الانباء: عون لجنبلاط: التزم الصمت أفضل لك وإياك أن تفلت لسانك

جلسة مجلس الوزراء اللبناني المقررة اليوم الاربعاء مهددة بالتأجيل، فالاتصالات المحمومة بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيسي المجلس والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي من اجل التوصل الى مخرج يقونن الانفاق الحكومي، الحاضر والسابق لم تثمر.

ويبدو ان الخطب الساخنة، التي تبادلها قادة المعارضة والموالاة من الرئيس سعد الحريري الى العماد ميشال عون الى النائب وليد جنبلاط ، على خلفية الانتخابات النيابية التي شرعت ابوابها باكرا، شحنت الاجواء السياسية، وزادت من حدة التباعد بين اركان الحكم خصوصا.

وكان الرئيس ميقاتي الذي استقبل صباحا السفيرة الاميركية في بيروت مورا كونيللي تحرك على خط بعبدا ـ عين التينة، وطرح مشاريع مخارج من المأزق المالي، بينما جهز فريق امل ـ حزب الله والتيار الوطني الحر نفسه لجلسة مجلس الوزراء اليوم.

بيد ان الرئيس سليمان بقي على تمسكه برفض توقيع مشروع القانون المرسل من الحكومة الى مجلس النواب بشأن مبلغ الـ 8900 مليار دولار، بسبب تحفظات قانونية على المرسوم، ودعا مجلس النواب والحكومة الى تصحيح الوضع، الامر الذي يرفضه ثلاثي الثامن من آذار بداعي ان هذا الموضوع اقرته لجنة الموازنة ولا ضرورة لاعادته الى مجلس الوزراء.

واشار وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي الى جو الاحتقان داخل مجلس الوزراء، نتيجة تفاقم الخلاف على مشروع الانفاق الاضافي، مشككا بامكان انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم، الا في حال التوصل الى تسوية لهذه الخلافات، رافضا محاولات تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية ازمة الانفاق الحكومي، وقال: نواب اتوه ولفتوه الى اغلاط في المرسوم.

وكان رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة عرض على الاكثرية الحاكمة مساعدتها في ايجاد المخرج القانوني للمأزق المالي، عبر اقرار قانون بزيادة سقوف الانفاق من اجل تيسير امور الناس، شرط التزام الحكومة باعداد مشروع قانون موازنة 2012.

ويبدو ان لقاء بري ـ ميقاتي في عين التينة، لم يكن مريحا، وان الرئيس بري عاتب الرئيس ميقاتي على موقفه من ايران بشأن الجزر الاماراتية الثلاث، قائلا له: الم تقل بسياسة النأي بالنفس؟ وهل ينسجم موقفك هذا مع المواقف التي ادانت كلام الرئيس الايراني بعد زيارته جزيرة ابوموسى، وما اعلنته لجهة هوية الجزر؟

وزير المال محمد الصفدي اعتبر في حديث لصوت لبنان ان المخرج المالي يكون بالعودة الى اقتراحه السابق القاضي بقوننة الانفاق في الحكومات السابقة واقرار اعتماد الــ 8900 مليار ليرة للحكومة الحالية.

ويقف وزير الداخلية مروان شربل في صف وجهة نظر الرئيس ميشال سليمان من خلال دعوة مجلس النواب لحل مسألة الانفاق، وقال ان هذه المسألة اخذت منحى سياسيا، وان الرئيس سليمان مع الدستور، مبديا معارضته، لان يكون للرئيس كتلة نيابية وازنة، لان ذلك يشكل خطرا على الامن، حيث سيصبح مع فريق ضد آخر، وهذا ما لا يريده، مضيفا بان لبنان يعيش في حالة انفصام سياسي كلي.

من جانبه، توجه الجنرال ميشال عون الى رئيس جبهة «النضال الوطني» بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح بالقول: «كتبنا لوليد بيك مقالا من قبل يقول «اذا ابتليت بالمعاصي فاستتر»، لكنه لم يستتر، هو من رسم صورته بريشته، هو من قال الكلام الذي قلته عنه، أنا لا أقول كلاما فوق الحقيقة لذلك لم يجد شتاما ليشتمني فالشتام يعرف لماذا يريد تحمل مسؤولية هذا الكلام مادام انه غير صحيح».

وطلب عون «بعض التواضع من وليد جنبلاط»، مشيرا الى ان «هناك حدودا للعلاقة انت تشذ عنها»، وسأل «أنت ووزراؤك الذين يعطون دروسا بالأخلاق لماذا تهاجمونني لأجل النسبية؟»، لافتا الى ان «أول شخص دعاني لتأييد النسبية هو رئيس الجمهورية وكل الناس مع النسبية، ولماذا يهاجمني أنا؟».

وقال: «أنا لا مانع لدي اذا اختارني للمهاجمة ويجب ان نفتح ملف صندوق المهجرين لنرى من قبض، يا وليد بيك الأفضل ان تلزم الصمت، عندما تقول اني سرقت وكذبت، لي الحق ان أقول ما أريد ولي الحق بالمطالبة بمحاكمتهم»، «اوعى بعد تفلت لسانك».

اما النائب نبيل نقولا عضو كتلة التغيير والاصلاح، فقال في حديث متلفز امس، ان تيار العماد ميشال عون يعمل على اساس ان الانتخابات جارية في موعدها الربيع المقبل، لكنه لم يخف شكوكه من احتمال عدم اجرائها نتيجة اصرار قوى 14 آذار على رفض اجرائها في ظل سلاح حزب الله، الذي قال نقولا انه كان موجودا في انتخابات سابقة.

بدوره، وصف النائب أنطوان سعد خطاب النائب ميشال عون بالفتنوي والعنصري والتحريضي، واضعا ما قاله في ذكرى عودته من نقاهته الباريسية في إطار الحقد التاريخي على رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط وعلى الرئيس سعد الحريري ووالده الذي سمح بدمائه سمح لعون وأمثاله بالعودة الى لبنان، وعلى كل من له علاقة بثورة الاستقلال.

ولفت في تصريح له الى انه يناطح طواحين الهواء ليصل الى كرسي بعبدا، التي تبتعد عنه بعد الثرى عن الثريا، مشيرا الى انه كلما اقترب منها ابتعدت عنه كيما تصاب بفوبيا الأوهام التي تلاحقه.

من جانبها، شنت الجماعة الإسلامية هجوما عنيفا على النائب ميشال عون من دون ان تسميه، وأعلن رئيس مكتبها السياسي عزام الأيوبي «اننا لن نلتفت الى الأقزام الذين يحاولون ان ينالوا من شموخ وعظمة هذه الأمة، وآخرهم الذي كان يتطاول على هذه الأمة وعلى حركة الإخوان المسلمين، الذي يدعي انه زعيم الإصلاح والتغيير وهو ممتلئ بقذارة العمالة».

الأيوبي وخلال مهرجان أقامته الجماعة في صيدا تضامنا مع الشعب السوري، قال: هذا الرجل ينبغي له ان يستحي من نفسه لأنه وكل عصابته عبارة عن لصوص هذه الدولة، وهم قطّاع طرق وشبيحة بكل ما للكلمة من معنى.

السابق
مهزلة البعث السوري
التالي
حكومة الحرب على ايران تشكلت في اسرائيل ؟!