الأنوار : 3 قتلى و30 جريحا في الاشتباكات المستمرة بطرابلس

حتى قبيل منتصف ليل امس كانت الاشتباكات مستمرة بين باب التبانة وجبل محسن في طرابلس، وتستخدم فيها قذائف الاينرغا وال الار. بي. جي، وقد فشلت كل الاتصالات التي اجريت في وقف التراشق الذي استمر متقطعا طيلة يوم امس واوقع ثلاثة قتلى وحوالى 30 جريحا، كما ان انتشار الجيش في المدينة لم يكتمل بعد تعرضه للرصاص.
وكان قد تم التوصل مساء امس الى اعادة فتح ساحة النور في طرابلس مع ابقاء خيم الاعتصام فيها. وقد اعطى المعتصمون مهلة حتى الثالثة بعد ظهر اليوم لاطلاق الشاب الموقوف شادي مولوي والا يعاد اقفال الساحة.
وكان الوضع في طرابلس قد توتر ظهر السبت الماضي بعد استدراج شادي مولوي الى مركز خدمات تابع للوزير محمد الصفدي حيث تم توقيفه. وعلى الفور جرت اعتصامات واقفلت بعض الطرق في طرابلس، الى ان تعرض المعتصمون للرصاص. وعند الثانية فجر امس اندلعت الاشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة.
وقد اعلنت قيادة الجيش ان الوحدات العسكرية اتخذت تدابير مشددة بما في ذلك تسيير دوريات مؤللة واقامة حواجز مكثفة. كما اعلنت عن استشهاد جندي في محلة الملولة جراء اطلاق النار بين المسلحين اثناء انتقاله من مركز عمله في البقاع الى بلدته في عكار.
وذكر البيان ان وحدات الجيش تستمر في تعزيز اجراءاتها الامنية وتعقب المسلحين لاعادة الوضع الى طبيعته بصورة تامة. وتؤكد هذه القيادة انها ستتعامل بكل حزم وقوة مع العابثين بأمن المدينة واستقرارها الى اي جهة انتموا.
وفي وقت لاحق نعت قيادة الجيش العريف فيصل عبدالله الحسين الذي شيع في بلدته عين الزيت. كما شيع في برقايل الشاب عيسى عبد الرزان عبيد 17 عاما وفي النبي يوشع الشاب محمود الدهيبي.. وقد قتلا في طرابلس.
اجتماع مجلس الدفاع
ومع تصاعد الوضع في طرابلس، انعقد المجلس الاعلى للدفاع في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان واعلن بيان انه بحث في الوضع الأمني في البلاد بشكل عام، وفي مدينة طرابلس بشكل خاص. وأثنى على الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية لضبط الأمن وتوقيف الشبكات الإرهابية وتحرير المخطوفين وضبط تهريب الأسلحة في كل المناطق اللبنانية، مؤكدا حرصه على صون السلم الأهلي في البلاد، وأعطى المجلس لهذه الغاية التوجيهات اللازمة للمؤسسات العسكرية والأمنية، وقام بتوزيع المهام على الوزارات والإدارات والأجهزة المعنية.
كما شدد المجلس على تأمين الحاجات الملحة للجيش والقوى الأمنية، لتمكينها من تنفيذ مهامها. وأبقى على مقرراته سرية وفقا لنص القانون.
ميقاتي في طرابلس
وكان الرئيس نجيب ميقاتي قد توجه الى طرابلس ظهر امس وعقد اجتماعا مع المفتي الشعار وعدد من فعاليات المدينة. وقال بعد انتهاء الاجتماع: عقدنا سلسلة إجتماعات مع مختلف الفاعليات الدينية والسياسية والعسكرية في المدينة، كما قمت بالاتصال بالنائبين محمد كبارة وسمير الجسر، وكنا متفقين على ان أمن طرابلس خط أحمر، وطلبنا من القادة العسكريين والامنيين القيام بواجبهم كاملا.
وردا على سؤال قال ميقاتي: تطرقنا الى الطريقة التي تم فيها توقيف شادي مولوي، وهذه الطريقة مرفوضة ومستنكرة، وسيكون لنا رأي في هذا الموضوع. انا شخصيا ضد الطريقة التي اوقف فيها. اما في موضوع التهم الموجهة اليه، فنحن نريد من القضاء ان يكون الحكم ولا نريد ان نتدخل بعمله.
واستنكر الشعار الطريقة التي تم فيها القبض على المواطن شادي مولوي من قبل عناصر الأمن العام، معتبرا ان هذه الطريقة شكلت إهانة لكرامة المواطنين ولكرامة الوزير محمد الصفدي، وأردف بالقول إن هذه الطرق التي تعتمد من قبل بعض عناصر الأجهزة الأمنية لا يمكن السكوت عنها.
وكان الصفدي الذي غادر الى السعودية امس قد اذاع بيانا استهجن فيه استدراج مولوي الى مركز الخدمات التابع له لتوقيفه، وقد ابلغ المجلس الاعلى للدفاع لاحقا انه سيتقدم بشكوى ضد الامن العام.
نداء الحريري
بدوره قال الرئيس سعد الحريري امس: لن أجامل أحدا، وسأتكلم بصراحة. إن ما يحصل في طرابلس من إقفال للطرقات واعتصامات عشوائية وشهر للسلاح على أهل المدينة أنفسهم أمر مرفوض، تماما كما هو مرفوض الأسلوب الذي تم فيه اعتقال الشاب شادي المولوي. لكن الحل لا يمكن أن يكون بالخروج عن الدولة، أو القبول بمظاهر الخروج عن الدولة، لأن الدولة كانت وما زالت مشروعنا السياسي الوحيد.
واضاف: إنني أناشد الجميع، لا بل أطالب الجميع بضبط النفس وتضييع الفرصة على الذين يريدون لطرابلس أن تصبح مدينة الفوضى. على الجميع التزام القانون، وعلى القوى السياسية أن تتحرك بحزم وسرعة في ملف الاعتقال والاسلوب الذي تم به.
وقال الحريري: إن الجهاز الذي قام بعملية الاعتقال يجب أن يحاسب قانونيا، وقانونيا فقط. وإن أي انجرار إلى لعبة السلاح والخروج عن الدولة والفوضى في الشارع لأي سبب كان هو جريمة ترتكب بحق المدينة.
اتصالات جنبلاط
اما النائب وليد جنبلاط فأجرى اتصالات سياسية شملت رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش، ومدير المخابرات، والمدير العام للامن العام، ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله.
وأكد جنبلاط على ضرورة إطلاق سراح السيد شادي المولوي ومعالجة الأمر وفق الأصول القانونية للحيلولة دون حصول اي تكرار لتجاوزات في التوقيفات من غير اصحاب الصلاحية، مشددا على ضرورة التوصل الى معالجة سياسية للمشكلة تضمن عدم زج الجيش في طرابلس وتحييده عن التجاذبات الداخلية حفاظا على دوره في حماية السلم الاهلي، لا سيما أن تجربة الحلول الأمنية قد أثبتت عقمها في جميع الحالات التي جربت فيها وآخرها كان في سوريا.   

السابق
الديار : إشتباكات طرابلس وأحداثها استدعت اجتماعاً لمجلس الدفاع الأعلى
التالي
اللواء : مجلس الدفاع يدعم دور الأجهزة .. وميقاتي والحريري ينتقدان توقيف المولوي