الشيخ نعيم. فهمت عليك

إنكار الشيخ نعيم قاسم المساعدة العربية المتنوعة لإنهاض لبنان من الدمار والإنهيار الذي حققه إنتصار "حزب الله" على إسرائيل ( العدو طبعاً) عام 2006 ليس سلبياً بالكامل. ففيه وجه إيجابي لم يفطن إليه "الحاقدون" على الحزب والمصطادون في مياه التناقض في صفوفه.
فالشيخ نعيم يعرف أن ما قدمته إيران، عَبَرَ إلى جيوب حزبه بالحقائب الديبلوماسية، ولم يمر على "عداد" الدولة. وهو لم ينشئ جامعة ولا مدرسة، وإختار عناوين إستعراضية لإبراز دوره، كجسر ذي أهمية حيوية، كما عند مدخل الضاحية، أو كحديقة عامة عند تقاطع قرى رئيسية في الجنوب.

ويعرف الشيخ ضخامة المساعدات العربية في أعقاب حرب تموز التي إنتصر فيها، بإطلاقه صواريخ على حيفا، قتلت عرباً من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ولم تجرح إسرائيليا. ربما كان ذلك وقع لو وصلت الصواريخ إلى "ما بعد بعد حيفا"، وفق الوعد الذي لم يصدق.
للتذكير، قتل في حرب الـ33 يوماً 120 إسرائيلياً، مدنياً وعسكرياً، بينما سقط من مقاتلي الحزب، حسب إعترافه، 1220. وللتذكير، فإن هذا النصر كلّف العرب ما يناهز مليارا ونصف مليار دولار، قُدُمت خلال الحرب، عبر السلطة اللبنانية، فيما قدمت ايران مساعدتها عبر سلطة الأمر الواقع، فلم يعرف حجمها، ولا أوجه صرفها، إلا ما تكرم بإعلانه المرشد المحلي وأصفياؤه.

قبل الحرب، وبعدها، قدمت السعودية ما مجموعه 3 مليارات و700 مليون دولار، كذلك فعلت الكويت والامارات والبحرين، وقطر التي ربط الحزب كلمة شكرا باسمها، وسجل رقما قياسيا، في "غينيس" الشهير، بعدد اللافتات التي زرع لبنان بها.
يعرف الشيخ أن ما قدمته جمهورية ولي الفقيه لا يعادل ما قدمته الدول العربية، حسب ما يرى الناس من نتائج إزالة آثار العدوان، وما يسمعون. وهو يعرف أيضا أن استمرار العقوبات الدولية على طهران سيجعلها في حاجة إلى من يدرأ عنها أزمة تضخم يفاقمها مجتمع يعيش نصفه على الدعم الحكومي للمواد الغذائية. وهو إذ يعيد فضل إعادة البناء إلى طهران، متجاهلا العون العربي، فإنه يعكس اطمئنانا ضمنيا، إلى أن لا اعتداء يرتقب من اسرائيل، ولا حاجة في الأفق إلى إعادة بناء ومد يد الحاجة، لا إلى ايران المحرجة، ولا إلى العرب المنزعجين من النكران.
الإساءة ليست خالصة، بل فيها إيجابية مضمرة، هي تطمين إلى أن لا حرب اسرائيلية مقبلة على لبنان.
للتأكد، هل سمعنا، من الحزب وآله، إدانة للجدار الفاصل، جنوبا، بيننا وبين فلسطين المحتلة؟ أهو إقرار بـ"حق" اسرائيل في استخدام "أراضيها" كما تشاء؟

السابق
النهار: ميقاتي يتوسط بين فريقي الحكومة لمخرج مالي.. الحريري وجنبلاط يطلان على المبارزة الانتخابية
التالي
سوريا في فرنسا !!