استطاعت التحقيقات السريعة التي اجرتها القوى الامنية الى معرفة الفاعلين والمسؤولين عن احداث الشغب التي طاولت مباني المدرستين المهنية والمتوسطة الرسميتين في عيتا الشعب، في قضاء بنت جبيل، بعد ان عمد مجهولون ليلاً الى كسر نوافذ المبنى الزجاجية ورمي أكياس من النفايات داخله، اضافة كتابة كلمات نابية ومعيبة على الألواح التي يستخدمها الأساتذة والطلاّب أثناء دراستهم، وكانت الادارة قد اشتبهت بمجموعة طلاّب لديها استناداً الى الخطّ الذي كتبت فيه الكلمات المعيبة والى بعض الأساليب التي كان يعتمدها هؤلاء وقد أقفلت المدرستين أبوابها بعد قيام مدير المدرسة المهنية شربل ابراهيم بالادعاء على مجهولين أمام مخفر درك رميش، وبعد حضور عدد من أفراد القوى الأمنية الى المبنى لأخذ البصمات والتحقيق في الحادث. كما عمدت القوى الأمنية الى التحقيق مع طالبين من المشتبه بهما وأخذت عينات منهما لاجراء فحص ال dna، ثم تبيّن مساء اليوم أن المشتبه بهما بريئين بعد أن توصلت التحقيقات الى الفاعلين، وهم ثلاثة شبّان مراهقين، دون السن القانونية، اعترفوا بفعلتهم.
وبحسب أحد أفراد الطاقم الاداري في المدرسة المهنية فان "اثناء عشر نافذة على الأقل تم تكسيرها بواسطة حجارة تم رميها قصداً من مجهولين، من منطقة مرتفعة على المبنى وفي ساعات متأخرة من الليل، كما بدا جلياً قيام هؤلاء بالصعود على الشريط الحديدي المرفوع فوق جدار المدرسة ووصلوا عبره الى الطبقة الثانية للمبنى المؤلف من أربع طبقات، ثم عمدوا الى كتابة كلمات معيبة على بعض الألواح المدرسية، وكان لافتاً عدم قيام المعتدين بسرقة أي من محتويات المدرستين.
يذكر أن عدد طلاّب المدرسة المهنية الرسمية في عيتا الشعب يقارب 170 طالب، بينما يصل عدد طلاّب المدرسة المتوسطة الرسمية في المبنى عينه الى 400 طالب. وبحسب ماجد جميل، أحد أبناء عيتا الشعب، فان "ما حصل يبدو أنه عمل صبياني لا خلفيات له، سيما أنه لم تذكر اي حالة خلاف بين طلاّب المدرسة وأساتذتها، وقد تعامل أبناء البلدة مع هذا العمل على هذا الأساس، الى أن تأخذ التحقيقات مجراها". يشار الى أن هذا النوع من الاعتداء على المدرسة لم يسبق له مثيل في البلدة والمنطقة، باستثناء حادث اعتداء العام الماضي على مديرة مدرسة في بلدة العديسة، وأعمال سرقة حصلتا في العامين الماضيين أيضاً في مدرستين احداهما في بنت جبيل والثانية في السلطانية.
