الحل عندكم

السبت الماضي قامت الاعلامية اللبنانية منى حمزة برفع شعار «الحل عندكم» تعبيراً عن الغلاء الفاحش الذي حصل في الآونة الاخيرة في بلدها والتردي الاقتصادي وبعض الامور التي تهم الانسان البسيط المحتاج ماديا، وكان ذلك عبر «تويتر»، وكان تجاوب الآلاف من المؤيدين جعلها تدعو الى تظاهرة سلمية تنادي الحكومة بالحد من الغلاء والاوضاع المتردية لمحدودي الدخل…
من حضر هذه التظاهرة؟؟ هل اصحاب الشأن؟؟ هل محدودو الدخل؟ هل المظلومون مادياً؟ هل الناشطون سياسياً والمهتمون بالاقتصاد؟ مع العلم ان الاعلامية منى حمزة هي زوجة رجل اعمال ونفط أي ميسورة مادياً، فالذي حضر المظاهرة الممثلون والاعلاميون والمطربون وبعض من الوزراء السابقين!! اين العامة واين الشعب الذي يعاني من الازمة الاقتصادية واين المحتاجون الذين يعانون مادياً؟

ماذا قالت منى حمزة عندما شاهدت الجموع المجتمعة من الطبقة الميسورة من الشعب؟: «عملنا دعوة للمحتاجين… لبوها المرتاحون، فكرنا العالم تعبانة، طلعنا نحنا التعبانين»… كلام ذو معنى ومغزى.

هذا حال كثير من الشعوب التي تتذمر وتشتكي في ما بينها وتتأفف، ولا تحرك ساكنا غير الحديث بالبيوت، واصبحنا نتحدث في أمور ومشاكل البلد وما ستؤول اليه هذه المشاكل وكل هذا يكون عند شرب شاي الضحى.! واصبح العدد القليل من الامة والتي عددها لا يتجاوز الخمسين رجلاً اصبحوا هم من يديرون البلد بمزاجية، وارتفع شأنهم وارتفعت اصواتهم وكرهناها بعد ان ملينا منها، وما زالت بعض الايادي الغبية تصفق لهم، وهم لا يعلمون انها ستلطم وجوههم ذات يوم وان النار تأكل الأخضر واليابس، ولكن عزاءنا هو وجود قلة قليلة ممن لهم اصوات واقلام وعقول نيرة ولهم اسماء تعودت الأذن ان تسمعها ولا تنكرها لتتصدى لهذا الاستهتار والاستهزاء بعقول العامة، وقاموا بمظاهرات ليست في ساحة الارادة او ساحة الشهداء كما فعلت منى حمزة، ولكن بأفكارهم وكتاباتهم ونصائحهم وبذلهم وعطائهم وتنميتهم لوطنهم عن طريق المشاريع وغيرها. وكانوا خير من يمثل الشعب وهناك من الشباب الواعد الذي طالما رفع اسم وعلم الكويت عاليا كالمبدعين والرياضيين والفنانين وغيرهم، وان ما آل اليه البلد من الفوضى هو نتاج عمل الحكومة وبعض من أبناء الاسرة وبعض الوزراء السابقين ومنهم من كان دائما يعتقد أنه الافضل وانه يستطيع ان يحرك كل ساكن في البلد حتى فشل في تحريك احد النواب الموالين له في ذاك الوقت.

ليس دور الحكومة سلبيا فقط بل اكثر من ذلك، فهي من خلقت الطائفية والفئوية والتفرقة وتفضيل فئة على فئة، واكثر العامة اصبحوا محبطين من الاوضاع المتردية، كمن يرى كل صباح امواله في ازدياد وموضوعة في البنك وكل يوم يتم الاختلاس من الأموال وليس له الا ان يرفع امره للقضاء ويتحسر ألماً عليه لضياع امواله. ماذا فعلنا؟ وماذا سوف نعمل غير الأسى والتأفف؟ وماذا سنقول لأولادنا واجيالنا القادمة؟؟ هل سيدعون لنا بالخير او سيدعون علينا وتحل علينا لعنتهم؟ اين اختيارنا الافضل لممثلي الامة؟ صحيح ان الاختلاف في الآراء ووجهات النظر امر مطلوب وصحي، هذا اذا كان فيه مصلحة البلد… العالم يغلي من حولنا والاضطرابات من حولنا، ونحن نقول كما قال جحا «دام النار مو في بيتي ما يهمني»… اصبحنا قوم مكاري اي ليس لي دخل بشي،، يعني ما يخصني… –

رسالتي هي لاعضاء مجلس الامة المحترمين: ابناؤنا من طلبة الجامعة والثانوية العامة الذين يحضرون الى جلسات مجلس الامة وكلهم امل للوصول في يوم ما الى الجلوس بأحد المقاعد اينما كانت الامامية او التي تليها او اعتلاء كرسي الرئاسة، احلام تراودهم وهم يدخلون الى قبة المغفور له الشيخ عبدالله السالم طيب الله ثراه ابو الدستور للاستماع والاستفادة… وهذه احدى الحصص العملية المطلوبة للتخرج!! ماذا سيتعلمون وماذا سيستفيدون؟؟ اتعرفون؟؟ اتعرفون ماذا سيتعلمون وماذا سيستفيدون؟؟ كل انواع السباب والشتائم ورفع العقل والتماسك بالايدي والضرب والقذف وكل انواع الاستهتار بعقول العامة…! هذا ما يحصل عند كل استجواب… وما حصل يوم الثلاثاء الماضي عند استجواب النائب الاول وزير الداخلية كان اعظم، حتى ان احدى الحاضرات سكّرت اذنها بعد ان سمعت انواع السباب والشتائم، ويتصل اصدقاؤنا من الخارج للاستفسار ماذا يحصل عندكم بمجلس الامة!! اين الاخلاقيات واين الزمالة واين احترام الرأي والرأي الآخر؟ هل هذه الديموقراطية التي نادى بها الاجداد واشتغل بها الآباء؟ هل هذه الديموقراطية التي يطمح اليها الابناء؟؟
أين الحل وما الحل؟؟ وهل مصيرنا واحلامنا بأيدٍ امينة؟؟

السابق
تظاهرة نسائية شيعية رفضاً لبناء مسجد من قبل نائب عوني
التالي
حملة لإنقاذ سمك الحاصباني