مهرجانات بيت الدين تنطلق مع كركلا في 28/6

ما بين المسرح وخمرته المُعتّقة، الرقص المُعاصر وزيّه الـ"المُشاكس"، الطرب وتاريخه المتعذّر إجتنابه، موسيقى البوب-روك التي ترتّب أحاسيسها في طبقات زاهية، الجاز الذي يقتلع التقاليد القاسية من مكانها، والأوبرا التي يتغلّب من خلالها الفنان على المُمكن، تنطلق مهرجانات بيت الدين في 28 حزيران المُقبل مُلقية تحيّة مُنعشة لصيف أرادته بهيّ الطلّة، وأشبه بستارة ملوّنة تُظلّ نافذة الإبداع من شمس الأيام.

كان امس لقاء مع لجنة مهرجانات بيت الدين في القاعة الزجاجية في وزارة السياحة، في رعاية وزير السياحة فادي عبود وحضوره، أعلنت خلاله رئيسة اللجنة نورا جنبلاط، عن برنامج صيف 2012. وفي كلمتها، قالت ان المهرجان يستهل حفلاته في 28، 29، و30 حزيران المُقبل، بـ"كان يا ما كان"، وهو عمل ألّفه مسرح كركلا بطلب من لجنة مهرجانات بيت الدين، ومن خلاله تدوَّن عودة فرقة كركلا العريقة المُرتقبة إلى بيت الدين بعد عمل "حلم ليلة شرق" في عام 1990. وعن "كان يا ما كان" قال مخرج العمل، إيفان كركلا، "نستوحي (إبداعنا) من قصر بيت الدين التاريخي، ونعتبر العمل تحوّلاً ملحوظاً من المسرح الراقص، وهو مؤلف من 3 أجزاء، وتتخلّله إطلالات خاصة لكبار، نذكر منهم هدى حداد، جوزف عازار، رفعت طرب، وسيمون عبيد"، مُضيفاً، ان"العمل في قصر بيت الدين تحد عظيم، وتغمرنا موجة كبيرة من الفرح لُمشاركتنا في المهرجان…وفي حين ان المستقبل ينادينا باستمرار، بيد ان الماضي هو حضارتنا وثقافتنا وتراثنا". وعلّقت اليسار كركلا التي صمّمت الكوريغرافيا، قائلة ان العنصر البارز في العمل، هو العزف المُباشر للأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية، بإدارة المايسترو هاروت فازليان، "نحن نعد في، شكل يومي، هذا العمل، ويغلّفنا الخوف ويقودنا الجمال، هي مسؤولية كبيرة، تتضاعف في حضور الأوركسترا، ويحضّنا التحدي على العمل يومياً بفرح كبير… هذا المكان بجماله وضخامته، يجعلنا نخلق بشكل أكبر". وفي 7 تموز، نشاهد عرض"Push"، الراقص الضخم، من بطولة "الباليرينا" المتفوّقة سيلفي غيّام، يُشاركها الراقص والكوريغرافي العالمي، راسل ماليفانت. وفي 12 تموز، هو الطرب والقدود الحلبية مع "صوت حلب الجديد"، حمام خيري، الذي تتلمذ على أيدي صباح فخري وصبري مدلّل، ويُعيد فيها إحياء الموشحّات التقليديّة، القدود الحلبية، وعنصر القصيدة. تليها في 14 تموز حفلة موسيقية صاخبة يُحييها فريق "the cranberries" الإيرلندي الشهير الذي باع أكثر من 40 مليون أسطوانة في العالم.

إلى الجاز، في 17 تموز، مع فريق The Dizzy Gillespie All-Star Big Band”" الذي تألّف في عام 1998 مُقدّماً حول العالم مقطوعات الخالد ديزي غيليسبي. ينضم إلى الفريق العالمي، أصدقاء الراحل ورفاقه في العزف، أمثال سايروس شيسنات، فرانك ويس، جيمي هيث، باكيتو دي ريفيرا، فريدي هندريكس ستيف دافيس، أنطونيو هارت، كلاوديو روديتي، دوغلاس بورفيانس، وجون لي، مع إطلالة خاصّة لمغنية الجاز اللبنانية رندة غصوب.

وصولاً إلى الأوبرا في 26 تموز، في عمل ضخم، “Opera La Boheme” لبوتشيني، تقدّمها فرقة Les Choregies d’Orange. و تقدّم اللجنة، بتزامن مع الحفلات، معرضي صور، من 28 حزيران وحتى 28 تموز، "يوميات حرية" لسمير صايغ مستوحى من الربيع العربي، وGoskin Sipahioglu، لمؤسس وكالة سيبا الدولية. وكانت كلمة لوزير السياحة، فادي عبّود، سلط فيها الضوء على نقطة بالغة الأهمية، وتحديداً عن سياسة الترويج في لبنان وابعادها، فلسوء الحظ لم ندرك بعد أهمية الترويج العالمي وإنعكاسه المباشر على الإستقطاب السياحي، ففي الوقت الذي ندعم المهرجانات مالياً بمليارات الليرات، نعود وننتزع هذه المبالغ عبر ضرائب مباشرة وغير مباشرة". أضاف، "وكأننا ندور في حلقة مفرغة من دون نتائج، بدل تخصيص هذه المبالغ للقيام بالترويج المناسب، خصوصا الترويج للمهرجانات والتي بالرغم من الجهود المبذولة، الا ان ضعف الترويج يجعل إستقطاب السياحة الاجنبية إليها ضعيفاً"، مُشيراً الى ان وزارة السياحة، "لا تزال تصارع للحصول على موازنة لائقة للترويج تخوّلنا القيام بحملات ترويج ضخمة للتغطية على ما يحصل إقليمياً، وخصوصا وان الترويج المناسب هو المدخل الحقيقي للمهرجانات تحديداً والتي تعتبر مصدر إستقطاب حقيقي، حيث ان أهمية هذه المهرجانات هو أن تقوم بإستقطاب السياح الأجانب، لا أن تكون محصورة بأهل جحا وبيتو".

السابق
بلدية التزكية في ياطر تنتظر رئيساً لحركة أمل
التالي
لغتين تعزز قدرات الدماغ