قبلان: على الجامعة العربية أن تجتمع في دمشق لحقن الدماء

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "علينا في أوقات المحن والشدائد أن نتوجه إلى الله تعالى ليفرج عنا، مما يحتم أن نعمل جادين وصابرين ومرابطين فنتوكل على الله ونلجأ اليه طالبين منه العون والقوة لنعيش في ظل رحمة الله كراما في رحابه عاملين لمرضاته، ولا سيما أن الانسان معرض للاشكالات والصدمات التي تستدعي أن نتمسك بالعروة الوثقى لنعيش في حالات من الانس مع الله والبعد عن معاصيه".

ورأى "أن ما جرى في سوريا من تفجيرات ارهابية يهتز لها كيان الانسان، مما يستدعي مراجعة الحسابات، فنتوجه إلى الله لنكون معه في الشدة والرخاء. فهذه المجازر التي عبرت أرض سوريا يهتز لها كيان الانسان لما حملته من وحشية وأعمال ارهابية بعيدة عن رضى الله تعالى وتستحضر سخطه، فما جرى من قتل وتمثيل بالجثث عمل مستنكر ندينه ونطالب بوقفة ضمير وعمل فيه للبشرية خير ولأمتنا الإسلامية الراحة والاطمئنان والسلامة. إن الإصلاح الذي يطالبون به لا يكون بالقتل ولا بالتفجير، إنما بالهدوء والتعاطي الحسن والبعد عن الشر والبغي والعدوان. ونقول لعالمنا العربي إن هذا العمل مدان في شريعة الله والقوانين الوضعية وحقوق الانسان، ونطالب الجميع بأن يخافوا الله تعالى الذي يغفر الذنوب، ما عدا الشرك به وقتل النفس التي حرمها الله، لذلك نطالب بالبعد عن كل ضلالة وحرام ومعصية، وعلى الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان اتخاذ موقف صارم وحازم وقوي ضد ما يجري على الارض العربية من قتل وإرهاب، فيستنكروا المنكر ويتعاونوا لتحدي الظلم والمنكر والإرهاب الذي تجسد في العمل الإرهابي والهمجي الذي حصل امس في دمشق من قتل للأبرياء فيعمل الجميع لإصلاح البين ليس من خلال القتل والظلم والاعتداء انما يكون بالإحسان والصلاح ودفع المنكر والبغي والعدوان".

وأضاف: "نحن نعزي أهالي الشهداء الذين سقطوا في دمشق ونسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل. وعلى جامعة الدول العربية ان تتحرك بسرعة لرأب الصدع والتخفيف عن الناس ومنع إراقة الدماء وتنفيذ المجازر في سوريا التي تشكل اعتداء على حقوق الانسان وحرمته، فالتمثيل بالجثث أمر محرم ومنكر وممنوع في شرعنا الإسلامي الحنيف، وعلى الجامعة العربية أن تجتمع في دمشق لحقن الدماء ومنع تهريب السلاح ومنع الفتن في سوريا، فيكون العرب عاملين على إشاعة الاطمئنان والهدوء في سوريا، وعليها أن تستنكر الإجرام المتمادي بقتل الشيوخ والأطفال والنساء في تفجيرات إرهابية لا يقبلها عقل ولا دين، وعلى أهل سوريا ان يقفوا بوجه الإرهاب فيكونوا مع الحق ولا يكونوا مع الباطل، ويكونوا احبة متآخين في ما بينهم".

وأكد "أن شعب البحرين يعيش العزلة حيث لا يتصدى أحد لما يعانيه هذا الشعب من ظلم واضطهاد، وهنا نسأل ماذا يريد حاكم البحرين؟ أيريد أن يقتل شعبه؟ ومن سيبقى له بعد ذلك؟ أيريد أن يحكم أرضا بلا شعب؟ عليه ألا يأخذه الغرور والعجب، فيحافظ على شعبه ويبتعد عن كل شر وضلالة ومنكر".

وطالب المسؤولين في لبنان "بأن يعدلوا ويصححوا وينصفوا ويكونوا في خدمة الشعب، عاملين لمصلحته، فيعينوا الفقير ويساعدوا المريض ويفتحوا مصانع ومشاريع لاستيعاب العاطلين عن العمل، وعليهم أن يتعاونوا ويحصنوا وحدتهم الوطنية، ولا سيما أن لبنان بحاجة ماسة إلى التماسك والتواصل ليكون الجميع يدا واحدة، عاملين لإعادة لبنان إلى رحاب الحق والصدق والفضيلة والبعد عن الفتنة، فلا يفرقوا بين لبناني وآخر، فيعيش الجميع أخوة عاملين لمصلحة البلاد ومنفعة العباد".

وناشد العرب "العودة إلى أخلاقهم وتعاليم دينهم وقيمهم، فيبتعدوا عن كل ضلالة وشر ومنكر، ويكونوا مع الله ليكون الله معهم، وعلى العقلاء في العالم العربي التحرك لحفظ شأنهم ليضعوا حدا للفساد والمنكر، لأننا نريد أن يكون العرب أعزة وكراما متحابين، فيعودوا إلى دينهم ويتمسكوا بسيرة نبيهم ويهتدوا بسيرة الأئمة. فالبقاء لله وحده والحكم يزول، وعليهم أن يبتعدوا عن كل منكر وضلالة".

نشاط
من جهة أخرى، استقبل الشيخ قبلان في مقر المجلس وفدا علمائيا يمثل المرجع الديني الشيخ بشير النجفي، ضم المشايخ علي بشير النجفي، مهدي مرزه، عبد المنعم موصلي، علي بحسون الوكيل العام للمرجع النجفي، نقل اليه تحيات المرجع الديني النجفي وجرى عرض القضايا والشؤون الإسلامية والتباحث في أوضاع المنطقة، "وخصوصا ما يتعرض له الشعب البحريني من اضطهاد".
وحمل قبلان الوفد تحياته ودعاءه إلى المرجع النجفي، متمنيا له دوام الصحة والعافية ومثنيا على "جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين".  

السابق
سرقة منزل واعتداء على عامل سوري
التالي
مراسل الـ”mtv”: قطع الطريق عند مفرق طبرجا بعد ورود معلومات عن احتمال انهيار مبنى السجاد في الصفرا