النهار: ايران تعلن عن الكهرباء للبنان قريباً ومصدر حكومي يعدد لـ”النهار” العقبات

"الهوا الشمالي" هب عاصفة صحراوية اشبعت مدينة طرابلس بغبار القذائف والحرائق ودخانها في عطلة نهاية الاسبوع، واذا كان هدوء حذر مشوب برصاص وقذائف متقطعة ساد ليلا شوارع المدينة، رافق التوافق على امساك الجيش (الذي دفع شهيدا) بالوضع الامني، خوفا من تفلت يتجاوز امكان الضبط، فان المعطيات لا توحي بحصر المشكلة اليوم. وقد بدت واضحة الرسائل التي تثبت مخاطر امتداد الازمة السورية، وقابلية لبنان للتأثر بها بما لا يخدمه، وتأكيد استمرار النظام السوري في تحريك اوراق خارج حدوده ولا سيما في لبنان.
وفيما بث تلفزيون "الجديد" ان الموقوف لدى الامن العام شادي مولوي عاد قبل ثلاثة ايام من "الجهاد" في سوريا، نفت عائلته الامر ودافع عنه عدد من نواب المدينة وفاعلياتها باعتباره مناصرا للثورة السورية لا منضويا في صفوفها. وفي معلومات لـ"النهار" ان مولوي كان موقوفا قبل سنتين بتهمة الانتماء الى تنظيم اصولي، لكن التحقيقات لم تؤكد الامر مما ادى الى الافراج عنه، كما صرح المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ومدير المخابرات في الشمال العميد عامر الحسن في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع وفي الاجتماع الطرابلسي الذي انعقد في منزل الرئيس نجيب ميقاتي بعيد الظهر.
وعلمت "النهار" ايضا ان ميقاتي استغرب امام قيادات طرابلسية تصرف الامن العام وقال "ان الامن العام يوقف الاشخاص عادة في المطار وعند الحدود وليس في الداخل". وقد ابلغته قيادات طرابلسية ان النظام السوري وضع لائحة باسماء مناصرين للثورة السورية ومسهلين لعمل مقاتليها من لبنان، وطلب من الامن العام اللبناني القبض عليهم، كما يطالب الحكومة اللبنانية بتسليم معارضين سوريين ومقاتلين فروا الى لبنان.
وتأتي هذه الطلبات في اطار اربعة شروط سورية بدأت تضيق الخناق على الحكومة الميقاتية الممنوعة من الاستقالة والاعتكاف والتعطيل. وفي معلومات لـ"النهار" ان دمشق ابلغت الرئيس ميقاتي هذه الشروط عبر وسيط قريب منه وفيها:
– التراجع عن سياسة النأي بالنفس حيال الملف السوري وضرورة حسم الحكومة اللبنانية خياراتها والتزاماتها.
– دعم النائب ميشال عون في مطالبه.
– تسليم المطلوبين السوريين اللاجئين الى لبنان.
– السير بقانون انتخاب على قاعدة النظام النسبي.
الأمن العام
وفيما أبلغ وزير المال محمد الصفدي المجلس الاعلى للدفاع انه سيقدم دعوى على الامن العام بسبب استدراج شادي المولوي الى مكتبه لاعتقاله، رفض مصدر مسؤول في الامن العام في اتصال مع "النهار" الخوض في سجال في هذا الموضوع قائلا: "روايتنا للحادث لم نعلنها بعد. وننتظر الوقت المناسب للرواية الحقيقية لتوقيف مولوي".
ولفت المصدر الى ان جهاز الامن العام هو ضابطة عدلية تقوم بدورها وتؤدي مهماتها في اشراف القضاء المختص مثل كل الاجهزة المعنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن دولة وغيرها من الضابطات العدلية، وتاليا فان حركة التوقيفات والتحقيقات في لبنان محورها النيابات العامة ونحن نقوم بدورنا في هذا السياق ونوقف يوميا أشخاصا ومطلوبين سواء في المطار او على الحدود البرية والبحرية او في الداخل، وما نقوم به يخضع للقوانين المرعية وفي اشراف مباشر من القضاء المختص، وبالتنسيق معه.
ورفض التعليق على دعوى الصفدي، لكنه أشار الى ان الاهم هو أن نحتكم جميعنا الى القضاء.
المجلس الاعلى للدفاع
الى ذلك أعلن المجلس الاعلى للدفاع عقب اجتماعه الاستثنائي في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان انه أثنى على دور الاجهزة الامنية في ضبط الامن وضبط تهريب الاسلحة، مؤكدا حرصه على صون السلم الاهلي.
كما أعلن توزيعه المهمات على الوزارات والادارات المعنية، مشددا على تأمين الحاجات الملحة للجيش والقوى الامنية لتمكينها من تنفيذ مهماتها.
وأبقى المجلس مقرراته سرية التزاما بنظامه الداخلي.
وأكد وزير الداخلية مروان شربل اثر الاجتماع انه "تم اعتقال عدد من مطلقي النار وقت لا تزال عملية تعقب المتورطين الآخرين في الاشتباكات مستمرة".
كما أكد شربل تعليقا على الدعوات لاطلاق المولوي ان "هذا الامر لن يحصل".
وعلم ان ميقاتي وعد في الاجتماع الشمالي بالتعجيل في مثول المولوي امام القضاء المختص في اليومين المقبلين، كما بالاسراع في محاكمة الموقوفين الاسلاميين.
الأمن ليلا
وفي آخر المعلومات الامنية ليلا افاد مراسل "النهار" ان التوتر ظل يسود أحياء جبل محسن وباب التبانة، والبقلا في القبة، وطلعة العمري، والجامع الناصري وسوق اهمج وسوق الخضار وحارة البرانية، وأن أصوات القذائف ظلت تسمع الى ساعة متقدمة ليلا. وأشار الى سقوط جريحين من الجيش الى عشرات المدنيين عمل الصليب الاحمر اللبناني على نقلهم.
كهرباء ايرانية
وفي موضوع آخر يسبق انعقاد جلسة مجلس الوزراء الاربعاء، أعلن مسؤول في وزارة الطاقة الايرانية ان طهران ستبدأ تصدير الكهرباء الى لبنان وسوريا قريبا. ونقلت وكالة "إرنا" الايرانية الرسمية عن عبد الحميد فراهام بيزودي ان مد لبنان بالكهرباء هو من المسائل التي توافق عليها لبنان وايران في الاشهر الاخيرة وأن ايران جاهزة لتصدير الكهرباء الى لبنان ابتداء من الاسبوع المقبل.
وكان وزير الطاقة الايراني ماجد نمجو اعلن السبت ان الحكومة الايرانية تنوي تحويل البلاد مركز ترانزيت للكهرباء في المنطقة.
وفي لبنان، قال مصدر وزاري لـ"النهار" ان الاعلان الايراني هو "إعلان نيات ليس أكثر، اذ ان الموضوع يحتاج الى ثلاثة أمور أساسية ليست جاهزة حاليا: الاول هو الشق التقني اذ ان تمرير الخطوط في منطقة حلب وضمان استمرارها مشكلتان مستعصيتان في الظروف الراهنة، والثاني هو الجانب المالي في ظل العقوبات المفروضة على ايران. والحل الايراني بفتح حساب مجمد لدى مصرف لبنان يصار الى ايداع الاموال فيه هو نوع من التحايل لا يقبله المجتمع الدولي. والثالث هو الكمية التي لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن.  

السابق
(الأمن العام): إستعجال الأمن الذاتي
التالي
السفير : توقيف “سلفي” يثير غضب الإسلاميين ويُشعل اشتباكات