كتير سلبي: ارتفاع سقف الجرأة

انطلق منذ أيام الموسم الثاني من الشانسونييه "كتير سلبي" هذه المرة تحت عنوان "كتير سلبي Show". القيمان على العمل نبيل عساف وجيسكار لحود صاحبا شركة key production حافظا على الفريق نفسه:فادي شربل، إيلي الراعي ودوللي حلو مع إضافة عنصرين جديدين شكل نجاحهما في البرنامج التلفزيوني بطاقة مرورهما إلى المسرح: حسين مقدّم وجونّا كركي.
"الدليل" تابع العمل في العرض الرسمي الذي حضرته وجوه فنية وسياسية وإعلامية. الرهان طبعاً هذه الليلة لم يكن سهلاً، لكن فريق مسرحية "كتير سلبي Show" كان على استعداد تام، بهمّة كاتبي العمل جيسكار لحّود ونبيل عسّاف اللذين كانا بكامل الحماسة يستقبلان الضيوف، ويستعدان للإمتحان!
المسرحية في موسمها الثاني تغيرت في المضمون باعتبار أن الشانسونييه إبنة الحدث الآني، وقد تناولت موضوعات الساعة على الصعيد السياسي والإجتماعي، برفقة معظم الشخصيات الناجحة التي أحبها الناس على الشاشة الصغيرة.
وبين السياسة والموضوعات الإجتماعية، برزت الموضوعية سيّدة الموقف إذ انتقد كتاب العمل أخطاء الأطراف السياسية جميعا من دون استثناء، في خطوة أصبحت شبه نادرة اليوم في مسارح الشانسونييه التي يظهر كل منها ميولها السياسية بشكل علني، حتى انصبغ الفن بدوره بالألوان السياسية.
من ناحية أخرى، ورغم بعض التطويل في الإسكتشات إضافة إلى بعض الألفاظ التي تدل على ارتفاع سقف الجرأة، فقد استفاد الكاتبان من هذا المنبر لانتقاد كل الأمور بصراحة ووضوح، وخصوصاً أن الجرأة على المسرح مشرّعة…
نص مسرحية "كتير سلبي Show" ذكي بحبكته وبسخريته الطاغية، وقد نجحا في تمرير ضحكة مغلّفة بنقد ساخر. ونادراً ما مرت في المسرحية جملة غير مفيدة، إذ يبدو النص سلساً ويدل على خبرة واسعة.
من ناحية أخرى كان موفقاً إختيار الشخصيات المحببة لدى الجمهور ومنها الأطرميزي، وإم علي، وسايد وأبو سمير، وإم خالد ويوسف والشقلوب وغيرها… إضافة إلى تقليد بعض الشخصيات القليلة جداً للمرة الأولى في المسرحية.
كاتبا العمل جيسكار لحود ونبيل عساف يؤكدان أن نجاح برنامج "كتير سلبي" على شاشة MTV وتحقيقه نسبة مشاهدة عالية يشكل دعماً للمسرحية. وقد نقلا إلى المسرح الشخصيات الأنجح التي ينتظرها الناس، والتي يمكن وضعها في قالب جديد لتقول ما لا يمكن قوله على التلفزيون. يعتبران أن اللغة على المسرح أجرأ بكثير وخصوصاً أن المشهد هنا يأخذ وقته. بالنسبة إليهما المسرحية في تطور مستمر وبعد نحو أربعة أسابيع ستأخذ الشكل النهائي، وخصوصاً أن الشانسونييه مسرح متطور من حيث المضمون، وخصوصا للممثل الذي يتحسن أداؤه مع كل عرض.
عساف ولحود يكتبان النص معا ومن شدة الصداقة التي تجمعهما أصبحا ينطقان بالأفكار ووجهات النظر نفسها. أثناء فترة الكتابة يتبادلان الآراء وكل منهما يضيف على نص آخر.
هما يراقبان الشخصيات بإستمرار لتحسينها وتطويرها. وعن سبب شبه انعدام ابتكار كاركتيرجديد للمسرحية، ذكرا أن أصعب ما في الشانسونييه هو ابتكار كاركتير جديد، وخصوصاً أن الناس تأتي إلى المسرح لتتابع الكاركتيرات التي تحبها إنما بقالب جديد وأجرأ، علماً أن الأيام آتية وهما في بحث دائم لإبتكار شخصية جديدة.
وعن الإيحاءات الجنسية التي تخصص لها مساحة واسعة في المسرحية، أجابا أن شخصية الأطرميزي هي الكاركتير الوحيد الذي يستعمل إيحاءات جنسية عدة، بما أنه يمثل المتحرش الجنسي الموجود في مجتمعنا، معتبرين أن مساحة الحرية التي يتيحها المسرح تخوّلهما المبالغة. ويضيف عساف "هون الناس جايي لعندك بكامل وعيا يعني فيكي تقوّي الدوز… بعدين نحنا تلاميذ المسرح الملتزم وكل شي إلو وقتو وهون عم نقدم شانسونييه بأرقى صورة وبأكتر صورة بتضحك".
وعن انتقاد الأطراف السياسية جميعا دون تمييز ذكرا أن هدفهما الأساسي هو تسليط الضوء على كل خطأ تقترفه أي جهة سياسية. وحول إن كان الأمر بهذه الطريقة أضمن لإستمرار مسرحيتهما،نفيا ذلك، لأن في حال أخذا طرفاً سياسياً سيكون مردود الأمر أفضل عليهما "نحنا بهمنا اللي بغلّط ننتقدوا". وقد ختم عساف "بتحدى حدا يجي يحضرنا وما يضحك".
بطل العمل الممثل فادي شربل أعرب عن سعادته الكبيرة بعد انتهاء عرض الصحافة، إذ رغم الخطأ التقني الذي طرأ، أظهر شربل سرعة بديهة لافتة وخبرة مسرحية كبيرة. شربل يعشق الشانسونييه باعتباره متفاعلا مع الناس ويطرح الموضوعات الآنية بسخرية "الشانسونييه ما بدو آلة بدو ممثل متحرك عندو خلق وقادر يستلقّى أي كلمة ليبني عليا ويتفاعل مع الجمهور". ويضيف:"هنا يحصل الممثل على التصفيق مباشرة من الجمهور. هون بتعرفي سريعاً إذا إنتي ناجحة أم لأ"… فادي في المسرحية يقدم معظم كاراكتيراته الناجحة وهو يسعى دائماً إلى تطويرها من خلال ابتكار تعابير جديدة أو لباس أو حتى حركة جسم… وعن الإنسجام الذي يجمع فريق العمل يرى أن هذا العنصر هو الأقوى لإستمرارهم كفريق بنجاح كبير.
الممثل والمقلّد البارع إيلي الراعي وجد أن مسرحية "كتير سلبي Show" بموسمها الثاني هي استمرار لنجاح الأولى، إنما هذه المرة بإنسجام أكبر وتطور بارز. الراعي هنا يقلّد معظم الشخصيات السياسية التي عُرف بها إنما هذه المرة بقالب جديد تبعاً للحوادث والمواقف السياسية الجديدة. هو يعشق الشخصيات التي يلعبها لأنه إن لم يشعر بها لا يمكن أن يقدمها. جديده في الموسم الثاني من المسرحية تقليد الرياضي إيلي مشنتف.
الممثلة دوللي حلو التي تستمر مع الفريق للموسم الثاني هي العنصر المحرّك في المسرحية التي تشارك في معظم الإسكتشات كمساندة. وقد أحبت تجربة المسرح لأنها تتواصل من خلاله مع الجمهور بشكل مباشر، الأمر الذي أكسبها خبرة واسعة. حلو تحب الشخصيات التي تلعبها لكنها تعلم جيداً أن اسمها ارتبط بشكل أساسي بشخصية الأطرميزي ونجاها.

السابق
بين الاستضعاف والاستكبار ضاعت حقوق الانسان
التالي
فندق بدبي تحت الماء