لبنان يخسر أمام مصر (1ـ4)

خسر لبنان أمام مصر (1ـ4)، في المباراة الودية التي أجريت بعد ظهر أمس، على ملعب رشيد كرامي في طرابلس، وغاب عنها معظم نجوم المنتخبين، وتحديدا اللبناني الذي لعب من دون 8 من لاعبيه المحترفين الذين كانوا في التشكيلات الأساسية التي أهّلت لبنان الى الدور الآسيوي الحاسم المؤهل الى نهائيات «مونديال البرازيل 2014».
وكان يمكن للنتيجة أن تكون (3ـ4)، لو لم يحرم الحكم رضوان غندور لبنان من هدف «تاريخي» لحسين دقيق عندما سدد الكرة من حوالى 70 متراً لتمر من فوق الحارس عصام الحضري وهو خارج منطقة الجزاء وتستقر في شباكه، وكذلك عندما لم يحتسب ركلة جزاء لمحمد حيدر بعد تعرضه للعرقلة في الشوط الثاني، وهو ما أكده خبيرالتحكيم المصري ناصر صادق في «الاستديو التحليلي» بعد المباراة من على شاشة «النيل» الرياضية المصرية.
ورغم ما حصل، تبقى النتيجة غير مؤثرة كون المباراة تجريبية لمعرفة قدرات الاحتياطيين بغياب الاساسيين، وهو أمر ايجابي بالنسبة لمدرب لبنان ثيو بوكير الذي يعاني الكثير حالياً، نتيجة اصابة قائد «المنتخب» رضا عنتر والذي تأكد غيابه عن أول ثلاث مباريات في الدور الحاسم أمام قطر وأوزبكستان وكوريا الجنوبية، وكذلك الهداف محمود العلي.

أما بالنسبة لـ«المنتخب المصري»، فانه لم يتأثر كثيراً بغياب لاعبي «الأهلي والزمالك وإنبي» لارتباطهم بالمباريات الافريقية لأنديتهم، كون الاحتياطيين الذين لعبوا لا يقل مستواهم الفني كثيراً عنهم.
وكان لافتا في المباراة، احتشاد حوالي 8 آلاف متفرج في الملعب، وهو أمر لم يحصل مثله منذ حوالي 15 سنة في طرابلس، وكان خليطاً من اللبنانيين والمصريين الى بعض العرب والأجانب.
علماً أن «الجيش» كان قد منع الجمهور من الدخول، لكن الوزير فيصل كرامي سارع الى الاتصال بقائد الجيش العماد جان قهوجي وطلب منه السماح للجمهور بالدخول، وتجاوب مع طلبه، ففتحت الأبواب، وأعطى الجمهور صورة بهية وحضارية عن التشجيع على مدار 90 دقيقة. في دليل واضح على انفتاح طرابلس وحبها للعبة الشعبية الأولى واشتياقها لهكذا مباريات.
وفي التفاصيل، يمكن القول إن الفارق بدا واضحا بين المنتخب القادم من أرض الكنانة التي تحتضن 85 مليون مواطن، ويحفل تاريخه بالانجازات الكبيرة، وبين «منتخب الوطن الصغير لبنان» الذي يحترف لاعبوه الأساسيون في الخارج، وإذا شئنا الحديث عن الجهوزية واللياقة البدنية والراحة، فان الفارق كان شاسعا بين المصريين المنتظمين منذ فترة في عداد المنتخب، وبين لاعبي المنتخب اللبناني الخارجين من صعوبات وضغوطات مباريات الدوري العام وكأس لبنان، خصوصا أن أكثرية لاعبي المنتخب خاضوا قبل 48 ساعة مباراة كاملة مع شوطين إضافيين على مدار 120 دقيقة بين الأنصار والنجمة في نهائي مسابقة كأس لبنان.

وبالرغم من كل ذلك، فقد تمكن «منتخب لبنان» من مجاراة نظيره المصري وأن يترك بصمة إيجابية على أرض الملعب من خلال الروح القتالية التي تعامل بها في المباراة التي شهدت سيطرة مصرية شبه كاملة فرضها عامل الخبرة والقوة والاحتكاك، وطريقة اللعب لجهة التمريرات الثلاثية والرباعية المنسقة وسرعة الانقضاض على الكرة والتركيز على الضرب في عمق المنطقة اللبنانية والتي نجح من خلالها المنتخب المصري في إيجاد بعض الثغرات للوصول الى المرمى وتسجيل أهدافه الأربعة، بينما كعادته اعتمد «المنتخب اللبناني» على تحريك الأجنحة والرفعات الى داخل المربع، لكن ما بذله اللبنانيون من جهود وقعت في شراك المدافعين المصريين ذوي الهامات الطويلة والبنية القوية، لكن ذلك لم يمنع اللاعبين اللبنانين وفي مقدمتهم حسن المحمد وحسن شعيتو وأحمد زريق وهيثم فاعور من إرباك الدفاع المصري ومن صنع عدد محدود من الفرص حال التسرع أمام المرمى دون ترجمتها بشكل صحيح، فضلا عن الهجمات المرتدة السريعة التي تميز بها «المنتخب اللبناني» والتي كان يمكن أن تثمر عن تقليص الفارق لو وجد في صفوف المنتخب هدافا يعرف طريق المرمى على غرار محمود العلي.
بدأت المباراة «بجس نبض» فتبادل الفريقان الطلعات المرتدة من الدفاع، ليسارع «المنتخب المصري» في التفتيش عن هدف مبكر يريح أعصابه، وكان له ما أراد، فنجح المهاجم أحمد خيري في الدقيقة الخامسة من هز الشباك اللبنانية من أول هجمة جدية، ساهمت برفع معنويات اللاعبين الذين استمروا في سيطرتهم محاولين الاستفادة من الارتباك الحاصل في صفوف منتخب لبنان، وتمكنوا من إضافة هدف ثان في الدقيقة الـ17 بواسطة أحمد مكي من ركلة جزاء مشكوك في صحتها.
أمام هذا الواقع، وجد «المنتخب اللبناني» نفسه مضطرا لمضاعفة جهوده الدفاعية وتحصين خط وسطه والانطلاق منه باتجاه المنطقة المصرية، لأن الاستمرار على هذا الحال سيمنح الفرصة للمنتخب المصري لارتكاب مجزرة أهداف، فتحرك هيثم فاعور ومحمد شمص في الوسط وعملا على تمرير الكرات الأمامية التي أجبرت المصريين الى التراجع، ومنحت في الوقت نفسه لبنان فرصة تقليص الفارق في الدقيقة الـ25 بواسطة أحمد زريق من ركلة جزاء إثر تعرض بلال نجارين للضرب داخل المربع المصري.

بعد ذلك، تكافأت المباراة بعض الشي مع أفضلية للمنتخب المصري من حيث الاستحواذ على الكرة وإيجاده مساحات واسعة للتحرك، لكن ذلك لم يمنع «المنتخب اللبناني» من سعيه لادراك التعادل، لكن خروج الحارس حسن مغنية مصابا عطلت هذه الاندفاعة فحل محمد حمود بدلا منه، وهذا أعطى المنتخب المصري فرصة جديدة لممارسة خبرته وقوته ووصل الى المرمى سريعا وسجل هدف التقدم الثالث.
وتابع المصريون الشوط الثاني من المباراة بالوتيرة نفسها وشكل أحمد خيري مفتاح الخطر الى جانب محمد صلاح، فأطلق قذائف صاروخية عدة نجح في إحداها من تسجيل الهدف الرابع، ليهدأ بعد ذلك إيقاع المباراة مع تبادل الهجمات من قبل المنتخبين، وانحصار الكرة نوعا ما في وسط الملعب، مع محاولات حثيثة للبنانيين من أجل تقليص الفارق، لا سيما بعدما عمد المدرب ثيو بوكير الى إشراك أكبر عدد من اللاعبين للوقوف على مستواهم ودفعهم الى الاحتكاك.
وقد نجح حسين دقيق في أرسال كرة من بعد منتصف الملعب باتجاه المرمى المصري مستفيدا من خروج الحارس عصام الحضري ودخلت المرمى محرزا هدفا ثانيا، لكن الحكم رضوان غندور ألغاه وطلب من دقيق الاعادة. وفي الدقائق الأخيرة ركز المنتخب اللبناني جهوده على الدفاع بعد ظهور التعب على لاعبيه فيما برز من المنتخب المصري اللاعب محمود علاء الذي شكل مع محمد صلاح ثنائيا مرعبا لكنهما لم يفلحها في تخطي حاجز الدفاع اللبناني، لتختتم المباراة بكرة صاروخية أطلقها ربيع عطايا تألق الحارس المصري في صدها.

السابق
نار تحت الرماد
التالي
غلطة النادي الرياضي بيروت!!