وزارة زراعة في العرقوب.. اسمها الطبيب شارما

علاقة صداقة وود بناها الطبيب البيطري، في الكتيبة الهندية العاملة ضمن قوات اليونيفيل ومقرها في نقار كوكبا، المقدم رافي شارما مع أصحاب الثروة الحيوانية في العديد من قرى العرقوب التي تشتهر بتربية الماعز والأغنام والأبقار وغيرها، وذلك خلال عام تقريباً من خدمته في كتيبة بلاده لحفظ السلام والاستقرار في لبنان، وقدم العلاج والدواء لأكثر من 8500 رأس من الماعز والأغنام والأبقار إضافة الى الدواجن وأعطى جرعات للآلاف منها في منطقة العرقوب وفيها نحو 30 ألف رأس من الماعز والأغنام و2500 رأس من الأبقار وهي بحاجة الى عناية طبية مكلفة على أصحاب الثروة الحيوانية، في ظل غياب شبه تام للجهات المعنية لدعم قطاع الثروة الحيوانية وإرشاد أصحابها الذين يعتمدون في أغلب الأحيان على ثقافتهم وما كسبوه من خبرات في تربية حيواناتهم.

هذا العمل التطوعي والمجاني ليس مقتصراً على الطبيب شارما، كما يدعوه الرعاة، إنما على كل من أتى من قبله، إلا أن شارما وقبل أيام من انتهاء خدمته ضمن كتيبة بلاده في لبنان يؤكد أنه يشعر بالرضى والسعادة لما قدمه من مساعدة لأصحاب الثروة الحيوانية في هذه المنطقة وأهمها العلاقة المميزة التي توطدت بينه وبينهم على مدى عام تقريباً، مشيراً الى أنه يستقبل "كل الحالات المرضية في عيادة الكتيبة، في نقار كوكبا، وحتى من خارج نطاق عمل الكتيبة"، ويقول: "أقوم بخمس جولات أسبوعية على تلك القرى والحظائر الموجودة فيها وأقدم العلاج والأدوية المجانية اللازمة لأنواع الحيوانات، إضافة الى تلبية الحالات الطارئة ومعالجتها في أي وقت، وكل ثلاثة أشهر أعقد اجتماعاً لمربي الماشية في مقر الكتيبة يتم خلاله إرشاد الرعاة وتوعيتهم على كيفية مواجهة الأمراض الموسمية وسبل الوقاية منها".

وتقدر الكلفة السنوية لهذا القطاع في منطقة العرقوب بأكثر من مئتي ألف دولار وبالنتيجة يكون قسم الطب البيطري في الكتيبة الهندية قد وفر هذ المبلغ على أصحاب الثروة الحيوانية حيث أن هذا القطاع يشكل مصدر رزق أساسي لأكثر من 250 عائلة.
ويرى شارما "أن قطاع تربية الماشية على أنواعها من أهم القطاعات في هذه المنطقة بسبب طبيعة أراضيها الشاسعة ومراعيها الخصبة، وتربية الماعز تعتبر الأفضل لأن كلفة الإعتناء بها أقل وأمراضها قليلة وانتاجها المادي جيد".
ويقول شارما: "سأفتقد للبنان ولكل من تعرفت عليه من أصحاب الثروة الحيوانية، هؤلاء الرعاة العفويين والطيبين الذين يقدرون كل ما قمنا ونقوم به من أجل تحسين ظروفهم الحياتية"، متمنياً "لو أن باستطاعتي أن أقدم لهم أكثر خصوصاً وأنهم بحاجة ماسة ودائمة لهذه الخدمة المكلفة".

أصحاب الثروة الحيوانية عموماً ورعاة الماشية خصوصاً يقدرون كثيراً ما تقدمه لهم الكتيبة الهندية ويشعرون بالامتنان لكل الأطباء البيطريين المتعاقبين، خصوصاً الطبيب شارما الذي تربطهم به "علاقة صداقة وود واحترام وتقدير لكل ما يبذله من جهد ووقت وتوفير مادي لنا في سبيل مساعدتنا لمعالجة ماشيتنا"، كما يقول قاسم عطية (أبو كرم)، مؤكداً "أن الطبيب شارما يقوم بمعالجة ماشيتنا ويقدم الأدوية اللازمة من دون منة أو تأخير ويوفر علينا ما لا يقل عن الألف دولار سنوياً"، مؤكداً "أن زيارة الطبيب البيطري اللبناني مكلفة جداً وهو غير متوفر باستمرار في منطقتنا، فيما الجهات المعنية لا تقدم لنا أي شيء لا استشارة ولا إرشاد ولا أدوية"، آملاً "ان تلتفت الجهات المعنية وفي مقدمهم وزارة الزراعة الى مربي الثروة الحيوانية وخصوصاً رعاة الماشية في منطقتنا وتشجيع هذا القطاع والعاملين فيه لأنه يوفر فرص عمل ومورد رزق للكثير من العائلات".

من جهته مالك خليفة، صاحب قطيع من الماعز، يؤكد هو الآخر "أن وزارة الزراعة لم تقدم لنا أي مساعدة دوائية أو علاجية منذ عدوان تموز2006 حيث قدمت طعم الجلاخ للأبقار ودواء لتنظيف امعاء الماعز، لكن ذلك غير كافٍ لأن هذا الأمر بحاجة الى استمرارية ومواكبة دائمة لمواجهة الأمراض التي تصيب الماشية والأبقار وغيرها، والتي تكلفنا الكثير في حال وقوعها، ولكن الطبيب البيطري شارما والفريق العامل معه، الذي نقدر له ولكتيبته ما يقومون به، لم يشعرنا يوماً بالقلق تجاه ما قد يصيب ماشيتنا من أمراض لأنه حاضر دائماً ويساعدنا في مواجهة الأمراض وعلاجها".

السابق
نملك الوسائل لإحداث توازن رعب مع المعتدين!
التالي
فاطمة في إجازة مع حبيبها