سورية تنتخب مجلس شعبها..وواشنطن وباريس تصفها بالسخيفة

في وقت تتجه سورية محاولاتها لترسيخ الاستقرار واستكمال تطبيق الإصلاحات لإطلاق مرحلة نوعية من الديمقراطية والتعددية، شهد الوضع الدولي أمس محطتين كبيرتين سيكون لهما تأثيرات كبيرة على السياسات الدولية، الأولى تتمثل بتسلم الرئيس الروسي الجديد فلاديمير بوتين لمهامه الرئاسية من خلفه ديمتري ميدفيديف، والثانية تتمثل بخروج الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي من قصر الإليزيه بعد الفوز الكبير الذي حققه المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند واستطاع أن يقصي ساركوزي وكل إدارته التي كانت تتحرك تحت إيقاع السياسة الأميركية.

وقد جرت الانتخابات في سورية أمس لانتخاب أعضاء مجلس الشعب وسط أجواء من الهدوء ومن دون أي عوائق أو تأثيرات، بل على العكس، فللمرة الأولى تحصل الانتخابات على أساس التعددية ومن دون لوائح تشرف عليها الجبهة الوطنية وحزب البعث العربي الاشتراكي، ما يؤكد أن القيادة السورية مصممة على دفع سورية نحو الديمقراطية والحداثة والتعددية لتكون في أعلى مستوى من الممارسة الديمقراطية بما يتجاوز حتى الدول المتقدمة وذات الأنظمة الديمقراطية.

وفي ظل مقاطعة المعارضة وانتقادات دولية، ادلى 14 مليون ناخب سوري بأصواتهم امس لاختيار اعضاء مجلس شعب جديد في انتخابات "تعددية" اولى منذ خمسة عقود تنظمها السلطات.
وقال وزير الداخلية السوري محمد ابرهيم الشعار إن انتخابات أعضاء مجلس الشعب "تسير بشكل طبيعي" وأن مراكز الاقتراع تشهد "اقبالا ملحوظا من الناخبين".
في المقابل، دعا "المجلس الوطني" في بيان السوريين "للاضراب او التظاهر في ساعات الانتخاب للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية". واعتبر ان اجراء هذه الانتخابات "يستهين بدماء الاف الشهداء السوريين"ويدل على"استهتار النظام بالمبادرة الدولية العربية".
وقد سخرت دول غربية من الانتخابات التشريعية السورية التي جرت أمس وسط أجواء من العنف والقتل المستمر:

– وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الانتخابات بأنها "بمثابة مهزلة شنيعة". وقال ان "الاولوية اليوم مع انتشار سريع لكل مراقبي الامم المتحدة في سوريا وتنفيذ خطة (كوفي) انان برمتها من دون عراقيل".

– قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر "من غير الممكن تنظيم انتخابات في الوقت الذي يحرم فيه المواطنون من حقوق الانسان الاساسية، وتواصل الحكومة الاعتداء يوميا على شعبها". وأضاف ان "إجراء انتخابات تشريعية في مناخ مماثل هو أقرب الى السخافة".

السابق
لوبن اللبنانيّ
التالي
هكذا يساعد كارلوس غصن على قتل لبنانيين.. ؟