الحاجز المائي في صيدا: 600 ألف متر مربع زيادة

هل يشكل انطلاق العمل لإنجاز الحاجز البحري لحماية جبل النفايات في صيدا، بالوتيرة السريعة المعول بها، نقطة البداية للتخلص من جزء مهم من جبل النفايات؟ خاصة إذا كانت تلك المساحة التي ستضم إلى المدينة بعد إنجاز الأعمال في الحاجز تصل إلى نحو 600 ألف متر مربع، أي أن مساحة صيدا سوف تزيد بنحو 9 في المئة عن مساحتها الحالية.
ولكن في المقابل، هل مسموح ردم النفايات في الحوض، الذي سيتشكل في صيدا بعد انتهاء الأشغال؟ ذلك مع وجود خشية من أن يثير ذلك إشكالات مع الجمعيات والهيئات البيئية. إضافة إلى أنه من سيحدد وجهة استخدام تلك المساحة المستحدثة لصيدا، إذا كانت ملكيتها تعود للدولة اللبنانية؟ وهل ستستخدم لصالح مرفأ المدينة.. واذا كان الأمر كذلك فهل من المسموح ردم نفايات عضوية وردميات في أرض ستستخدم كمرفأ. ويلفت مدير المشروع، المهندس بسام كجك، إلى أن الشركة المنفذة بدأت العمل، لمصلحة «مجلس الإنماء والاعمار»، بهبة مشتركة من المملكة العربية السعودية والدولة اللبنانية، وتبلغ قيمة المشروع نحو 30 مليون دولار أميركي. ويشير كجك الى أن طول الحاجز المائي يبلغ 2225 متراً، ويمتد في البحر قبالة جبل النفايات، انطلاقاً من أرض معمل معالجة النفايات من منطقة سينيق جنوبي المدينة، وصولاً إلى ما كان يعرف في صيدا باسم حمام بدر والمسلخ القديم، لافتاً إلى «اننا نستخدم في المشروع ردماً صخرياً كبيراً بارتفاعات ومقاسات تضمن وتحد من ارتفاع الموج، وتحميها كتل خرسانية ضخمة على قوالب من الإسمنت. ويستوعب بمفرده كميات من الصخور من مقاسات محددة وأنواع صلبة نحو 2 مليون متر مكعب، ما عدا الكتل الخرسانية».

ويؤكد كجك أن «العمل بالحاجز المائي قد بوشر فيه فعلياً منذ شهرين، أي في شباط من العام الحالي، حيث تم إنجاز نحو 400 متر بنسبة 60 في المئة. مع العلم ان أمر مباشرة تنفيذ الاشغال صدر في 27 تشرين الأول من العام الماضي، إلا أننا تريثنا لأن العواصف والأمطار والموج العالي أخرتنا»، مشيراً إلى أن ذلك الوقت «يعتبر مهدوراً من حسابنا وسببُه الطبيعة، حيث كان من المستحيل القيام بأي أعمال بحرية. إلا أننا أنجزنا التحضيرات المطلوبة كبناء مجبل باطون، وإعداد فرق الصيانة والورش المطلوبة، واستقدام المعدات الضخمة والعملاقة المطلوبة، إضافة إلى استكشاف طبقات البحر لجهة الأعماق والارتفاعات ونوعية الصخور وقدرتها على التحمل». كما تم إنجاز مجسم تشبيهي للحاجز المائي في فرنسا من نفس مواصفات وارتفاعات الحاجز المائي في صيدا، «وعرًضناه لمدة ثلاثة أشهر لنفس الظروف والأجواء البحرية والملاحية لمعرفة قدرة التحمل أمام الأنواء والأمواج». ويذكر أن المدة المعطاة للشركة لإنجاز الحاجز المائي من تاريخ صدور أمر المباشرة هي سنتان ونصف السنة.
مصادر متابعة، أكدت أنه «عند الانتهاء من إنشاء الحاجز المائي، سيتم تشكيل الحوض الذي من المفترض أن تصل مساحتة إلى نحو 600 الف متر مربع. وهنا تنتهي مهمة الشركة المنفذة، لتبدأ بعدها مرحلة أخرى هي مرحلة ردم تلك المساحة، أي ردم الحوض المستحدث». ولفتت المصار إلى أن «بعض التقديرات تشير إلى أن حجم جبل النفايات يصل إلى ملايين الأمتار المكعبة، وأن المواد الصالحة للردم منه هي عبارة عن ردميات من مخلفات الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982، وأتربة تعادل نصفه تقريباً، مع العلم أن الحوض المائي المستحدث يتسع لاكثر من 2 مليون متر مكعب من الردميات. فهل ستدفن فيه؟».

السابق
الشمال.. والضوء الأخضر لسوريا
التالي
منقبة أثرية تكشف طقوس دفن الفينيقيين في صور