مقتدى الصدر يغزو البحرين!

لعلها من مهازل الأقدار أن يتحول العراق لأكبر مسرح ميداني وحي للدمى الإيرانية المتحركة التي باتت تتحكم بموجات العملية السياسية والأمنية القائمة في العراق بشكل مثير للغثيان , فالعراق الذي هو بمثابة الدولة العربية المشرقية الكبرى الواقعة شرق العالم العربي وبإطلالته الخليجية كان من المفترض أن يمثل موقع قوة وأمن وامان للأمن القومي العربي وبما يدعم مسيرة الأمن والإستقرار والتنمية في هذا الجزء الستراتيجي من العالم إلا أن حظ شعبه العاثر شاء له على الدوام أن ينتقل من ورطة ستراتيجية قاتلة لأخرى أشد منها سوادا , وقد أنتجت أوضاع مابعد الإحتلال الأميركي عام 2003 وتهشم الدولة العراقية , وسيادة الولاءات الطائفية والعنصرية والعشائرية شخوصا هزلية مثيرة للغثيان تحولت بفضل الفراغ القيادي الكبير والحالة المهلهلة والمتخلفة للمجتمع العراقي بسبب سياسات الموت البعثية العبثية السابقة لرموز سياسية وكفاحية رغم تفاهتها وفراغها وهوانها على نفسها وعلى الناس , وكان من أبرز الأسماء التي ظهرت مع أحذية الإحتلال الثقيلة وبشكل ميلودرامي صارخ وعن طريق الجريمة أيضا هو مقتدى الصدر ذلك الشاب النزق الجاهل بروحه العدوانية ونفسيته المريضة وهو يأمر أتباعه من مجرمي "فدائيي صدام" الذين تحولوا بجرة قلم ل¯ "جيش المهدي" بتقطيع أوصال المرحوم السيد عبد المجيد الخوئي في الحضرة العلوية , وتلك الجريمة البشعة التي كانت المقدمة لجرائم تطهير طائفية بشعة مارسها ذلك الفاشي الذي تعهدته يد الرعاية الإيرانية وسحبته إلى قم لكي تصقله وتلمعه وتعيد تصديره للعراق والشرق بمواصفات تقنية وإرهابية جديدة وبرتبة دينية رفيعة لايمكن أن يصل إليها أبدا , فالإناء ينضح بما فيه , فتم تهيئة مقتدى الصدر ليكون مشروع فتنة عراقية متنقل وجاهز بآرائه الغريبة المثيرة للسخرية , وتنقلاته الدائمة والمفاجئة , وإنقلاباته السياسية المسرحية وتحولاته و إنقباضاته ومن ثم محاولة دس أنفه وأنف أتباعه في أمور أكبر منهم بكثير وتتعلق بحريات الشعوب وإنتفاضتها كموقفه المخجل من الثورة الشعبية السورية وهو إستمرار للموقف العدواني الإيراني طبعا لن أركز على لعبة الصدر الداخلية في العراق وتنقله بين الأطراف الساسية المتصارعة على السلطة والنفوذ والهيمنة فلذلك مجال آخر ,ولكنني أشير إلى دس أنف الصدر والعصابات التافهة الطائفية المرتبطة به في الملف البحريني وحيث تواجه مملكة البحرين أعتى رياح تآمرية تقودها العصابات والتنظيمات الإيرانية المرتبطة بنظام الولي الفقيه , وتسيرها للأسف بعض المخابرات الدولية التي تؤمن الملاذ الآمن والحرية الإعلامية لرموز التخريب الإيرانية المعروفة في البحرين والعالم للجميع! فإضافة إلى تهريج الأحزاب الطائفية العراقية وجماعة أحمد الجلبي وبقية شلة الأنس الطائفية في العراق والخليج العربي من المسألة البحرينية , فقد دخل مقتدى الصدر على خط الأزمة بإعتباره إحتياطياً إيرانياً مضموماً وأطلق تهديداته المباشرة والسخيفة ضد مملكة البحرين مهددا بالويل والثبور إن حاولت السلطات البحرينية معاقبة مثيري الفتنة الوطنية والطائفية! وهو تهديد رغم سخافته وغبائه إلا أنه يحمل معان واضحة ويؤشر للأسف إلى دور سلبي عراقي لايمكن أن يصدر من العراق العربي الحر لوكان بلدا حرا وشامخا وينتمي فعلا إلى محيطه ! كما أن التهديد الصدري الوقح يتضمن دلالات مؤسفة ذات أبعاد فتنة طائفية تتجاوز بكثير مجرد التهديدات اللفظية لتدخل ضمن مسلسل التوظيف الإيراني للقوى الطائفية لإشعال فتنة طائفية لامحل لها من الإعراب في الخليج العربي وهو الهدف الإيراني الواضح اليوم وأحد الأدوات الإيرانية المباشرة في حماية المصالح الإيرانية ودعم الحلفاء الموشكين على الإنهيار كالنظام السوري , تهديدات الصدر الخرقاء ليس لها من الجدية والواقعية الشيء الكثير , ولكنها مؤشر خطير على إيقاعات فتن ومصائب ومخططات إيرانية خبيثة باتت واضحة المعالم لتمزيق دول المنطقة , ولنشر الفوضى الإقليمية , البحرين بشرعيتها وشعبها أشد مراسا وأصلب عودا من أن يتطاول عليها أو يهدد حواشيها نفر من المرتزقة والمهلوسين والقتلة , ولكن تلك التهديدات تظل عنوانا صارخا ومريعا لحجم ودرجة الإختراق الإيراني لأمن الخليج العربي , وهو إختراق بصفحات ووجوه وواجهات عديدة ليس مقتدى الصدر سوى أحد واجهاتها الكالحة.  

السابق
تقلا شمعون: الدراما اللبنانية كرة ثلج
التالي
نادين صعب: الصوت يبقى