تظاهرة بكفّي لم تستقطب إلا إعلاميين وبعض الوجوه الفنية أبرزها راغب علامة

«عملنا دعوة للمحتاجين لبوّها المرتاحين، فكّرنا العالم تعبانة طلعنا نحنا التعبانين».
عبارة معبّرة «غرّدت» بها الإعلامية منى ابو حمزة على صفحتها على موقع «تويتر» وعكست «خيبة أمل» من التفاعل «الخجول» مع التحرك الذي دعت إليه (عصر السبت) في ساحة الشهداء في وسط بيروت.
فنجمة «حديث البلد» (عبر شاشة تلفزيون «ام تي في»)، لم تكن تتوقّع استجابة لدعوتها تقلّ بكثير عن «التهافت» على المشاركة «الالكترونية» على صفحتها على موقع «فيسبوك» والتي جاءت «بالآلاف»، في حين اقتصر الحضور على «أرض الواقع» على مجموعة كبيرة من الإعلاميين من مختلف القنوات اللبنانية وبعض الكتاب والصحافيين والممثلين والفنانين أبرزهم الـ «سوبر ستار» راغب علامة، الذين حضوا الشعب اللبناني على الإنتفاض ضد واقعه المرير الذي يعيشه والذي كان الحافز لأبوحمزة لتطلق صرخة «بكفّي» التي جعلتها عنواناً لتحرك «لأنّو الغلا حديث البلد وهمّ البلد خلّينا لمرّة وحدة نجتمع لنطالب بحقوقنا مش لنهتف إلهن».

إلا أن الإعلامية التي قادت التظاهرة التي استقطبت اهتماماً كبيراً من وسائل العلام المحلية والعربية، بدا انها «استوعبت الصدمة» واستخلصت من مشهد ساحة الشهداء الذي حمل اعتراضاً على واقع الغلاء المستشري على مستوى الرغيف والطبابة (بعد توقف المستشفيات عن استقبال مرضى الضمان الإجتماعي) ايجابيات ظهّرتها على صفحتها «الفايسبوكية» حيث كتبت أمس: «شكراً للإعلاميين الذين اتوا من مختلف المحطات التلفزيونية، وجمعوا ما فرّقته السياسة. شكراً للإذاعيين، لأهل الصحافة المكتوبة والإلكترونية والمرئية الذين تواجدوا شخصيّاً أو غطّوأ الحدث. شكراً لـ (وزير الداخلية السابق) زياد بارود وراغب علامة وعايدة صبرا ونبيل عسّاف، ولكلّ الفنانين الذين اتّصلوا معربين عن رغبتهم بالمشاركة لو علموا بالتحرّك، مسبقاً.
لا يحتاج أيّ من هؤلاء منبر أو شهرة، شاركوا ليعبّروا عن قضيّة محقّة. شكر لكلّ الذين تواجدوا ولكلّ من لديه الوعي الإجتماعي لينتفض على الظلم. لأن الاستمرار في نهج التجويع سينعكس على الجميع ميسورين محتاجين. ولتكن هذه أوّل خطوة لكلّ من يخاف على الوطن. ولتُسائل الصحافة، وهي السلطة الرابعة، كلّ السلطات الباقية، من اليوم وصاعداً».

وكانت أبوحمزة تحدثت للإعلام في الاعتصام وقالت رداً على السؤال عن الدافع إلى التظاهرة ما دمتِ إعلامية معروفة جداً وميسورة مادياً (زوجة رجل النفط المعروف بهيج أبو حمزة): «لا يمكننا النأي بأنفسنا عن الواقع، وفي نهاية المطاف لا نعيش بمفردنا على جزيرة. فوالدي موظف وشقيقتي كذلك وشقيقي، وكلنا على متن الباخرة نفسها. لذلك لو غرقت ستقضي على الجميع. ويفترض على من هو ميسور مادياً ان يشعر بالخوف من الفقر المدقع الذي يرزح تحت وطأته الفقير لأن الحرمان يولد الكثير من المشكلات».
واعتبرت «أن الوضع لا يمكن أن يبقى على الحال نفسه، إذ أن الدولة لا تقوم بأقل واجباتها، هيدا تجمع السلطة الرابعة، أي صحافة الذين هم على تماس مباشرة مع الناس»، مشيرة الى «ان هذا التحرك حصل لأن الوضع لم يعد بالإمكان تحمله ولأنه طلب مني القيام بذلك على الفيسبوك»، لافتة الى أن هذا التحرك «هو لتحفيز السلطة الرابعة كي تعود وتأخذ دورها بالرقابة لأن السلطات الباقية غائبة وليست موجودة في لبنان».

من جهته، رفض راغب علامة تسمية لبنان بـ «دولة من العالم الثالث». وقال: «نحن شعب نستحق أن نكون عالم أول، علينا كشعب أن نزيل السياسة والطائفية من سياسات الدولة والإعلام، بخاصة عندما يكون هناك حكومات لا هم لها سوى زيادة الضريبة على الفقير، أنا ارفض كل ما يحصل في لبنان، ارفض السياسات الضرائبية، ارفض الغلاء بالأسعار أرفض السرقة، ارفض الفساد كما ارفض الصفقات على حساب المواطن»، موضحاً أن «كل ما يجري على صعيد المعيشي سببه سكوت المواطن عن حقه. لازم المواطن يحكي وإن لم يحكي ستظل أي تظاهرة طائفية تلم مئات الألوف، نحن هنا لندافع عن الذين ليس بمقدورهم أن يبتاعوا ربطة الخبز أو تعليم أولادهم او الدخول إلى المستشفيات، وانا أعرف أن هناك من ليس لديه مال لأجرة الطريق كي يشارك في الإعتصام، هذه وقفة تضامنية معهم ووقفة توعية مع الشعب اللبناني كي يطالب زعيمه بحقوقه وليس أن يذهب إلى زعيمه كي يتظاهر ضد الزعيم الآخر، فزعيمه هو المسؤول عن فقره وجوعه ومرضه».

السابق
لإزالة الماكياج بسهولة
التالي
حبيش: كل حوار لا يتعلق بسلاح حزب الله مضيعة للوقت