العائلات السورية النازحة إلى صور: لا إحصـاء.. ولا مسـاعـدات

يحاول أبو هلال إخفاء وجع التشرد من وطنه سوريا إلى لبنان. ستيني، أنهى خدمته العسكرية في الجيش السوري قبل سنوات، وأحيل إلى التقاعد، يعمل منذ سنوات مع أفراد من عائلته الذكور في مجال البناء في منطقة صور، حتى يتمكن إضافة مورد مالي إلى معاشه التقاعدي. ومع اندلاع الأحداث في سوريا قبل سنة، اضطر أبو هلال إلى «سحب» زوجته وباقي أفراد العائلة من إحدى قرى منطقة إدلب إلى لبنان، «للعيش معا بعيدا عن الأحداث التي تعصف بمنطقته، حيث أعمال القتل والدمار»، كما يقول. أبو هلال، واحد من آلاف السوريين الذين يعيشون في المنطقة، واستقدموا عائلاتهم إليها في الأشهر الماضية.

وتتوزع العائلات السورية على امتداد بلدات وقرى منطقة صور في مساكن مستأجرة داخل القرى، أو بيوت في بساتين الحمضيات والموز، وفي ورش بناء غير مكتملة، وكذلك في خيم مسقوفة بألواح الصفيح في مشاريع زراعية، كما هي الحال في أطراف مدينة صور. ولا توجد إحصاءات دقيقة من أجهزة الدولة على اختلافها، حول عدد السوريين المقيمين في المنطقة، نتيجة عدم وجود صفة النزوح لتلك العائلات. وقد وفد إلى المنطقة الآلاف من الأطفال والنساء لينضموا إلى أقارب من العمال السوريين الذين يعملون مياومين في قطاعات الزراعة والبناء. وبالتالي فإن العائلات السورية الموجودة في المنطقة، لا تشملها أي مساعدات إنسانية أو خدمية.
ولكن ما هو الثابت أن أعداد السوريين وخصوصا العمال من مناطق إدلب، وحمص، ودير الزور قد ارتفع بشكل كبير كذلك. إلا أن الغالبية منهم لا تعمل على الدوام جراء تقلص فرص العمل، وعلى وجه التحديد في مشاريع البناء، التي تقوم أصلا على اليد العاملة السورية.

أبو محمود الحمصي، شاب من إحدى قرى ريف حمص يعمل منذ عشر سنوات في مجال البناء. لجأ قبل نحو ستة شهور إلى إحضار زوجته وأطفاله الأربعة من حمص إلى لبنان، «بعدما استحال التواصل معهم لفترة طويلة». يقول: «اننا متألمون لما يحصل في بلدنا، الذي لم تمر عليه محنة كهذه»، راجياً «أن تستقر الأحوال حتى تعود عائلتنا الصغيرة إلى سوريا»، مشيراً إلى أن إحضار زوجته وأولاده، لا يعني أنه حقق الأمان لكل العائلة، «ولا سيما الأب والأم والأخوة، الذين يعيشون ظروفا قاسية في سوريا»، يضاف إليها صعوبة الاتصالات شبه المعدومة معهم. ويلفـت أبو محـمد إلى أن غالبية النازحين إلى المنطقة «لا يجدون فرص العمل في ورش البناء، وحتى بساتين الحمضيات والموز، جراء انعكاس الأحـداث في سوريا على مجمل النشـاط في لبـنان»

السابق
إتلاف دفعة ثانية من الأدوية في صور
التالي
حريق كبير في مكب نفايات صيدا