حيرة أميركية…!

ما يحيّر أهل الرأي والفكر في الولايات المتحدة ومعهم محللو أجهزة الاستخبارات، هذا التحوّل الذي يحصل مع الشباب العربي والمسلم الذي يولد على الأرض الأميركية، ويعيش الحياة الأميركية المتفلتة، ويتشرب الثقافة والمفاهيم الأميركية، ومع ذلك يعود عدد كبير من هؤلاء الشباب إلى جذورهم التقليدية في ممارسة حياتهم اليومية، الأمر الذي يمهّد الطريق أمام بعضهم للجموح نحو الأصوليات المتطرفة!.
هذا ما حصل مع مجموعة الشباب التي نفذت هجمات 11 أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن، وهو ما تكتشفه الأجهزة الأمنية بين الفترة والأخرى مع العديد من شباب الجامعات في أميركا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى.
محمّد العولقي رئيس تنظيم القاعدة في اليمن الذي قتل في غارة لطيارة أميركية بلا طيّار في أيلول الماضي، هو يمني أميركي وُلد في نيومكسيكو، وأمضى الفترة الأولى من شبابه في «سان دييغو» داعية إسلامياً ومسؤول أحد المساجد حتى هجمات أيلول، حيث اضطرته مطاردات الاستخبارات الأميركية ومضايقاتها إلى الخروج من الولايات المتحدة لينضم إلى القاعدة، ويتولى أمر التنظيم في اليمن.

سمير خان باكستاني الأصل، عاش شبابه ودراسته في كارولينا الشمالية، وعمل مع العولقي في إصدار مجلة «انسباير» الإلكترونية التي تضمنت إيديولوجيات وتعاليم «القاعدة» وتفاصيل مصورة حول كيفية «صنع قنبلة في مطبخ أمك» وتفجيرها بالتحكم عن بعد! وقُتل خان مع العولقي في الغارة الأميركية نفسها.
لا ندري إذا كان أهل الفكر في أميركا قد ادركوا ما فيه الكفاية أن التأييد الأعمى لدولة الاغتصاب إسرائيل، والظلم الذي يُعاني منه المسلمون من السياسة الأميركية، وأنظمتهم الاستبدادية قد لعبت دوراً أساسياً في نشر العنف والإرهاب الذي أدانته الشعوب الإسلامية كلها رغم كل ما تشكو من عسف واضطهاد.

السابق
7 أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام يصارعون الموت
التالي
مشيمش يهاجم حزب الله وعقيدته