الأنوار: الوضع في طرابلس يتدهور نحو الأسوأ… والعجز الحكومي مستمر

تواصلت لليوم الثالث على التوالي الاشتباكات في طرابلس أمس واستخدمت فيها أنواع جديدة من الأسلحة، في وقت ادعى فيه القضاء على شادي مولوي بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي مما أعاد الاعتصام الى ساحة عبدالحميد كرامي في عاصمة الشمال. وقد سجلت أمس عمليات نزوح باتجاه الضنية في وقت أوقعت فيه الاشتباكات خمسة قتلى وأكثر من خمسين جريحا، وزادت من الضغوط والانقسام في الحكومة التي تعاني اصلا من الشكل والعجز.
وقد استمرت الاشتباكات متقطعة طيلة يوم أمس، ومساء سقطت 4 قذائف صاروخية في محلة الزاهرية قرب مدرسة جبران خليل جبران الأمر الذي أثار هلعا بين المواطنين، فيما سارعت سيارات الاسعاف الى المنطقة وسط حديث عن سقوط جرحى.
وتبين ان القذائف من نوع ب 10، وهي سلاح يستخدم للمرة الأولى منذ اندلاع المعارك في طرابلس، كما سقطت قذيفة خامسة في محلة الغرباء.
وقالت مصادر أمنية ان الجيش بدأ بالانتشار ووصلت وحدات عسكرية الى مشارف جبل محسن بعد أن سلكت طريق زغرتا – مجدليا – القبة. كما انتشرت وحدات عند مداخل باب التبانة، تمهيدا للدخول الى المنطقة الساخنة. وتم استقدام تعزيزات اضافية من المغاوير.

نزوح عائلات
وقد شملت مواجهات امس محاور باب التبانة وجبل محسن مرورا بالملولة والمنكوبين لجهة البداوي، وحي البقار والريفة في القبة، وتصاعدت حدتها وسط عمليات القنص المتبادل وسماع اصوات رشقات نارية غزيرة ودوي قذائف صاروخية، إضافة الى أصوات مكبرات الصوت في مساجد المنطقة تذيع بضرورة اخلاء الاهالي للطوابق العليا، خوفا من اصابتهم بالقذائف التي تتساقط على المنطقة.
وترافق ذلك مع إنتشار واسع للمظاهر المسلحة التي بلغت حد إقامة حاجز أمني لمجموعات مسلحة على متن دراجات نارية.
وتخوفاً من تدهور الوضع نحو الأسوأ، نزح عشرات العائلات من مدينة طرابلس وخصوصا من مناطق الإشتباكات، الى منطقة الضنية.
وشكل الوضع الأمني في عاصمة الشمال محور متابعة المسؤولين. فرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إطلع من وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل على آخر المعلومات المتوفرة والاتصالات والمعالجات الجارية لضبط الوضع واعادته الى طبيعته هناك. بدوره، تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التطورات الأمنية مع الوزراء المعنيين وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقيادات الأجهزة الأمنية، مشددا على الإسراع في تنفيذ المقررات المتخذة لضبط الوضع الأمني في المدينة وإعادة الهدوء الى أحيائها.

واجرى الرئيس سعد الحريري مساء امس سلسلة اتصالات شملت الرئيس سليمان، والرئيس فؤاد السنيورة، ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، وعرض معهم الخطوات المطلوبة لمتابعة معالجة الوضع الميداني المتفجر بين منطقتي بعل محسن وباب التبانة في طرابلس، والعمل لانهاء الاشتباكات الحاصلة هناك.
من جهته، أكد وزير الداخلية، ان قرارات المجلس الأعلى للدفاع ستترجم على الأرض خلال ال 48 ساعة المقبلة، من خلال تعزيز الجهاز الأمني الموجود في طرابلس بإرسال 120 عنصرا من قوى الأمن الداخلي للمساهمة في عملية حفظ الأمن والنظام الى جانب الجيش اللبناني.
واعلن ان ضابط الامن العام الذي دخل الى مركز الوزير الصفدي في طرابلس استدعي لاجراء تحقيق مسلكي معه.

الاعتصام
ومع عودة الاعتصام الى ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس امس على اثر الادعاء على شادي مولوي، توجه الشيخ احمد الاسير من صيدا الى طرابلس والتقى المعتصمين، واطلع على مجريات الاحداث في المدينة، كما شارك في تأدية الصلاة مع المعتصمين.
وقال الشيخ الاسير: الأخوة المنظمون للاعتصام هم أدرى بالمطالب التي إعتصموا من أجلها، لذلك أنا أضم صوتي إلى صوتهم وإننا أبناء قضية واحدة، مؤكدا لم آت للقيام بأي زيارات أو جولات إنما جئت لألتقي أخواني وأشد على أياديهم واقول لهم أننا معكم ولن نتخلى عنكم وأن اوصل رسالة واضحة إلى السياسيين في لبنان: سئمنا الكذب، سئمنا الاستخفاف بحقنا، ولا بد أن تعود إلينا الكرامة وإلا سيرون منا العجب العجاب سلميا بإذن الله.

السابق
اللواء: سليمان: أدعو الجميع لتسهيل مهمة الجيش لحفظ الأمن والإستقرار
التالي
الانباء: تواصل الاشتباكات في طرابلس بعد الادعاء على مولوي وجنبلاط يطالب بإطلاق سراحه.. والأسير: حزب الله يوزع السلاح