بهية الحريري: النضال الفلسطيني أرشد الشعوب الى الحرية

قالت النائبة بهية الحريري: "لقد اكرم الله عزل وجل الشعب الفلسطيني العظيم بأن جعله مولودا في أرض ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ومعراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء، منذ تلك العشية التي غادر فيها أهل الدار دارهم يؤمنون بالعدل وبالحق بعيدا عن أعصاير الحقد والفتك والمجازر بحق الشيوخ والنساء والأطفال، مسكونين بحب أرضهم وبلادهم، وعاما بعد عام ونكبة بعد نكبة، لم يعرف اليأس سبيلا إلى قلوبهم يثنيهم عن شوقهم لقدسهم وترابهم مهما غلت التضحيات وأيقنوا بأن العدالة لا تكون إلا بالتجذر بالأرض والتمسك بالحقوق ومواجهة الظلم والعدوان مهما علا وتجبر وطغى، فكان هذا الشعب العظيم مدرسة أيقظت شعوب العرب والعالم وأرشدتهم الى سبل الحرية والكرامة والحقوق واننا اليوم مع ربيع الشباب العربي يتقدمهم مجددا شباب فلسطين ليضيفوا إلى ملحمتهم الطويلة فصلا جديدا في المواجهة والمقاومة، بصيامهم المقدس الذي كان أقوى من كل البنادق والبوارج والطائرات والصواريخ وفي صمتهم أحدثوا ضجيجا لم تحدثه كل إنفجارات العالم وزرعوا الخوف في قلوب الطغاة".

أضافت: "لقد أردنا أن نكون معا في ذكرى النكبة لنجتمع حول الصحوة العربية الجديدة، ولنقف إجلالا واحتراما لكل شهداء الحرية والعدالة والتقدم والإزدهار، لكل الطامحين في بناء مجتمعات قائمة على حرية الرأي والإعتقاد واحترام الرأي والرأي الآخر، في إطار دولة قادرة وعادلة تكون أدواتها التنفيذية والتشريعية والقضائية في خدمة الشعب والدولة لتنتهي معها أيام كانت الشعوب والدول في خدمة السلطة. ولقد اجتمعنا هنا قبل شهور قليلة لنحتفل بما حققه الشعب الفلسطيني في الحادي والثلاثين من تشرين الأول من العام 2011 يوم صوتت مئة وسبع دول في العالم على قبول عضوية فلسطين كدولة في اليونسكو، وقد جعلنا شعار ذلك اليوم المقدسات المسيحية والإسلامية في عهدة الدولة الفلسطينية في اليونسكو".

وتابع: "ها نحن اليوم في يوم النكبة، وفي زمن الصحوة، نتمنى ألا تطول الأيام حتى نحتفل والشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف لتحتضن هذه الدولة شعب فلسطين وقلوب المليارات من البشر المؤمنين بالإسلام والمسيحية. وإنني إذ أعبر عن بالغ تقديري لحضور الأخوة الأعزاء عزام الأحمد وأسامة حمدان والسيد الصديق هاني فحص، فإنني أقول لهم: أن تكون فلسطينيا فذلك عبء كبير ليس من أجل العودة والتحرير بل من أجل حماية مقدسات المسيحيين والمسلمين وحسن استضافة حجيجهم في كل ساعة وحين".

وختمت: "لا أستطيع أن أخفي أملي الكبير بأننا ندق أبواب الدولة الفلسطينية، وإنني أرى أن الشعب الفلسطيني الحبيب سينتهي قريبا من الجهاد الأصغر ليدخل الجهاد الأكبر، جهاد النفس لأنك أن تكون فلسطينيا أيضا فأنت أمام أعين الله عز وجل فيما تفعل وفيما تقول لأن الله عز وجل أكرمك بأن تكون شعبا عظيما في أرض مقدسة".

© NNA 2012 All rights reserved

السابق
حركة طبيعية في مخيم عين الحلوة اليوم
التالي
اميـركا تلزم مصرفاً يابانياً بتجميد اموال إيرانية