الشرق الأوسط: الحريري: سياسة النأي بالنفس لا تحتمل تحويل دبلوماسية لبنان لحماية النظام السوري

شدد رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، على "رفض الفتنة بكل أشكالها وخصوصا بين السنة والشيعة". وقال الحريري في كلمة ألقاها في الاحتفال الذي أقامه "تيار المستقبل" في ذكرى "عيد الشهداء" بساحة الشهداء، وسط بيروت، أمس: "ربما ليست مصادفة أن يكون اليوم أيضا ذكرى الليلة السوداء الذي تقرر فيها اعتداء السلاح على بيروت، وليست صدفة أن يشكل السابع من أيار وقد شهد فيها لبنان مجزرة أخلاقية بحق أهل بيروت، وربما ليس من المصادفة أن يتزامن هذا اليوم مع اليوم الذي تم الاعتداء فيه على أهلنا في بيروت (في إشارة إلى 7 مايو 2008 عندما استعملت قوى 8 آذار بقيادة حزب الله سلاحها في الداخل اللبناني)".

وتابع الحريري أن "7 أيار لم يكن يوما مجيدا (في إشارة إلى اعتبار الأمين العام لحزب الله" السيد حسن نصر الله يوم السابع من أيار يوما مجيدا) بل هو يوم مشين وتسبب في تسميم الحياة المشتركة بين الأهل والإخوة، واتخذ من السلاح وسيلة لفرض التوجهات السياسية، ونحن نقول لهم اليوم إننا نرفض الاستقواء بالسلاح كما نرفض اللعب بالعيش المشترك". وأضاف: "منذ أيار (مايو) 2008، يقدم الشرفاء في بيروت لرفضهم العنف وتمسكهم بالديمقراطية وسيلة للتعبير عن رأيهم، سنقولها في صناديق الاقتراع بعد عام من اليوم، خيارنا رفض العنف والسلاح الدولة الواحدة الجامعة والعيش بين جميع الطوائف، هذه مناسبة لنقول إن خيارنا كان سلوك طريق العدالة وإن خيارنا لا يزال سلوك طريق الديمقراطية وسلوك صناديق الاقتراع لا صناديق الموت".

وجدد الحريري التأكيد على رفض الفتنة بكل أشكالها وخصوصا بين السنة والشيعة، وقال: "إن انتصارنا اليوم لشهدائنا هو رفض الفتنة بين السنة والشيعة، وإذ ندعو لحوار صادق ونعبر عن قناعتنا أن السلاح خارج الدولة وإن نجحنا في منعه يبقى سلاحا لإضعاف الدولة وتزوير خيار الناخبين بما يؤدي إلى نتيجة انهيار القيم والأمن، ويعاني منه أهلنا في الضاحية والجنوب بقدر ما يعاني أهلنا في الجبل وكل لبنان".

وإذا أشار إلى أنه "عندما قرر اللبنانيون أن يطردوا النظام السوري من لبنان لم يفعلوا ذلك ليأتي فيما بعد من يتولى عن هذا النظام ترهيب اللبنانيين بسلطة السلاح والمسلحين، ولن نقدم للمتلاعبين بالعيش المشترك فرصة الانقضاض على النظام الديمقراطي، وسنواجه مؤامرة إلحاق لبنان بالنظام السوري، وغدا (اليوم) ستكون مسرحية النظام السوري تحت شعار الانتخابات التشريعية في سوريا".

ورأى الحريري أن "دماء الأبرياء لا تحتمل الكذب والاحتيال، والانتماء للعروبة والإيمان بالإنسان لا يحتمل الكذب والاحتيال. هذه الأمور لا تحتمل النأي بالنفس وتحويل دبلوماسية لبنان لحماية النظام السوري والتفرج على اعتقال المعارضين وتسليمهم إلى الجزار في دمشق، والنأي عن المساعدات في البقاع (في إشارة إلى المساعدات المقدمة للنازحين السوريين) وإيصالها بالقطّارة إلى الشمال". وخاطب اللبنانيين قائلا: "أنا متأكد أنكم ستقولون في كل يوم وصولا إلى يوم الانتخابات بكل ديمقراطية بأصواتكم في صناديق الاقتراع: (الشعب يريد إسقاط النظام)".

السابق
الشيخ محمد قانصو “Whatsapp..”
التالي
الحياة: المعارضة السورية تدعو إلى مقاطعة انتخابات تجرى «تحت تهديد السلاح