاتفاق مع المعتصمين في ساحة النور مطالبين بإطلاقه، على أن يتم ذلك في حضور محاميه. وذكرت أوساط الدفاع عن المولوي أنه أبلغ التحقيق أنه لم يغادر لبنان سابقاً (اتهم بأنه سبق أن قاتل مع «الجيش الحر " في سورية). وأجرى قاضي التحقيق مقابلة بين المولوي والأردني عبدالملك عثمان عبدالسلام الموقوف بتهم تشمل علاقته مع «القاعدة
. وتقدم محامي المولوي بطلب إخلاء سبيله. وينتظر أن يبت القضاء العسكري بهذا الطلب اليوم.
وكانت «الحياة "ذكرت أن الأردني عبدالسلام أوقف بناء لطلب من الاستخبارات الأميركية الى الأمن العام اللبناني وأنه تحدث في التحقيق عن علاقته بالمولوي، الذي أفاد بأنه التقى به وسأله عن طريقة تأمين المساعدة للنازحين السوريين.
وقالت مصادر ديبلوماسية لموقع «ناو ليبانون "الإلكتروني إنه «لم يكن للولايات المتحدة الأميركية أي دور في توقيف أي شخص في مدينة طرابلس.
وعلمت «الحياة "أن جهات لبنانية استفسرت من الجانب الأميركي فكان الجواب أن لا شيء لدى أجهزة الأمن الأميركية ضد المولوي، بل إن لديها معلومات عن الأردني عبدالسلام ونشاطاته. وأكد الأميركيون المعلومات عن طلب توقيفه.
وفي سياق أمني متصل انشغلت الأوساط السياسية اللبنانية أمس بأنباء عن تمكن المطلوب الى القضاء اللبناني توفيق طه والذي كان فاراً في مخيم عين الحلوة، وهو من «فتح الإسلام "، من مغادرة المخيم مع ستة آخرين من التنظيم نفسه ومن «جند الشام
، الى شمال لبنان، إلا أن أياً من المسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين لم يؤكد هذه المعلومات.
من جهة أخرى، التقى رئيس كتلة " المستقبل " النيابية فؤاد السنيورة الموجود في تركيا بوزير الخارجية التركي داوود أوغلو في مكتبه في أنقرة. وكان بحث واستعراض للأوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف الجوانب.
وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية "سمير جعجع عن أحداث طرابلس: «لا أعلم إن كان شادي المولوي مذنباً أم لا؟ ولا أعرف ما هي تهمته؟ ولكن الدولة ليست ميليشيا لتلقي القبض على شخص بهذا الشكل، إذ كان بالإمكان إرسال مذكرة جلب لتوقيفه. وقد تبين أنه حتى المعلومات التي أوقف على إثرها المولوي ملتبسة .
واعتبر جعجع «أن لدينا في لبنان مشكلة إضافية هي «آلة الإرهاب والقمع
المتمثلة بـ «حزب الله "والمجموعة القيادية للتيار الوطني الحر والتي تشوّه اللعبة الديموقراطية ما يؤثر بالتالي على الاقتصاد، فحتى بعد أن فزنا في الانتخابات النيابية السابقة منعتنا هذه «الآلة " من تحقيق طموحات الناس التي صوتت لنا ".

السابق
اللواء: طرابلس تستعيد التهدئة .. وتفويض الجيش تثبيت الأمن
التالي
السفير: بــري لالتئـام طاولـة الحـوار وجنـبلاط يـرحـب وميـقاتـي يدعـو إلـى مصالحـة حقيقيـة